عمليات المقاومة في 2022.. شهداءٌ صنعوا علامة فارقة في تاريخ كيان وهمي

تقارير خاصة – مصدر الإخبارية

رحل عام 2022 تاركاً خلفه تواريخاً لا تُنسى زخرت بأعمال المقاومة والعمليات الفدائية ضد الاحتلال ومستوطنيه ربما بوتيرة غير مسبوقة، لتكون رد فعل طبيعي على الاعتداءات المتصاعدة بحق الفلسطينيين في كافة أنحاء الأراضي المحتلة، عدا عن التطاول على المقدسات والأماكن الدينية وعلى رأسها المسجد الأقصى.

بئر السبع.. فاتحة عمليات المقاومة

في 22 آذار (مارس) المنصرم، أعلنت وسائل إعلام عبرية عن مقتل 4 مستوطنين وإصابة آخرين، جراء عملية دهس وطعن مزدوجة على طريق الخليل في بئر السبع بالداخل المحتل.

وحينها، قالت التقارير إن منفذ العملية هو الأسير المحرر محمد غالب أبو القيعان من سكان بلدة حورة في النقب المحتل، والذي استشهد إثر إطلاق النار عليه عصب تنفيذه العملية، واحتجز الاحتلال جثمانه قرابة الشهرين ليسلمه في 20 أيار (مايو( المنصرم، ويشيع جثمانه إلى مثواه الأخير بمسقط رأسه.

وأبو القيعان (34) عاماً  متزوج وأب لخمسة أطفال وكان يعمل معلماً في إحدى المدارس الثانوية في النقب،

عملية الخضيرة.. رمزٌ لن ينساه الاحتلال

في ليلة ليس بها ضوء قمر، أعلن الاحتلال مساء يوم الأحد الموافق 27 مارس المنصرم، عن مقتل أربع أشخاص جراء عملية إطلاق نار في مدينة الخضيرة بالداخل المحتل.

وبينت التقارير أن مسلحين فتحا النار تجاه عناصر شرطة الاحتلال في الخضيرة المحتلة، ما أدى لوقوع 7 إصابات أعلن فيما بعد مقتل 4 منهم، وأن منفذيْ العملية فلسطينيان.

وسائل الإعلام العبرية وصفت العملية بالقاسية حيث وقعت خلال أقل من أسبوع على عملية بئر السبع.

أظهرت صور التقطت لمنفذي العملية حينها، ارتداءهم زي (رمز المعاقِب) punisher، وهو شخصية اشتهرت في الأفلام وألعاب الفيديو الأمريكية كان أول ظهور له في شباط (فبراير) 1974.

وبونيشر يعني مطبق عدالة شارك في مهمات خطيرة في السابق من قتل وخطف وابتزاز وإكراه كافة أشكال العنف من التعذيب التي تعلمها في حربه ضد الجريمة، بعد ذلك تم قتل زوجته وطفله عن طريق عصابة.

وفي وقت لاحق أعلنت المصادر العبرية أن منفذي العملية هما الشهيدان أيمن وخالد إغبارية من أم الفحم بالداخل المحتل.

عملية بني براك

بندقية من طراز M-16، أسدلها الشهيد الأسير المحرر ضياء حمارشة لية 29 مارس المنصرم، بعدما وصل إلى “بني براك” قرب مدينة تل أبيب، بسيارة إسرائيلية لينزل منها ويبدأ بإطلاق النار.

العملية الكبيرة التي نفذها الشهيد حمارشة قتل فيها خمسة إسرائيليين بينهم ضابط كبير في شرطة الاحتلال، وزعم جيش الاحتلال أنه اعتقل سابقاً حمارشة لمدة ستة أشهر بتهمة إتمام صفقات سلاح، والتخطيط لعمليات ضد قواته.

وتبعاً للعملية اتخذت سلطات الاحتلال إجراءات مشددة في المدن المحتلة خوفاً من شبيهاتها التي لم تكن تعرف أنها لن تقل عنها فتكاً ولا قوة.

رعد خازم يرعد ديزنغوف

في الثامن من نيسان (أبريل) المنصرن، قُتل إسرائيليين وأصيب أخرون في عملية إطلاق النار التي نفذها الشاب رائد حازم في شارع ديزنغوف في “تل أبيب”.

واستشهد خازم خلال تبادل لإطلاق النار مع مقاتلي الشاباك ووحدة اليمام، وهو من مخيم جنين وعنصر في كتائب شهداء الأقصى، لتبدأ رحلة المطاردة لعائلته ويستشهد شقيقه عبد الرحمن ويلاحق والده ويفجر منزل عائلته.

ورغم كل ما حل بالعائلة، لا زال فتحي خازم والد الشهيد رعد يؤكد على ضرورة مواصلة درب ابنه، فإحدى كلماته التي لا تُنسى: “إياكم أن تضيعوا الوحدة، ابقوا روحًا واحدة وعلى قلب رجل واحد”.

أرئيل.. عملية شكلت فارقاً نوعياً

عملية مزدوجة ما بين الطعن والدهس، نفذها شابان فلسطينيان يوم 3 أبريل المنصرم قرب مستوطنة “أرائيل” المقامة على أرض سلفيت شمال الضفة، حملت رسائل قاسية للمستويات السياسية والأمنية الإسرائيلية، وتركت حالة من الصدمة في أوساط المستوطنين.

العملية أسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة ثلاثة آخرين، ليعلن لاحقاً عن استشهاد منفذ العملية برصاص قوات الاحتلال.

وفي حينها، أعلنت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، مسؤوليتها الكاملة عن العملية مؤكدة أنها “جاءت ضمن سلسلة من عمليات الرد على تدنيس المسجد الأقصى والعدوان عليه ولن تكون الأخيرة ”.

ولاحقاً، أعلن جهاز “الشاباك” أنه اعتقل فلسطينيين هما: يحيى مرعي، ويوسف عاصي، من قراوة بني حسان بتهمة تنفيذ العملية.

عملية إلعاد.. تخبط لدى الاحتلال

في الخامس من مايو المنصرم قُتل 3 إسرائيليين وأصيب أخرين، في هجوم بآلة حادة في  مستوطنة إلعاد قرب كفر قاسم بالداخل المحتل.

أيام قضتها قوات وجيش الاحتلال في مطاردة منفذي العملية إلعاد، ليقوم بخطوة خارجة عن المألوف وينشر صور واسمَي منفذَي العملية، معلناً أنهما من قرية رمانة من محافظة جنين.

ونفذ العملية كل من أسعد يوسف أسعد الرفاعي ويبلغ من العمر 19 عاماً، وصبحي عماد صبحي أبو شقير، ويناهز عمره 20 عاماً.

بعد ثلاثة أيام، اعتقلت قوات الاحتلال منفذي العملية خلال دهم أحراش قريبة من بلدة إلعاد، موضحة أن اعتقالهما جرى على بعد حوالي 500 متر من منطقة إلعاد.

وفي أغسطس المنصرم هدمت سلطات الاحتلال منزلي منفذي العملية في جنين، انتقاماً من رد فعل طبيعي قاما به ضد الفاشية والعنصرية والإجرام المتواصل بحق الفلسطينيين.

غور الأردن

لم ينسَ الاحتلال فشله الذريع في العمليات السابقة ولا في وقف أعمال المقاومة ضد كيانه المغتصب، ليفيق يوم 4 سبتمبر على عملية إطلاق نار نحو حافلة للمستوطنين على شارع 90 قرب الحمرا بغور الأردن.

العملية أدت لوقوع 7 مصابين ونفذت ضد هدفين في مكانين قريبين من غور الأردن، كما نُفذت بسيارتين، الأولى وصل بها منفذو العملية وبعد إتمامهم العملية أشعلوا النار بها وانسحبوا بسيارة ثانية من المكان.

في حينها أعلنت كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح مسؤوليتها عن تنفيذ العملية، وزعم جيش الاحتلال حينها اعتقال المنفذين.

شعفاط.. التميمي يبث الذعر حياً وميتاً

8 أكتوبر.. تاريخ لا ينسى سطره الشهيد عدي التميمي، عندما أطلق النار من مسافة صفر على جنود الاحتلال على حاجز مخيم شعفاط في مدينة القدس المحتلة، وأصاب ثلاثة منهم، وانسحب من المكان بهدوء.

حصار خانق فرضته سلطات ااحتلاحاصرت على المواطنين في مخيم شعفاط وأغلقته بشكل تام، عقب العملية بحثاً عن المنفذ.

التميمي نجح بالتخفي بعد إطلاقه النار على جنود الاحتلال، واستمرت عملية البحث عنه 11 يوماً ليظهر بعدها وينفذ عملية ثانية قرب مستوطنة معاليه أدوميم أدت إلى استشهاده.

وكعادته جرّ الاحتلال أذيال الهزيمة وأكد في نتائج تحقيقاته إخفاق جنوده في عملية الشهيد عدي التميمي على حاجز شعفاط في القدس المحتلة، وأن الجنود والحراس فشلوا في منع الهجوم، إضافة إلى فشلهم في استهداف التميمي.

عملية كريات أربع.. الضفة على خط النار

في عملية استطاعت نقل أحداث المقاومة إلى داخل الضفة المحتلة، نفذ الشهيد محمد الجعبري في 29 تشرين أول (أكتوبر) الماضي  عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة 5 أخرين وصفت جراح أحدهم بالخطيرة في في مستوطنة “كريات أربع” بمدينة الخليل، قبل أن يستشهد برصاص الاحتلال.

وخلال ديسمبر المنصرم، قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي هدم منزل عائلة الشهيد محمد الجعبري، رغم اعتراض قدمته العائلة على القرار الذي سيحرم عائلة كاملة مكونة من أسرة الشهيد ووالداه وأشقاؤه وعوائلهم من المأوى.

كفر قاسم.. خاتمة عمليات العام

أبى هذا العام أن ينتهي إلا وهو يحمل معه عملاً مقاوماً يثلج صدور فلسطينيين مقهورين على أرضهم ومقدساتهم التي تهوّد أمام أعينهم، لينفذ شاب فلسطيني من مدينة كفر قاسم عملية دهس وإطلاق نار.

الشاب نعيم بدير أصاب اثنين من عناصر شرطة الاحتلال بجراح، قبل أن يستشهد برصاصها.

مسؤولون أمنيون زعموا أن بدير نفّذ “عمليّة استراتيجية”، حيث استدعى الشرطة إلى المكان بادعاء وقوع حادثة عنف، وعند قدومها ركض باتجاهها وبحوزته سلاح، وبعد ذلك صعد لسيارته ودهس أفراد الشرطة.

هذه العمليات وغيرها لم تكن بداية المقاومة التي وُلدت منذ اللحظة الأولى لوجود الاحتلال، ولن تكون الأخيرة في ظل تصعيداته التي باتت تشهد ارتفاعاً في الأعوام الأخيرة دون أي تدخل لمنعها، لتشكّل المقاومة بدورها خط ردع لاحتلال يخاف على كيانه الوهمي أكثر من أي شيء.