دعوات إسرائيلية لاحتجازه.. هل يسلّم الاحتلال جثمان ناصر أبو حميد؟
محلل لمصدر: استشهاده يجب أن يفتح ملف الإهمال الطبّي

أماني شحادة – خاص مصدر الإخبارية
تحدث الإعلام العبري والمجتمع الإسرائيلي، بطريقة متطرفة حول استشهاد الأسير ناصر أبو حميد وتسليم جثمانه لعائلته، الذي يشكل جزءًا هامًا من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومثلًا لجميع الأسرى والمطاردين والفدائيين الذين يلاحقهم الاحتلال، خاصة عد رفع صورته من الرئيس عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وذكر الإعلام العبري بعضًا من مواقفه خلال عمله بكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح وأنه اليد اليمنى للأسير القائد مروان البرغوثي، وأنه يقف خلف قتل 7 إسرائيليين، وأنه أول من أطلق أول قذيفة هاون تجاه مستوطنة بيساغوت عام 2022.
ووفق القناة “12” العبرية، بعثت عائلات المستوطنين القتلى “بنيامين وتاليا كاهانا” و”جاد راجون” رسالة عاجلة إلى غانتس، بواسطة منظمة “حونو”، يطالبون فيها عدم الإفراج عن جثة الأسير ناصر أبو حميد الذي قتل أحبائهم.
هل سيسلم الاحتلال جثمان أبو حميد؟
هاني العقاد، الخبير في شئون الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والكابت والمحلل السياسي، قال لـ “شبكة مصدر الإخبارية“، إن القائد الأسير ناصر أبو حميد لم يقضِ نتيجة مرض عادي وإنما نتيجة إهمالٍ طبي له أسبابه، متهمًا الاحتلال بأنه يُجري تجارب على الأسرى المرضى ويهمل علاجهم؛ حتى يلاحظ فعالية هذه التجارب التي من خلالها يقضي على الأسرى.
وأشار إلى أن هذا الأمر يحمل دلالة ورسالة واضحة أن الأسرى سيموتون في السجون ولن يروا النور أبدًا ولا حريتهم.
واعتقد العقاد أن سلطات الاحتلال ستودع جثمان الشهيد ناصر أبو حميد في مقابر الأرقام ولن تسمح أن يعود جسده لعائلته ليتم تشييعه بين الجماهير الفلسطينية.
وأضاف: “يأتي ذلك لأسباب، أن الاحتلال يريد أن يحرم الجماهير الفلسطينية من تشييع هذا البطل بما يليق به من بطولات وحشود جماهيرية تشيعه على الأكتاف؛ حتى لا تتحول مسيرة دفنه وتشييعه شرارة لمواجهة كبيرة جدًا قد تؤدي لانتفاضة على الأرض”.
وتابع أن النقطة الثانية من الأسباب تحمل خيارًا أن يكون الاحتلال خائفًا أو مترددًا من أن يعرض جسد ناصر أبو حميد على فريق طبي فلسطيني ودولي للكشف عن مسببات استشهاده، ويكتشفوا حينها جريمته ضد الشهيد من إهمال طبي وإجراء تجارب عليه.
وحول طلب السلطة الفلسطينية بشكل رسمي من سلطات الاحتلال تسليم جثمان الشهيد ناصر للجانب الفلسطيني، يرى العقاد أن الاحتلال لن يقبل هذا الطلب ولن يستجيب أيضًا للنداءات والأصوات الدولية بهذا الشأن، مثلما لم يستجب سابقًا لأي دولة أو نداء.
هل يشعل استشهاد أبو حميد ثورة؟
قال العقاد: “أتمنى ألا يكون استشهاد ناصر حدثًا عاديًا يمر مرور الكرام بأيام معدودة، لكني أتمنى أن تكون جريمة الاحتلال هذه مقدمة لفتح ملف الإهمال الطبي والقتل العمد في سجون الاحتلال، ووضع الأسرى كتجارب لأدوية غير مصرح بها في العالم”.
وتمنى أيضًا أن تكون جريمة الاحتلال بإعدام أبو حميد بالإهمال الطبي، قضية من خلالها نسعى لإنقاذ العديد من الأسرى الموتى والحصول على دعم وتدخل دولي لإطلاق صراح الأسرى المرضى لعلاجهم ضمن مستشفيات فلسطينية أو أن تكون هناك منظمات طبية دولية ترعاهم وتهتم بالحالة الصحية لهم.
وشدد على أنه لا ضمان للاحتلال ولا أمان له ولا ثقة بعلاجه لأسرانا؛ لأنه حكم عليهم بالإعدام بمجرد اعتقالهم.
وفي ختام حديثه قال هاني العقاد، إن “قضية أبو حميد هي جريمة متكاملة العناصر، اعتقال وإخضاع للتجريب وإصابة بأمراض قاتلة وعدم تلقيه علاج مناسب وإهمال طبي، وهذه الجريمة هي قتل بطيء نفذها الاحتلال له”.