قراءة في أداء الاحتلال خلال 2022.. ما هي الخسارة الكبرى؟

أماني شحادة – خاص مصدر الإخبارية

حمل هذا العام الكثير من الضغوط والأحداث على دولة الاحتلال، على المستوى السياسي والاجتماعي والدولي، ما دفع إلى البحث في كيف قرأ مختصون في الشأن الإسرائيلي أداءها خلال 2022.

الاحتلال يعيش مأزقاً

قال عامر خليل المختص في الشأن الإسرائيلي في حديثه مع “شبكة مصدر الإخبارية“، إن الاحتلال يعيش مأزقا داخليا في عام 2022 وأخر خارجيا، مشيرًا إلى أن هذين المأزقين سيتفاقمان خلال العام المقبل.

وقسّم خليل المأزقين إلى داخلي يتعلق بانقسام المجتمع الإسرائيلي، السياسي والديني والعلماني، موضحًا أنه وصل إلى حد أن أحد الأطراف يريد فرض رؤيته للهوية على الطرف الآخر، وحالة الجدل الموجودة اليوم تتضمن عنفا لفظيا، يُمكن أن يتطور إلى عنف جسدي.

وأوضح أن هذا الأمر “كما نرى خلال هذا العام، الصراع فيه على الهوية الثقافية لكيان الاحتلال ما بين التيارات الدينية المتطرفة والتيارات الليبرالية، وهذا الصراع واضح خلال الانتخابات الأخيرة”.

وأفاد بأن هذه الانقسامات، وفق ما تنبأ العديد من الأطراف داخل المجتمع الإسرائيلي، ستؤدي لنهاية الاحتلال في نهاية العقد الثامن لتأسيس كيان الاحتلال، فيما يسمى عقدة العقد الثامن”.

وعلى المستوى الخارجي وأداء دولة الاحتلال خلال 2022، رأى خليل أنها “تعاني من مآزق متعددة تتعلق باكتشاف وجها القبيح العنصري الفاشي، وسقوط ورقة التطبيع شعبيًا، خاصة ما حدث على صعيد مونديال قطر، ورفض التعامل مع الإسرائيليين وصحافتهم”.

وأوضح خليل أن “هناك مواقف دولية تستنكر الإجرام الإسرائيلي في فلسطين المحتلة من خلال التوغلات التي تحدث من حين إلى آخر في الضفة ويسفر عنها ارتقاء العديد من الشهداء”.

وتوقع أنه مع تبوء نتنياهو رئاسة الحكومة أن “يشتد هذا المأزق، وتتعقد علاقات الاحتلال، سواء على مستوى التطبيع، أو على مستوى العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية في ظل وجود بن غفير في حكومة نتنياهو”.

وتابع أن الاحتلال “يواجه واقعًا صعبًا، وكل ما يفعله في الضفة والقدس المحتلتين يبين مزيد من السياسات الإسرائيلية العدوانية”.

ورجح خليل عدم استمرار الوضع على حاله سياسيًا، نظرا لأن “هذه السياسات ستدفع في اتجاه موقف على الصعيد الشعبي الفلسطيني أو الدولي العربي ضد الاحتلال، ما سيؤدي لأضرار بالغة لمصالحه الاستراتيجية مع دول العالم والإقليم”.

هل هناك نقاط ضعف في أداء الاحتلال خلال 2022؟

يعتقد خليل أن “الفلسطينيين أثبتوا أنه يمكن مواجهة الاحتلال والتغلب عليه، وتحقيق نقاط استحقاق في هذا الصراع المستمر والمتواصل معه”.

ورأى أنه “على رغم كل عمليات القتل التي يقوم بها جيش الاحتلال ينتظم الفلسطينيون في شكل أو آخر، والشبّان يخرجون من كل زاوية ومنطقة في الضفة والقدس لمواجهة جيش الاحتلال وينفذون عمليات إطلاق نار أو قذف بالحجارة وغيرها من أشكال المقاومة”.

وأوضح خليل أن “الحروب التي خاضتها المقاومة الفلسطينية في غزة، على مدار سنوات عدة، أثبتت أن ما يسمى الردع الإسرائيلي وهمي وغير حقيقي، وأن الفلسطينيين يمتلكون من أسباب القوة والمواجهة ما يجعل الاحتلال يدرك أن الأوراق ليست في يده، على رغم امتلاكه أسلحة متطورة، إلا أن الفلسطينيين يمتلكون أدوات من خلالها يمكن أن يحدثوا انفصامًا في المجتمع الإسرائيلي وضررًا بالغًا في الاقتصاد”.

الاحتلال يجر خسارة كبيرة هذا العام

وقال عادل شديد المختص في الشأن الإسرائيلي لـ “شبكة مصدر الإخبارية“، حول أداء الاحتلال خلال 2022 إنه “لم يعد قادرا على حسم ومعالجة كل القضايا المطروحة أمامه بالطريقة والشكل والكيفية التي تريدها الدولة”.

وحول قراءته لتقييم الاحتلال ذاته، أشار شديد إلى أن “دولة الاحتلال تُقيم هذا العام بأنه الأكثر خسارة منذ حوالي 10 أعوام، حيث أنه لم يقتل هذا العدد من الإسرائيليين الذين قُتلوا في عمليات فدائية ومقاومة في الضفة والقدس والداخل”.

وأوضح أنه من الناحية الداخلية مع الفلسطينيين، فإن “مجموعة عرين الأسود وغيرها من المجموعات المسلحة تُرغم الاحتلال على دفع ثمن جرائمه وانتهاكاته وتزعجه، لكن هذا الأمر لا يرتبط بقوة الاحتلال أو ضعفه”.

وأشار شديد إلى أن “هذا لا يعني أن الاحتلال كان قويا وأصبح ضعيفا بقدر كان فيه الجانب الفلسطيني ملتزما الصمت والهدوء خلال هذا العام”.

ورأى شداد أن “الاحتلال يتعرض لمجموعة من الانتقادات نتيجة سياساته، لكنه لا يزال يحمل القوة عالميًا من كل النواحي العسكرية والسياسية والاقتصادية”.