أزمات بالجُملة على طاولة بلدية غزة والمواطن شريك الحل.. حوار خاص مع د. يحيى السراج

خاص – مصدر الإخبارية

تحدث رئيس بلدية غزة يحيى السراج، في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية”، عن أبرز التحديات التي تواجهها البلدية والإنجازات التي حققتها خلال الفترة الأخيرة.

الأمطار تتربع عرش الأزمات

أوضح السراج أبرز المعيقات التي تواجه عمل بلدية غزة، ومنها خطوط الصرف الصحي القديمة ومنتهية الصلاحية والتي يلزم تغييرها، عدا عن بعض المناطق التي لم تصل لها خدمات الصرف الصحي بعد.

ولفت إلى مشكلة أخرى خلال فصل الشتاء، وهي أن نسبة كبيرة من المباني يتم وصل تصريف مياه المطر فيها مع مياه الصرف الصحي، مما يؤدي لتدفق المياه العذبة لمياه الصرف الصحي التي لا تحتمل هذه الكمية خلال فترة زمنية قصيرة، لذا تطفح بعض المناهل أثناء المطر مما يسبب هبوطاً في المنطفة المحيطة بها ومشاكل تحتاج لصيانة.

وأوصى السراج المواطنين بتفحص خطوط المطر وفصلها بشكل عاجل وسريع عن خطوط الصرف الصحي، مشيراً إلى أن ذلك من شأنه أن يحقق فوائد للاستفادة من المياه الجوفية ومنع خراب خطوط الصرف الصحي، والحفاظ على الممتلكات.

ونبه من خطأ يرتكبه المواطنون وهو إغلاق فتحات ومصافي الأمطار بسبب الروائح الكريهة، مناشداً بعدم تغطيتها في الشتاء أو إلقاء المهملات في الشارع كي لا تنجرف مع المطر وتنساب للمناطق المنخفضة ومصافي الأمطار.

وفي حديثه عن الأسواق الشعبية، أكد السراج أنها تحظى باهتمام بالغ وأن عدداً منها يحتاج لتطوير وصيانة شاملة، مضيفاً أنه تم عمل تطوير بصورة متكاملة لسوق الشيخ رضوان، ويجري تطوير سوق اليرموك على أن يتم افتتاحه العام القادم.

وأشار إلى مخطط وتفكير بتطوير شامل لسوق الشجاعية ومنع الازدحام في المنطقة بسبب العشوائية، مبيناً أنه يحتاج لاعادة صيانة الكهرباء والمياه وغيرها

وشدد السراج على أن أهم مشكلة في غزة هي الحصار والاحتلال، وعدم قدرة البلديات والقطاع التجاري على الحركة الحرة عبر المعابر ومحدودية الاستيراد والتصدير، عدا عن عدم وجود فرص عمل للشباب.

مياه مالحة وكلاب ضالة

حول سؤاله عن أزمة المياه المالحة التي يشتكي منها آلاف المواطنين، أوضح رئيس بلدية غزة أن المياه المحلاة التي تصل من الشركات الااسرائيلية تبلغ 6 مليون لتر مكعب في العام فقط، متابعاً أن بعض المناطق تصلها مياه محلاة وبعضها مياه مالحة بسبب الحاجة لمحطات تحلية إضافية.

وأشار السراج إلى التكلفة الباهظة التي تحتاجها البلدية للمياه المحلاة والتي يتم تغطية جزء منها عبر أموال المقاصة بالتنسيق مع السلطة، بينما تضطر البلدية لدفع مبلغ لمحطة التحلية بغزة شهرياً يصل 200 ألف شيكل، وفي حال عدم قدرتها على الدفع يكون هناك خطر وقف المحطة والذي من شأنه أن يحدث ازمة مياه كبيرة.

أزمة اخرى تؤرق المواطنين وهي الكلاب الضالة التي تنتشر وتسبب إزعاجاً، حيث أوضح السراج أنه تمت محاولة علاجها بطريقة حضارية عبر التعاقد مع جمعية لرعايتها وجمعها في محمية طبيعية ومنع تكاثرها.

واستأنف أنه يتم جمع الكلاب من أي منطقة ينزعج منها المواطنون، إلا أنها تصل عبر الحدود مع الاحتلال وتتنقل من مجينة لأخرى مما يصعب إمكانية السيطرة عليها.

وأردف: “نجمع ما يمكن تجميعه بعيدا عن السكان، وندعوهم من جانب آخر لمحاولة التعايش معها فهي لا تكون مؤذية بشكل مباشر، لذا يجب تعلم كيفية التعامل معها وتجنب أذاها، مع العلم أنها تتجمع في المناطق التي تكثر فيها النفايات واللحوم لذا جب عدم القاءها، مع العمل على جمع المؤذية منها”.

رواتب مقتصة ونقص إيرادات

أكد السراج أن البلدية تعاني من قلة الإيرادات الشهرية، موضحاً أن حاجتها للمصاريف التشغيلية تصل 10 مليون شيكل شهرياً، يتوفر منها 40 إلى 60% فقط لذا هي لا تستطيع دفع رواتب كاملة لموظفيها.

وأردف: “نجتهد كل شهر لأن لا يقل الراتب عن 60%، وبعض الموظفين على بند العقود يتلقون رواتب كاملة ويتمتعون بكامل حقوقهم العمالية حسب قانون العمل، كما نحرص على حصول الموظف على كافة حقوقه حسب قدرات البلدية”.

وثمّن عمل طواقم البلدية في الحروب والطوارئ والمنخفضات، والتي تعمل لأكثر من 20 ساعة لحماية المواطنين من الأضرار.

في السياق تحدث السراج عن عدم توفر المركبات والآليات اللازمة لعمل البلدية، كشاحنات جمع النفايات والمعدات الهندسية، موضحاً أن هناك مركبات عمرها 30 عام وتكلفة صيانتها عالية، والمتوفر حالياً 150 مركية وشاحنة فقط في مدينة غزة.

كما دعا السراج المواطنين للاستفادة من التسهيلات والالتزام بالفواتير الشهرية التي تجعل من البلدية قادرة على المصاريف التشغيلية ، مبينا أنه إذا تعطلت خدمة من الخدمات لن تكون الحياة ممكنة في المدينة.

ولفت إلى إمكانية التمتع بالخدمات الالكترونية على موقع البلدية والتطبيق، عدا عن الدفع الالكتروني عبر التطبيقات وعن طريق الفيزا، والتعامل مع مكاتب الخدمات التي توازي خدمة البلدية وتنوب عنها وتتابع كل المعاملات.

المواطن شريك الحل

أكد السراج أن شكاوى المواطنين تحظى باهتمام بالغ عبر الخط الساخن 115 خاصة في أوقات الطوارئ، حيث يتم علاج الشكوى وإرسال رسالة للمواطن بذلك، ويجري استقصاء آراء المواطنين بعد إصلاح الشكاوى لتحسين الخدمة، كما يتم تقديم تقرير شهري حولها.

وأضاف: “الموطن شريك والقطاع الخاص شريك ونمد أيدينا لهم، ونستقبل جميع الانتقادات والتوصيات لتحقيق الرؤية التي اعتمدها المجلس البلدي للمدينة”.

وحول انتخابات بلدية غزة، بيّن السراج أنها مطلب شعبي ورسمي، وأن البلدية تسعى ومنذ مدة لاجراء انتخابات عاجلة، مضيفاً: ” جاهزون لإجراءها دون تأخير وسنكون أول الداعمين وسنتخلى عن مواقعنا فوراً إن تطلب الامر”.

اقرأ أيضاً: توقيع اتفاقيتيّ بقيمة 6.6 مليون دولار لقطاع الطاقة في القدس وغزة