محلل مغربي لمصدر: ياسر عرفات مثّل عنوان الجيل الذي يحمل البندقية

سماح شاهين- مصدر الإخبارية
ثمانية عشر عامًا مضت على رحيل الرئيس الفلسطيني الرمز ياسر عرفات، الذي أمضى نحو 50 عامًا من حياته في النضال من أجل القضية الفلسطينية، وخاض معارك عسكرية وسياسية أحدثت تحولات مهمة.
الباحث في العلوم السياسية والتواصل السياسي في المغرب عبد الصمد بنعباد قال في حوار “خاص مع شبكة مصدر الإخبارية“، إنّ الراحل ياسر عرفات مثل عنوان الجيل الذي حمل البندقية، وناور بها عبر مختلف الخنادق، وتنقل بين مد ثوري وجزر سياسي، وصولًا إلى اتفاقات السلام، وعدم تفريطه فيما تبقى من فلسطين، وحق العودة، والقدس المحتلة.
ماذا لو كان ياسر عرفات بيننا؟
أكد بنعباد أنّه باعتبار مكانة ياسر عرفات الدولية ورمزيته العابرة للقارات، سيصنع التفافًا شعبيًا ومؤسساتيًا كبيرًا مع القضية، باعتباره حامل البندقية الذي آمن بالسلام، فلم يحصل على أرض، وسيقنع العالم بأن السلام مستحيل دون أرض، وهذا تابعناه في الانتفاضة الثانية، بعد اقتحام القدس، حيث أوقف مسار التسوية، وفتح الباب لغضب الشعب من الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف: “نهاية زمن الزعامات العربية التي تهتم بفلسطين، ولو عاش عرفات لكان سيكون غريبًا وسطهم جميعًا، سواء تعلق الأمر بالمسارعين في الاستسلام لإسرائيل، أو الآخرين الذين يتاجرون بالقضية، سيكون عبئًا عليهم، وثقلًا، وسيرفضون التعامل معه”.
وأشار إلى أنّ “ياسر عرفات قتلته يد إسرائيلية، لو عاش لكانت قتلته يد عربية دون أن يرف لها جفن، فمن خلال حجم التضييق على كل فلسطين من فتح للشعبية لحماس للجهاد للديموقراطية، نفهم أن القضية يراد لها أن تنسى نهائيًا، فالقوم رافضون لوجود أي تنظيم وطني يؤمن بأن ما تزال محتلة وأنها تبحث عن الاستقلال، ولنراجع مواقف بعض الدول العربية من مخطط ترامب بخصوص القدس وفلسطين”.
واعتقد الباحث في العلوم السياسية في المغرب بأن ياسر عرفات كان سينجح في توحيد الداخل الفلسطيني، خاصة وأن التطورات لينت مواقف جميع الفرقاء فيها، وكان بقدراته السياسية والقيادية أن يجمع فصائل فلسطين، ويعطي انطلاقة جديدة لمنظمة التحرير، وللسلطة نفسها.