تفاصيل تُكشف للمرة الأولى.. هكذا دسّوا السُم لياسر عرفات (فيديو)

مستشاره السابق عماد الفالوجي يُدلي بشهادته ويكشف لمصدر خفايا عملية الاغتيال

خاص – مصدر الإخبارية 

ثمانية عشر عاماً مضت على رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، بعد مسيرة وطنية وإنسانية سُطرت في كتب التاريخ الفلسطيني والعربي وأثر سيبقى يذكر على مدار الأجيال وعلى مر الأعوام.

أعوام مرّت دون الكشف عن القاتل الذي دس السُم لياسر عرفات أثناء فترة حصاره في مقر المقاطعة برام الله، ولكن جميع الأدلة والشواهد تقول إن “إسرائيل” هي من دبّرت لاغتيال عرفات وهي من دسّت السّم في جسده وغيبته عن ساحة العمل الوطني تدريجياً لمواقفه الرافضة التخلي عن الحق الفلسطيني.

وزير الاتصالات السابق في حكومات الراحل عرفات، وأحد الشخصيات المقربة له، ومستشاره في شؤون الاتصالات والمواصلات، عماد الفالوجي، أدلى بتصريحات للمرة الأولى وبشكل حصري لشبكة مصدر الإخبارية حول طريقة دس السُم لعرفات وتفاصيل لا يعرفها الكثير عن آخر لحظات الزعيم الراحل.

وفي شهادته للتاريخ قال الفالوجي إن “بعد أن عاد الرئيس الراحل ياسر عرفات من مفاوضات “كامب ديفيد” وبعد رفضه جميع الإغراءات التي عرضت عليه بموقف صلب مقابل التنازل عن المقدسات الإسلامية ومدينة القدس وقضية اللاجئين، اجتمع بنا نحن فريقه الخاص من المستشارين وقال حينها “لن يغفروا لي هذا الموقف في المفاوضات، وأرجوا منكم الحذر والتركيز والعمل بجد خلال المرحلة الصعبة القادمة” مكرراً أنهم (يقصد أمريكا وإسرائيل) لن يغفروا الموقف”.

وأضاف أن “الرئيس الراحل كان يشعر أن هناك شيء سيحدث، وبعد ذلك اندلعت أحداث انتفاضة الأقصى الثانية وما تلاه من تولي جورج بوش الإبن رئاسة الولايات المتحدة وتصريحاته بأن ياسر عرفات يمثل “عقبة في طريق السلام يجب إزاحتها” وكذلك تصريحات آريئيل شارون بأن عرفات يشكل عقبة ويجب أن يزاح، وبعد ذلك كانت عملية دس السُم”.

وتابع : “الزعيم الراحل ياسر عرفات استمر سنة كاملة وجسمه يقاوم السم الذي دُس فيه، تحسنت حالته لفترة بعد أن خضع للعلاج في مقر المقاطعة برام الله، وخلال تلك الفترة ظهرت علامات التسمم في وجهه وعينيه على شكل بقع”.

وواصل الفالوجي حديثه كاشفاًً: “ذات يوم سألت الرئيس عرفات _ وهذا للتاريخ_ قلت أخي أبو عمار ما الذي حدث معك؟ هل هناك أي شكوك بأحد؟ هل حدث شيء غير طبيعي معك؟ ثم رد الراحل بأنه يشك أنه في فترة حصاره في مقر المقاطعة كانت تأتي المحافظات للتعاطف ودعم الرئيس بشكل شبه يومي بشكل موزع وكانت مجموعات كبيرة من النساء والرجال يتجهون إلى المقر في رام الله وكان الرئيس يخرج يلقي التحية عليهم..، وفي إحدى المرات جاءت مجموعة من إحدى المحافظات وكعادته خرج أبو عمار كي يلقاهم ويسلم عليهم، وبعدها تم إبلاغه بأن هناك مجموعة من النساء ترغب في لقائه وينتظرونه في القاعة بالطابق العلوي، توجه حينها الراحل إلى قاعة بها نحو 300 امرأة اندفع منهن مجموعة نحوه لمعانقته وتقبيله، وحينها قال عرفات إنه شعر حينها بدوار وطلب من المرافقين بإسناده وبعدها تقيء وشعر بالتعب الشديد ومنذ تلك اللحظة شعر أبو عمار بأن ثمة أمر غير طبيعي حدث حينها وبدأت تظهر أعراضه بعدها”.

وقال الفالوجي إنه رد بدعم أبو عمار بأنه قوي وسوف يتخطى الأزمة والمرض وسيخرج منها قوياً كما اعتاد شعبه أن يراه.

وأضاف: “عندما تراجع وضع عرفات الصحي ودخل في حالة غيبوبة في مقر المقاطعة وفي ليلة سفره إلى باريس لم ينم أحد وجلس بجانبي الطبيب الأردني الخاص لأبو عمار وهو خبير في حالات التسمم، فسألته حول صحة أبو عمار فرد الطبيب بطريقة أردنية قائلاً: أخ أبو أنس حرب السموم بين الدول مثل الحرب البيولوجية أو الحرب النووية؛ وكل دولة من الدول تحاول اكتشاف سموم جديدة ليست كما نعرفه عن بعض أنواع السموم القديمة..، اليوم عندما أريد دس السم في جسم شخص ما احتاج لأي جزء منه مثل خصلة شعره أو اظفره فيُصنع له سُم خاص لا يقتل إلا هذا الشخص المصمم بجينات الشخص المستهدف، وياسر عرفات قتل بواسطة هذا السم والذي صنع هذا السم يمتلك المضاد الهاص به وهنا السؤال من الذي جاء بالسُم.

وكشف الفالوجي أن الطبيب الخاص بعرفات استشهد بحادثة تسميم خالد مشعل، وأنه هو من قال للملك الأردني الراحل إن خالد مشعل تعرض لسم لا يملك المصل الخاص به سوى الجهة التي تقف خلف تسميمه؛ وهنا الذي خدم خالد مشعل وأنقذ حياته أنه تم القبض على عناصر الموساد التي دست السم له وبالتالي إسرائيل لا تستطيع إنكار أنها من كانت وراء تسميمه، وبعدها أصر الملك حسين أصر أن يأتي بالمضاد وينقذ حياة خالد مشعل.،

وذكر أنه “في حالة أبو عمار كان يجب معرفة من يقف خلف الاغتيال مشيراً إلى أنه كتب في تقريره أن أبو عمار تعرض إلى ما تعرض له خالد مشعل بمعنى أنه طالب بإحضار المضاد بطريقة أبو بأخرى وبأي وسيلة كانت”.

وتابع الفالوجي: “بقيت في باريس إلى جانب الرئيس الراحل ياسر عرفات حتى الرمق الأخير من حياته في مستشفى جيرسي وكنت حينها أتابع وأراقب ارتباك الدول التي لم تستطع أن تضغط على إسرائيل لجلب اللقاح المضاد، وجميع الدول العربية والعالمية فشلت في إنقاذ حياة ياسر عرفات في اللحظة الأخيرة لأن إسرائيل رفضت الاعتراف بجريمتها وبالتالي رفضت منح اللقاح وحتى اللحظة الجميع يحقق في من يقف خلف اغتيال ياسر عرفات ومن قتل ياسر عرفات”.

وختم بأن “ياسر عرفات وقع على آخر ورقة خلال فترة مرضه وقعتها منه كانت هناك أحداث في جباليا وهناك 50 جريح سقطوا اثر القصف وطلبت من أبو عمار أن يصرف عيديات لهم وبعدها وقع كاتبا يصرف لهم كل ما يلزمهم، وتوافاه الله دون أن يتأخر عن أحد”.

اقرأ/ي أيضاً: محللون سياسيون يجيبون.. ماذا لو كان ياسر عرفات بيننا؟