محللون سياسيون يجيبون.. ماذا لو كان ياسر عرفات بيننا؟

خاص- مصدر الإخبارية

أجمع محللون سياسيون في غزة، على أن الرئيس الراحل ياسر عرفات كان هو الشخصية الأقدر على توحيد الفلسطينيين ومواجهة كافة التحديات التي تحيط بالقضية على الصعيدين الداخلي والخارجي.

وأكد هؤلاء في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية أن “أبو عمار” كان يمتلك قدرات مميزة في القيادة، أهلته ليكون محل إجماعٍ فلسطيني على مدار سنوات طويلة.

وقالوا إنه “بالرغم من عدم دعمه العلني للمقاومة في فترة ما، إلا أنه كان من أشد مناصريها وكان يوفر لها غطاءً لممارسة نضالها المشروع ضد الاحتلال”.

ياسر عرفات كان استثنائيا بكل شيء

يقول الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد في حديث لشبكة مصدر الإخبارية “لو كان ياسر عرفات ما يزال حياً لما كان حالنا على ما هو عليه من تشتت وتشرذم وضياع للقضية الفلسطينية”.

وأضاف أن “أبو عمار كان قادراً على إسقاط كل برامج التصفية التي تستهدف القضية الفلسطينية وتروجها إسرائيل وأمريكا”.

وذكر في حديثه أن “القضية الفلسطينية في عهد أبو عمار اكتسبت زخماً كبيراً على الصعيدين العربي والدولي ولو كان بيننا اليوم لكن الزخم ذاته وأكثر كونه يمتلك القدرة على التواصل مع الجميع ويتمتع بعلاقات متينة مع الزعماء”.

وأكد العقاد خلال حديثه أن “أبو عمار كان عنواناً بارزاً للقضية الفلسطينية وللوجود الفلسطيني بكل مكان في العالم”، مبيناً أنه كان حريصاً على الوحدة واللحمة الوطنية ولو كان موجوداً لما وصلنا إلى هذا الحال.

وتابع “بعد مرحلة أبو عمار شهدنا بعيوننا الثوابت الوطنية تتآكل والقضية تضيع بين كل المتغيرات التي تحصل”، موضحاً أن “غزة ضاعت بعد ياسر عرفات والشباب دخلوا حالة تيه لم تنتهِ حتى الآن”.

ولفت إلى “الفلسطينيين بحاجة لتنمية شاملة بكل المجالات، وهذا هو الطريق الذي كان يسير في تحقيقه أبو عمار ولولا استشهاده لاستمرت تلك الرحلة ووصلنا إلى وضع أفضل”.

وشدد العقاد على أن “ياسر عرفات كان هو الأب الروحي للمقاومة والمحرض عليها من تحت الطاولة وفوقها، رغم اتفاقياته التي وقعها مع الاحتلال الإسرائيلي”، قائلاً “هو من أوحى للمقاومين بالنزول إلى الميادين للقتال”.

وقال العقاد في ختام حديثه: “كم نحن بحاجة كبيرة لنهج ياسر عرفات الآن، فهو لم يكن عادياً، كان نهجه فريداً عنوانه المقاومة ومقارعة الاحتلال”، مشيراً إلى أن الاحتلال اغتال أبو عمار كونه يعلم جيداً مدى خطورته عليه وأهميته للقضية الفلسطينية.

ياسر عرفات الأفضل رغم الانتقادات

من جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم “أبو عمار كان الأقدر على حفظ القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمامات العربية والدولية رغم كل التقلبات والاختلافات”.

ولفت إلى أن “ياسر عرفات ورغم عدم اقتناع كل الفصائل الفلسطينية باتفاقية أوسلو تمكن من المحافظة على وحدة الدم الفلسطينية، ولم تجرِ بعهده اشتباكات مسلحة بين أبناء الوطن الواحد”.

وأشار إبراهيم إلى أن “الساحة الفلسطينية في عهده كانت أفضل بمراحل من الآن، هذا بحسب كلامه يعود إلى شخصيته القوية القادرة على التوحيد”.

وأشار إلى أنه “أبو عمار ورغم كل الانتقادات التي وجهت له خلال فترة حكمه ورغم وجود فساد بحسب تقارير رسمية، إلاّ أن فترة حكمه تعتبر الأفضل بالنسبة للفلسطينيين”.

وقال إبراهيم خلال حديثه “لم يكن هناك خلافاً على أبو عمار رغم وجود اختلاف حول سياسة حكمه وطبيعته”، مردفاً “نجحن الآن بحاجة لزعيم حقيقي مثل أبو عمار”.

وتابع “ما كان متواجد في شخصية ياسر عرفات مفقود اليوم في الساحة الفلسطينية”.

وأضاف “الفساد الموجود والتغول على السلطات والفساد المتفشي بالحكومة يجعلنا دائماً نتذكر أيام أبو عمار، وإجراءاته التي حاولت كثيراً التخلص من كل تلك الأشكال للفساد”.

 

فهم وإدراك لطبيعة الصراع

أما المحلل السياسي شرحبيل الغريب قال لشبكة مصدر الإخبارية “اعتقد لو أن الرئيس ياسر عرفات موجود بهذه الوقت لربما اختلفت المعادلة كلياً، كونه كان يدرك جيداً العقلية الإسرائيلية ومرواغتها هذا الإدراك هو من كان سبب لاغتياله”.

ولفت إلى أن أبو عمار “استخدم في حياته كل استراتيجيات العمل الوطني وكان واضحاً في عدائه لإسرائيل”، مشيراً إلى أنه أعطى مساحة كبيرة للمقاومة بعد اتضاح الصورة تجاه الاحتلال وسقوط كل حلول السلام.

وأوضح الغريب أن الرئيس الفلسطيني الراحل كان مرناً ولديه القدرة على التغيير والتبديل في كل المسارات السياسية بما يتلائم مع الأوضاع الفلسطينية والمعطيات العربية والدولية.

وقال “لو كان أبو عمار موجوداً لكان حرص على تحقيق الوحدة الوطنية وتشكيل قيادة وطنية موحدة، كونه يدرك جيدا أن هذه هي المفاتيح اللازمة لبناء شعب فلسطيني قوي قادر على المواجهة”.

وبيّن الغريب أن أبو عمار كان يمتلك رؤية مميزة لإدارة المشهد الفلسطيني والصراع مع الاحتلال”، منوهاً إلى ذلك أعاد القضية إلى الواجهة الدولية وجعلها في الصدارة.

وقال “لو كان ياسر عرفات موجوداً لكان الأقدر على مواجهة التغول الإسرائيلي على القدس والحقوق والثوابت الفلسطينية”.