في حضرة الشغف.. تبدع فتيات صم من غزة بصناعة المطرزات (صور وفيديو)

خاص- مصدر الإخبارية

بخفة شديدة، تعمل الشابة “آية” من ذوي الإعاقة السمعية “الصم” إلى جانب زميلاتها على إنجاز قطع تراثية مطرزة، باستخدام خيوط وبعض حبات الخرز.

داخل قاعة في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، تلقت الشابة آية تدريباً مكثفاً تعلمت فيه صناعة المشغولات اليدوية التراثية، خلال الأيام الماضية برفقة مجموعة من الطالبات ذوات الإعاقة السمعية وعدة طالبات ممن لا يعانين من الإعاقة.

تقول آية في حديث لشبكة مصدر الإخبارية إن مشاركتها بالتدريب “خلصتها من الزهق والملل الذي كان تشعر به سابقاً بفترة تواجدها داخل البيت”، مضيفة “وجدت هذه المبادرة لتعليم التطريز ورأيت أنه يمكن من خلالها تطوير نفسي وتنمية ذاتي”.

وتابعت الشابة “أنا لأني من ذوي الإعاقة السمعية قدرت أتعامل وأتعلم بهذا المكان والجميل بالموضوع إنه بقدر أنقل الشغل لبيتي بأي وقت ممكن هذا بيزيد الإنتاج”، موضحةً أنه الجميع داخل ورشة التدريب يعمل بشغف وحب عالٍ للمجال.

وأكدت أنه “أنتجت خلال الأيام الماضية محافظ وإكسسوارات ومنتجات صغيرة أخرى وأثواب فلسطينية تعبر عن عراقة وأصالة البلاد”، متمنية أن يكون هذا التدريب سبباً لتحقيقها دخلاً ومالاً في المستقبل، لتتمكن من تلبية احتياجاتها الشخصية.

تدريب من أجل العمل في التطريز

في القاعة كانت أنسام أبو حطب، التي تشرف على تدريب الطالبات، وتعد من أبرز الشابات المتمرسات في صناعة المشغولات اليدوية التراثية على مستوى قطاع غزة.

منذ سنوات بدأت أبو حطب الاهتمام بفنون التطريز والحياكة، وعرفت بأنشطتها المختلفة التي هدفت لإحياء التراث الفلسطيني، كما نفذت عشرات الأنشطة والتدريبات التي استفادت منها شابات من مختلف محافظات قطاع غزة، وتم تعليمهن على صناعة المطرزات والقطع التراثية.

تقول الشابة أبو حطب لشبكة مصدر الإخبارية، “نهدف من خلال هذه المبادرة لدمج ذوي الإعاقة السمعية في المجتمع وتطوير قدراتهم ومهاراتهم الحياتية والفنية، ليتمكنوا من تحقيق مصادر دخل لهم، ولو بالحد الأدنى الذي يكفيهم”.

وتابعت كلامها، “نعمل على تدريب جميع المشتركين على التطريز الفلاحي والتطريز البرازيلي، وتركيب الاكسسوارات لإخراج المنتجات بأفضل صورة ممكنة ولتكون قادرة على المنافسة بالسوق المحلية”.

وذكرت “أن فكرة دمج الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية مع الأشخاص دون الإعاقة تعتبر من الأفكار الريادية القادرة على إدماج هذه الفئة بالمجتمع وتيسير وصولهم لمشاريع تدر الدخل عليهم”.

مشاركة فاعلة في التدريب

وأوضحت أبو حطب أنهم “يعملون أيضاً على إكساب المشاركين قدرات تمكنهم من إنشاء صفحات على منصات التواصل لترويج منتجاتهم وتسويقها بصورة صحيحة للجمهور”.

ولفتت إلى “أنها أكسبتهم أيضاً مهارات لها علاقة باللغة والقدرة على التواصل مع الآخرين ليتمكنوا من ترويج منتجاتهم بشكل جيد، وإيصال أفكارهم للآخرين”.

وقالت الشابة أبو حطب إن “بعض المشاركين من ذوي الإعاقة السمعية استثمروا التدريب بكل ما فيه، من ألوان وأدوات وأشكال ورسومات للتعبير عن ذواتهم بطريقة لطيفة تصل إلى قلوب الناس”، شارحةً أنها تركت مساحة لهم لاختيار كل ما يناسبهم ويتماشى مع ما يريدون إنتاجه من أعمال.

وأكدت أن “جميع المتدربين لديهم هدف إيصال منتجاتهم لأكبر قدر ممكن من الناس في الداخل والخارج”، مضيفةً أنهم “يطمحون للحصول على تمويل لمشاريع أكثر ليتمكنوا من التوسع في التدريبات والمشاريع وإيصال رسائل الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية”.