قرار أوبك بلس وخطر الصدام السعودي الأمريكي

رؤى قنن- مصدر الإخبارية
شكل قرار منظمة أوبك بلس بخفض الإنتاج مع تراجع أسعار النفط إلى ما دون 90 دولاراً للبرميل في الأشهر القليلة الماضية، صدمةً في الأوساط السياسية الأمريكية، معتبرة هذا القرار بمثابة تعزي خزائن روسيا قبل حظر الاتحاد الأوروبي لمعظم صادراته من نفطها، وأنه سيضر بالدول ذات الدخل المحدود والمتوسط.
وجاء قرار “أوبك+” بتخفيض إنتاجها النفطي بشكل كبير في ذروة الأزمة التي فجرتها الحرب الروسية على أوكرانيا.
واعتبر مراقبون أن قرار “أوبك+” يؤشر إلى تقارب سعودي روسي موجه ضد الدول الغربية، لكن محللين سعوديين وضعوا القضية في سياق مختلف.
واتفق أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الـ13، وشركاؤهم العشرة بقيادة روسيا، على خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من نوفمبر القادم.
وفي أحدث رد أمريكي على القرار، قالت الخارجية الأمريكية إن “إدارة بايدن لن تغض الطرف عن تهديد إيران عند مراجعة العلاقة مع السعودية بعد قرار أوبك، في إشارة إلى اعتراض السعودية على طبيعة المفاوضات الأمريكية الجارية مع ايران حول ملفها النووي واغفال مطالب السعودية في هذا السياق”.
ورد الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان صحفي صدر عن البيت الأبيض، على قرار أوبك بلس، بأنه “يشعر بخيبة أمل من قرار أوبك+، واصفا القرار بأنه قصير النظر”.
وأضاف بيان البيت الأبيض، أن خفض الإنتاج سيضر بالدول “التي تعاني أصلا” من ارتفاع الأسعار بينما “يتعامل الاقتصاد العالمي مع استمرار التأثير السلبي” للهجوم الروسي على أوكرانيا.
وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إن “ما أقدمت عليه السعودية لمساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مواصلة حربه في أوكرانيا، سيظل في ذاكرة الأميركيين مدة طويلة”.
وأضاف أنه سيدرس جميع الأدوات التشريعية الممكنة للتعامل مع هذا الإجراء الذي وصفه بـ”المروع”، بما في ذلك مشروع قانون نوبك.
وقرر تحالف “أوبك+” خفض الإنتاج مع تراجع أسعار النفط إلى ما دون 90 دولارا للبرميل في الأشهر القليلة الماضية، بسبب مخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، بعد أن ارتفعت إلى 140 دولارا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في وقت سابق من هذا العام.
وفي رده على الاتهامات الأمريكية أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، على أن قرار “أوبك+” خفض الإنتاج اقتصادي بحت، وتم اتخاذه بإجماع الدول الأعضاء، مشددا على أن “العلاقة مع واشنطن استراتيجية وقديمة”.
وقال فيصل بن فرحان في تصريحات تلفزيونية: “قرار أوبك+ اقتصادي بحت وتم اتخاذه بإجماع الدول الأعضاء”، موضحا أن “لا جوانب سياسية لقرار أوبك+”.
وأضاف بن فرحان: “دول أوبك+ تصرفت بمسؤولية واتخذت القرار المناسب، وتسعى لاستقرار السوق وتحقيق مصالح المنتجين والمستهلكين”.
وتابع قائلا: “العلاقة مع واشنطن استراتيجية وداعمة لأمن واستقرار المنطقة”، مؤكدا أن “التعاون العسكري بين السعودية والولايات المتحدة ساهم في استقرار المنطقة”.
ووفق تقرير من صحيفة “الغارديان” البريطانية. وصلت العلاقات بين الرياض وموسكو إلى نقطة الذروة، ومع مضاعفة الولايات المتحدة والدول الغربية جهودها لمكافحة فلاديمير بوتين، اختار الأمير محمد بدلا من ذلك تعميق العلاقات مع روسيا.
وتقول الصحيفة إن اجتماع أوبك+ في فيينا، هو أحدث علامة فارقة على علاقة متنامية تتحدى بشكل متزايد مطالب حلفاء الرياض، ويبدو أنها تمنح بوتين الراحة في منعطف حاسم في الحرب.
ومن المرجح أن يسعى كلا البلدين إلى رفع أسعار النفط عن طريق خفض الإمدادات العالمية بمقدار 1-2 مليون برميل يوميا.
ونتيجة مباشرة للقرار ارتفع سعر برميل خام برنت بحر الشمال بما يقرب من اثنين بالمئة إلى 93,41 دولارا.