في الذكرى 22 لانتفاضة الأقصى.. الطفلان الدرة وعودة شاهدان على جرائم الاحتلال

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

تُصادف اليوم الأربعاء 28 أيلول (سبتمبر) الذكرى 22 لاندلاع انتفاضة المسجد الأقصى المبارك عقب اقتحام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أرئيل شارون باحاته في استفزاز فجر مشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين حول العالم.

وبرزت في انتفاضة الأقصى العديد من جرائم الاحتلال والقصص الإنسانية التي ألهبت أحداث الانتفاضة في عام 2000، بينها اغتيال الشهيد محمد الدرة في أحضان والده ومشهد الطفل فارس عودة حاملاً حجراً أمام دبابة إسرائيلية.

جمال الدرة والد الشهيد محمد يقول لشبكة مصدر الإخبارية، إن “مشاهد إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص تجاه جسده وهو يحتطن طفله ليحميه لا تزال حاضرة لوقتنا الحاضر”.

ويضيف الدورة أنه “كان ذاهب برفقة ابنه محمد بذلك اليوم إلى سوق السيارات شرق مدينة غزة لشراء سيارة جديدة لتبوء مساعينا بالفشل ونقرر العودة إلى المنزل في مخيم البريج، بالتزامن مع قطع شبان فلسطينيون شارع صلاح الدين مع تفجر انتفاضة الأقصى، ما اضطرنا لتغيير الطريق تجاه مفترق مستوطنة نيتسريم لتبدأ قوات الاحتلال بإطلاق وابل كثيف من الرصاص تجاهنا”.

ويشير الدرة إلى أن “الرصاص استمرار على مدار قرابة 45 دقيقة ومحمد في أحضاني يسألني لماذا يا بابا يطلقون علينا النار؟ لماذا يطلق الكلاب الرصاص؟، لأبدأ بتلقي الرصاصات عنه في يدي إلى أن صدرت أولى صرخات ولدي مع تلقيه رصاصة في قدمه اليمنى”.

ويتابع الدرة” أنه سريعاً مع فقد السيطرة على جسده مع تلقيه وابل من الرصاص في أنحاء متفرقة من جسدي وكنت أشاهد إبني محمد ممدداً على قدمي والدماء تملأ جسده مع وجود فتحة كبيرة في ظهره”.

ويؤكد الدرة أنه” للحظة من اللحظات شعر بأنه يمكنه النجاة برفقة ولده محمد مع سماعه صوت إحدى سيارات الإسعاف لكن الاحتلال منع وصول أي مساعدة لهم في إصرار على جريمة القتل”.

ويشدد على أن” صورة محمد لا تفارق ذهن أسرته وأصبح تاريخ استشهاده ذكرى تمر سنوياً في منزلهم نحكي خلالها عن الذكريات، ونتقابل فيها كعائلة وأصدقاء لتبادل المشاعر الإنسانية والنضالية للشعب الفلسطيني”.

جرائم الاحتلال الإسرائيلي لم تقتصر على محمد الدرة فقط وكان الطفل فارس عودة نموذجاً لغطرسة قواته ومواجهتها للحجر بالمدفع.

وتقول أنعام عودة والدة الطفل فارس لشبكة مصدر الإخبارية إن “صورة ابنها لا تزال راسخة في ذهنها ومحل افتخار مع مشاهدة صورته واقفاً أمام دبابة إسرائيلية فداء للمسجد الأقصى”.

وتضيف عودة أنها” في بداية الحدث تلقت نبأ استشهاده بحرقة لكن سريعاً ما تحول الألم لمشهد فخر واعتزاز مع معرفة الطريقة التي استشهد فيها ابنها”.

وتشير إلى أن “فارس كان في يومها يؤدي امتحان في التربية الإسلامية في المدرسة لتبدأ الاشتباكات الشعبية مع قوات الاحتلال، فخرج سريعاً للمشاركة فيها، لتعلم بذلك من خلال إدارة المدرسة وشباب الحي الذين رأوه هناك”.

وتتابع” أن فارس خرج قبل يوم استشهاده في الثامن تشرين الثاني (نوفمبر) مرات عديدة، وكانت تذهب لإعادته إلى المنزل وفي بعض الأحيان كان يبقى يرجم الاحتلال بالحجارة لساعات متأخرة ن الليل”.

وتؤكد أن” فارس كان متأثراً بشكل كبير بمشاهد اقتحام شارون للمسجد الأقصى وجرائم الاحتلال بحق الشجر والحجر والأطفال، لاسيما مشهد قتل الطفل محمد الدرة التي كانت تبث عبر التلفاز”.

وتنوه عودة “إلى أن فارس اختار الحجر للتصدي لجرائم الاحتلال فوقف في وجه الدبابة في مشهد إنساني يدلل على ثورة الشعب الفلسطيني وتضحياته أمام آلة الحرب الإسرائيلية”.

يذكر أن عدد شهداء انتفاضة الأقصى الفلسطينيين بلغ 4464 شهيداً و 47440 جريحاً بينهم 826 شهيداً تقل أعمارهم عن 18 عاماً.