جريمة بلا عقاب بقلم سري القدوة

أقلام – مصدر الإخبارية

جريمة بلا عقاب، بقلم الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

تتحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن الجريمة البشعة التي أدت الي اغتيال الشهيدة الإعلامية شيرين لأبو عاقلة والتي كانت ضحية مباشرة لإرهاب دولة الاحتلال المنظم، كونها تتصرف بعقلية العصابات وهي ضحية لسياسة ازدواجية المعايير الدولية والصمت المريب للمحكمة الجنائية الدولية ولا بد من المنظمات الدولية وخصوصا المنظمات الصحفية والحقوقية والإنسانية المختصة سرعة التحرك لرفع القضية امام المحاكم الدولية وفي مقدمتها الجنائية الدولية.

أرادت بل وعملت حكومة الاحتلال خلال الفترة الماضية على تنصلها من المسؤولية عن هذه الجريمة عبر تشكيلها للجان المختلفة، والتي تحول من خلالها عدم اعترافها بارتكاب الجريمة وتنكرها لوقوعها وترك تحقيق نشر نتائجه مؤخرا الباب مفتوحًا على مصرعيه لاحتمال قيام جنود جيش الاحتلال بإطلاق الرصاص عن طريق الخطأ كما وصفه التقرير الإسرائيلي الذي بحث في جريمة اغتيال الشهيدة أبو عاقلة، وتبقى هذه الجريمة المركبة والتي تعد امتدادًا لجرائم الاعدامات الميدانية المتواصلة ضد الصحفيين بشكل خاص محاولة إسرائيلية ممنهجة لإسكات صوت الحقيقة وللتغطية على جرائم الاحتلال ومستوطنيه ضد الشعب الفلسطيني وهي ترجمة لتعليمات المستوى السياسي الإسرائيلي الذي حول جنود جيشهم الى مجرد آلات متحركة لقتل الفلسطينيين واستباحة حياتهم وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم.

طالما واصلت حكومة الاحتلال السماح لجنود جيشها باستهداف الإعلاميين في فلسطين ومن بينهم الإعلامية المعروفة شيرين والتي تعرضت كثيراً للمخاطر والاعتداء على سلامتها، واليوم تنضم الى جموع شهداء حراس الحقيقة الذين قضوا وهم يدافعون عن فلسطين ويكشفون جرائم الاحتلال المجرم، واستشهاد الزميلة أبو عاقلة لن يثني الإعلاميين الفلسطينيين عن مواصلة نضالهم فهم يكتبون بالدم من اجل فلسطين وفضح هذا الاحتلال الذي ما زال يراهن على الإفلات من العقاب.

نستغرب استمرار التزوير وقلب الحقائق من قبل وسائل الاعلام ولجان التحقيق الإسرائيلية التي تتعامل مع الجريمة بشكل مُسيس ولا تعبر عن أي محتوى أخلاقي وتدعم رواية الاحتلال ليأتي الدور للجان التحقيق التابعة لجيش الاحتلال والذي يُصر على عدم الاعتراف بالمسؤولية عن هذه الجريمة الواضحة المعالم والتي ارتكبها جيش الاحتلال ليتساوق هذا الموقف مع نفس دور حكومة الاحتلال في ظل ما شاهده العالم من مشاهد بشعة للجريمة، وبرغم من التحقيقات الإعلامية الدولية ورصد الوقائع بالأدلة القاطعة لتأتي متطابقة مع نتائج التحقيق الفلسطيني والذي أشرفت عليه النيابة العامة الفلسطينية فما زالت حكومة الاحتلال تتنصل من تحمل مسؤولياتها تجاه جريمة الاغتيال.

قوات جيش الاحتلال وهيئة أركانه يريدون التستر على تلك الجريمة البشعة ويعملون على التعتيم عن الحقيقة والتستر على جرائمهم لذلك يمارس جيش الاحتلال الكذب والخداع ليغتال الحقيقة مرتين بالرغم من حدوث الاغتيال للصحافية أبو عاقلة كان واضحًا، وان جميع الأدلة موجه ضد الاحتلال وإنها تحاكم قاده جيشه وجميع من ارتكب هذه الجريمة حيث يدرك الاحتلال جيداً الدور المهم الذي تلعبه وسائل الإعلام في نقل الحقيقة للعالم وفضحها للانتهاكات الجسيمة التي تقوم بها قواته.

لا يمكن طي ملف اغتيال الإعلامية شيرين أبو عاقلة وتلفيق القضية وإغلاق الملف باعتذار سطحي عبر ناطق اعلامي إسرائيلي ويجب الاستمرار في محاكمة من قام بارتكاب هذه الجريمة والتحرك الدولي والعمل على فتح تحقيق محايد ومستقل وشفاف تحت إشراف المحكمة الجنائية الدولية للوقوف على الجريمة وضرورة إطلاق حملة دولية لمحاسبة مجرمي الحرب وذلك لمنع إفلات الجناة من العقاب.

أقرأ أيضًا: السلام لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطين بقلم سري القدوة