السلام لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطين بقلم سري القدوة

أقلام – مصدر الإخبارية

السلام لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطين، بقلم الكاتب والمحلل السياسي سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

الالتزام بالقانون الدولي وبالقرارات الأممية، هو الطريق الأمثل لتحقيق السلام العادل والشامل، وإن الركض وراء الوعود والأوهام الإسرائيلية والأميركية بتحقيق الازدهار والسلام، أثبت فشله، وسيقود المنطقة نحو المزيد من العنف وعدم الاستقرار، وإن أفضل رد على تلك الهرولة نحو تطبيق مخططات الضم الإسرائيلية يكون بحماية الحقوق الفلسطينية والمضي قدما بخطى حثيثة ومتسارعة نحو تحقيق المصالحة وتجسيد الوحدة الوطنية، ومواصلة طريق النضال والكفاح حتى إنهاء الاحتلال وضرورة العمل على تدعيم أواصر الثقة الكاملة بالشعوب العربية والإسلامية ورفض مثل هذه المشاريع ومواصلة الالتزام تجاه فلسطين ودعم نضال الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه كاملة .

فلسطين هي البوصلة وستظل تدافع عن مصالح الامة العربية وحقوقها وهذه المحاولات التي تمارسها الإدارة الامريكية لن تغير من جوهر الصراع القائم على الإنكار الممنهج للحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف في الحرية والاستقلال وتقرير المصير، كما أنه لن يجلب الأمن والاستقرار للمنطقة بل على العكس من ذلك سيُعزز الكراهية وممارسة العنصرية على المستوي الدولي .

الإعلان عن العلاقات المجانية الأمنية برعاية أميركية، يعكس سياسة الرئيس الأميركي جو بايدين القائمة على استغلال الواقع العربي المتشرذم، لتنفيذ مخططات ادارته الهادفة لتحقيق مصالحها ومصالح قاعدته الانتخابية، ومكافأة حكومة الاحتلال وحمايتها وتحقيق مصالحها عبر ترسيخ الفوضى والاستقطاب حيث تستغل الإدارة الأميركية قوتها السياسية والاقتصادية، وتستخدم جميع وسائل الترغيب والترهيب والضغط لابتزاز بعض الدول العربية وغيرها من دول العالم، لجرها للخندق الإسرائيلي والمصادقة ضمنيًا على ضم ما تبقًّ من الأراضي الفلسطينية وتوسيع الاستيطان والاستمرار بسرقة الأراضي الفلسطينية، في انتهاك صارخ لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.

السلام والأمن والازدهار في المنطقة لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطين، ذات السيادة وعاصمتها مدينة القدس، والانسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وعودة اللاجئين الفلسطينيين وفقا للقرار 194، وان شرط تطبيع العلاقات العربية مع الاحتلال وإقامة سلام معها لا يكون إلا بالالتزام العملي بمبادرة السلام العربية ودعم القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، وان تلك الاتفاقيات الأمنية التي تعقدها الولايات المتحدة الامريكية مع الاحتلال وبعض الدول العربية لا يمكن ان تبني او تؤسس لسلام دون منح الشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية وفقا لقواعد الشرعية الدولية وليس وفقا لتلك الاتفاقيات الأمنية التي تخدم فقط إدارة الرئيس جو بايدن والاحتلال الإسرائيلي ومشاريعهم الاستعمارية في فلسطين وأطماعهم في الوطن العربي.

الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني يعني الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وقرارات القمم العربية والإسلامية، وليس الاسهام بتنفيذ مخططات الاحتلال والصمت على جرائم الاستيطان ومقترحاتها بإضفاء شرعية الاحتلال على مدينة القدس، ومنح السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية وتغير الواقع القائم بخصوص المقدسات الإسلامية والمسحية في القدس.

تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وقضيته واجب أخلاقي وقانوني ودولي ولا يمكن ان يتم التنازل عن هذا الحق ولا بأي شكل كان، وان شعب فلسطين العظيم سيبقى صامدا وموحدا على ارضه، وسيناضل حتى نيل حقوقه المشروعة، ولن يسمح باقتلاعه وتصفية قضيته العادلة مهما كبرت وتعاظمت حجم المؤامرات، فشعب فلسطين لن ولم يركع امام الغطرسة والهيمنة الأميركية الإسرائيلية، وأنه لا يحق لأية جهة كانت، التحدث نيابة عن الشعب الفلسطيني وستبقى منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد والأمينة على الحقوق الفلسطينية المتكاملة.

أقرأ أيضًا: الاحتلال ومنظومة الاستبداد بقلم سري القدوة