الفصائل الفلسطينية ووحدة الموقف السياسي

أقلام – مصدر الإخبارية

الفصائل الفلسطينية ووحدة الموقف السياسي، بقلم الكاتب والمحلل السياسي سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

بات من المهم إعادة تقييم الأوضاع على الساحة الفلسطينية، ولا بد من تجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية ولعل أهمية أن يتم عقد اجتماع للأمناء العامين لفصائل العمل الوطني كافة، برئاسة الرئيس محمود عباس، هو محطة جديدة في مسيرة الوحدة الوطنية، ونموذج من الممكن البناء عليه لإنهاء واقع التفرقة بين قطاع غزة والضفة، وإعادة عجلة العمل الوطني والوحدة والوصول بالقضية الفلسطينية الي بر الأمان، وكل فلسطين تتطلع الى نجاح عقد مثل هذا اللقاء لما له من أهمية من أجل تأسيس مرحلة وعهد فلسطيني جديد.

بكل تأكيد سيُشكل عقد الاجتماع فتح صفحات وملفات مهمة، بقيت عالقة خلال السنوات الماضية والعمل على انطلاقة متجددة لقطار الوحدة الوطنية وتجسيد المواقف الداعمة للإجماع الفلسطيني المتكامل لإفشال مخططات الاحتلال ومشروع الضم وتهيئة الظروف لإنجاز المصالحة الوطنية، وتجسيد الشراكة المرتكزة على أساس انجاز المشروع الوطني المتمثل بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود العام 67 وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شُردوا منها وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.

تجسيد الوحدة الوطنية على الأرض بين أبناء الشعب الفلسطيني عامل إيجابي ومهم، ويساهم في انهاء حالة الانقسام البغيض ووضع حد لمصالح البعض الشخصية والفئوية التي لا تخدم الا أعداء الوطن ولذلك لا بد من أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان العمل على تجسيد الوحدة والتكاتف والتضامن والتعاضد، واستمرار بذل كل جهد ممكن لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة على الأرض لمواجهة مخططات الضم والأبارتهايد مع أهمية المشاركة الجماهيرية الواسعة في فعاليات المقاومة الشعبية ضد الاستيطان الاستعماري .

وفي ظل ذلك لا بد من تجسيد ودعم الموقف الوطني الجامع للقيادة الفلسطينية على أساس رفض القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لكل المخططات الهادفة لتصفية قضيتنا الوطنية وفي مقدمتها ما يسمى مشاريع الاستيطان، ومخططات الضم الإسرائيلية، والتمسك بمبادرة السلام العربية كأساس لحل الصراع العربي الإسرائيلي.

لقد جسدت جماهير الشعب الفلسطيني البطل مواقف الوحدة والصمود في تصديها للمحتل، وخاصة في القدس ووقفت بمسؤولية ووطنية عالية لتتحمل كل محاولات الاحتلال الهادفة إلى تدمير المؤسسات الوطنية الفلسطينية في المدينة واستمرار التطهير العرقي ومحاولات تفريغ عاصمتنا من أبنائها الصامدين المرابطين القابضين على الجمر، واستمرار العدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية وإتباع سياسة القهر والإذلال اليومي وتنفيذ مخططات الاحتلال واستمرار الاستيطان والعدوان لا يمكن استمرار الصمت على ذلك ويجب التدخل لوضع حد لهذه الممارسات المنافية للقانون الدولي.

وأمام ممارسات الاحتلال التهويدية وسرقة ما تبقَّ من الأراضي الفلسطينية لصالح الاستيطان تبقى مسؤولية الوحدة وتجسيدها هي أمانة في اعناق القيادة الفلسطينية، وكل الشعب الفلسطيني ينظر الى أهمية عقد اللقاء الوطني بين جميع الفصائل من اجل انهاء الفصل الأسود في تاريخ الشعب الفلسطيني وتجسيد الوحدة وتجاوز كل خلافات الماضي والعمل بكل جهد لحماية إنجازات الثورة، وحماية تاريخ شعب فلسطين ومقدراته وارثه الكفاحي والوطني، وتوحيد فلسطين الأرض والإنسان واستعادة الوحدة الفلسطينية.

اننا بحاجة ماسة وإمام كل هذه التحديات للاستفادة من تجارب الوحدة والاستجابة للمواقف الجماهيرية وتعزيز العلاقات الوطنية وتجسيدها على المستوى الجماهيري بعيدا عن استغلال الاحتلال وحكومة اليمين العنصري الإسرائيلي المتطرف لأوضاع الانقسام، مع أهمية الإعلان عن موعد وزمان ومكان الاجتماع الوطني للفصائل الفلسطينية واستمرار الجهود لتجسيد حقيقي للوحدة الوطنية عمليا على أرض الواقع.

أقرأ أيضًا: السلام لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطين بقلم سري القدوة