الاحتلال يمنح المتطرفين مفتاح باب مغلق منذ 55 عامًا.. قد يشعل المنطقة

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

في سابقة خطيرة، سمحت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، لمجموعات من المستوطنين اليهود المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المبارك من باب الأسباط، للمرة الأولى منذ 55 عامًا.

ودأب المستوطنون اليهود المتطرفون على اقتحام باحاته الأقصى في شكل شبه يومي من باب المغاربة، عقب استيلاء الاحتلال على مفاتيحه عام 1967، بعد احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء المصرية، وهضبة الجولان السورية.

ووصفت جماعات ما تسمى “جبل الهيكل” المزعوم أن ما جرى نجاح كبير في اقتحام الأقصى عبر باب آخر “غير باب المغاربة”، حيث تمكنت مجموعة من المستوطنين من الدخول برفقة ضباط إلى المسجد عبر باب الأسباط، من دون أي معارضة من أحد.

الناشط المقدسي فخري أبو دياب قال لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إنّ الاقتحامات تتم عبر باب المغاربة منذ 1967، بعد احتلال القدس الشرقية، وصادرت شرطة الاحتلال مفاتيح الباب من وزارة الأوقاف، التي تفتحه وتغلقه؛ للسماح للمستوطنين والمتطرفين اقتحام الأقصى.

وأشار أبو دياب إلى الاحتلال وضع عينه على هذه الأبواب منذ سنوات عدة، وأن ما تسمى “جماعات الهيكل” تطالب دائمًا بفتح الأبواب كافة، لزيادة ساعات الاقتحامات.

وأوضح أنّ الباب يقع في الزاوية الشمالية الشرقية للمسجد، وهو الوحيد الذي بسهولة تستطيع المركبات والآليات الوصول إليه، لذلك يريد أن يستلم مفاتيح الأبواب كافة لإدخال المقتحمين.

باب الأسباط قد يشعل المنطقة من جهتين

الباحث المقدسي محمد هلسة أكد أنّ ما يجري امتداد لمخططات قديمة جديدة لسلسلة من الإجراءات التي نفذتها سلطات الاحتلال في شكلٍ فعلي، بعدما كانت نظرية.

وأضاف هلسة لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أنّ اقتحام الأقصى من باب الأسباط في هذا التوقيت بسبب قرب الأعياد اليهودية في مطلع شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، وهم يعدون في نهاية هذا الشهر لرأس السنة العبرية، وتكرار مجموعة من الطقوس لإعادة إحياء فكرة الهيكل من الناحية النظرية، إلى إحياءه من الناحية الفعلية لهدم الأقصى.

ولفت إلى أنّ استهداف باب الأسباط قديم مستمر، وما جرى استمرار لمشروع إسرائيلي وتقسيم مكاني للمسجد، وأنّه ليس مجرد فعل عفوي، بل عمل أمني ليس منعزلا عن سياق مخطط استيطاني تلمودي تدعمه الحكومة الإسرائيلية.

وبيّن هلسة أنّه تجديد للخط التاريخي نفسه، الذي اتخذته الحكومة في سلسلة من الإجراءات، يتطلع إلى استحداث بؤرة دخول إلى الأقصى من جهته الشرقية توازي باب المغاربة من الجهة الغربية، حتى يصبح هناك مدخلين للمستوطنين.

وتابع: “نحن مقبلون على أعياد يهودية في شهر  أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر)، وتجدد حالة المواجهة مرة أخرى”.

وأشار الباحث المقدسي محمد هلسة إلى أنه ستجري مواجهات من جهتي باب الأسباط، وباب المغاربة، ولن يكتفي الاحتلال عند هذا الأمر، مطالبًا الأوقاف الإسلامية الأردنية، وكل الجهات، بالتيقظ والتنبه من هذه المخططات والاقتحامات.