في ذكرى احراق الأقصى: القدس في دائرة الاستهداف الإسرائيلي

أقلام – مصدر الإخبارية

في ذكرى احراق الأقصى: القدس في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، بقلم الكاتب الفلسطيني سري القدوة، وفيما يلي نص المقال:

ثلاثة وخمسون عامًا مضت على ذكرى احراق المسجد الأقصى تلك الذكرى الأليمة والموجعة للأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع، والتي تعبر عن العنصرية المطلقة لدولة الاحتلال العسكري الإسرائيلي والتي تمثلت بإحراق المسجد الأقصى المبارك، حيث أقدم الصهيوني مايكل دينيس بتاريخ 20/8 / 1969 على إشعال النار عمدًا في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، ما أدى إلى الحاق اضرار بالغة فيه، وبهذه المناسبة لا بد من إعادة التأكيد على أن المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكانٌ عبادة خالص للمسلمين.

مدينة القدس عاصمة الشهداء وقبلة الروح ومنارة الحضارة والتاريخ، تشهد أكبر حملات الاحتلال لتهويدها والتي تستهدف تدمير المسجد الأقصى وممارسات الاحتلال العنصرية القمعية التي تفرض عليها الحصار الشامل في ظل تصاعد مخططات التهويد وقرارات الضم العدوانية التي يُواجهها أبناء الشعب الفلسطيني بثبات وصبر وإيمان بحتمية الانتصار والاستعداد للتضحية ويواجهون يوميًا التحديات في ظل تحالف العنصرية الإسرائيلي الذي يعرض المدينة المقدسة والمسجد الأقصى لأبشع مؤامرات التهويد من قبل سلطات الاحتلال القمعية وقوات وجنود المستوطنين.

مسؤولية حماية المسجد الأقصى تقع على عاتق المسلمين جميعا لأن مكانته عميقة لدى الجميع، ونحن في هذه الظروف وفي ظل المؤامرات الخطيرة التي نعيشها نكون في أمس الحاجة الى حماية المسجد الأقصى والدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وهذا الإرث الديني لما له من أهمية تاريخية وحضارية تخص المسلمين جميعا، فلذلك لا بد وأن تكون المسؤولية هي جماعية وشاملة وخاصة ان سلطات الاحتلال والإدارة الامريكية يتحملون مخاطر تلك السياسات التي ستؤدي الى تأجيج الصراع وإعادة المنطقة إلى مربع الصفر وهم يتحملون المسؤولية الكاملة عن نتائج وتداعيات الحفريات التهويدية الاستعمارية وما يترتب على مستقبل المدينة المقدسة.

ونحن نستحضر تلك الجريمة البشعة التي استهدفت المسجد الأقصى، فان القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا في دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس تتعرض للكثير من المؤامرات حيث ما شكله الاعتراف الأمريكي الخطير بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال لا بد من مواجهته عربيًا واعتبار قضية القدس هي قضية جميع العرب والمسلمين والأحرار في العالم والتصدي لهذا الإعلان الذي يغتصب الحقوق الفلسطينية التاريخية.

وفي ظل ذلك لا بد من الإشارة والتأكيد على الدور الكبير الذي تقوم به المملكة الأردنية الهاشمية وجلالة الملك عبد الله الثاني في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وحماية القدس ومقدساتها الإسلامية المسيحية فيها، مع ضرورة تعزيز دور الأمة العربية والإسلامية في الدفاع عن القدس التي تتعرض لهجمة غير مسبوقة واستهداف متواصل لمقدساتها الإسلامية والرموز والقيادات الوطنية والشخصيات الدينية ومحاولات تغيير الوضع القائم في ألأقصى، وتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا ضمن مؤامرات التهويد التي صادرت القدس بأكملها من أيدي أهلها الشرعيين واعتبارها عاصمة للاحتلال.

نستغرب استمرار الصمت من قبل مؤسسات المجتمع الدولي حيث يجب التحرك الجاد والفاعل من قبل المجتمع الدولي لوضع حد لكل الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، والانخراط في رعاية عملية سلام جادة تفضي الى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف بما فيها حق العودة، وتقرير المصير، وتجسيد إقامة دولته المستقلة وذات السيادة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس القانون الدولي.

أقرأ أيضًا: حكومة التطرف الإسرائيلي بقلم سري القدوة