كيف تبدو استعدادات أهالي غزة للعام الدراسي الجديد؟

خاص- مصدر الإخبارية

تتجول السيدة أم إبراهيم العريني برفقة أطفالها الثلاثة بين المحال التجارية في مخيم جباليا للاجئين الواقع شمالي قطاع غزة، لاستكمال شراء الحاجيات اللازمة لهم من أجل بدء العام الدراسي الجديد الذي يحل أول أيامه بتاريخ 29 أب (أغسطس) الجاري.

تقول السيدة في حديث لشبكة مصدر الإخبارية، إن الأسعار هذا العام معقولة إلى حد ما لكن المشكلة العامة هي أن المواطنين بالأساس لا يمتلكون المال بسبب ارتفاع نسبة المصادر وانعدام مصادر الدخل للعمال والكثير من أبناء قطاع غزة.

وأوضحت العريني أن كل واحد من أبنائها يحتاج إلى نحو 300 شيكل (90 دولاراً) من أجل إتمام شراء كل ما يحتاج لبدء العام الدراسي، مبينة أن هذا المبلغ يعتبر هائلاً لدى الكثير من العائلات في غزة، فهناك الكثير من الأسر لا يصل دخلها الشهري إلى هذا المبلغ.

وتشير السيدة التي يعمل زوجها موظفاً بالحكومة الفلسطينية برام الله، إن دخله بعد الخصومات لا يتجاوز الـ2300 شيكل، وهي مضطرة لصرف نصفه تقريباً من أجل تأمين كافة احتياجات أبنائها.

وقالت أم إبراهيم إن الأطفال يحتاجون من أجل بدء العام الدراسي، إلى زي مدرسي وحقائب ودفاتر وقرطاسية وغيرها من المستلزمات.

أحوال اقتصادية صعبة مع قدوم العام الدراسي

في مدينة غزة تعيش إيمان إسليم شعوراً صعباً، برفقة أبنائها الخمسة داخل منزلها الواقع شرقي مدينة غزة.

تقول لشبكة مصدر الإخبارية إنها لن تتمكن هذا العام من شراء المستلزمات اللازمة لأبنائها من أجل الالتحاق بالعام الدراسي الجديد.

وتلفت إلى أن لديها 5 أبناء تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات و16 عاماً، مشيرةً إلى أن سبب عجزها عن شراء احتياجاتهم هو عدم توفر المال اللازم، بعدما خسر زوجها العمل في أحد المصانع داخل مدينة غزة.

وتبين أن زوجها كان يعمل في مصنعاً للبلاستيك لكن مع سوء الأحوال الاقتصادية قامت الإدارة بتسريحه برفقة عدد من العاملين، وانضم لصفوف البطالة.

وأضافت السيدة أن ذلك حصل منذ 4 شهور ومن حينها تعيش برفقة أبنائها المعاناة، موضحةً أن زوجها حاول العمل بأكثر من مجال لكن قلة الفرص والبطالة المرتفعة حالت دون ذلك.

وقالت إنه يعمل في بعض الأحيان في أحد الأكشاك الموجودة قرب شاطئ بحر غزة، ويتمكن من توفير قليلاً من المال يكفي لسد رمقهم وجوعهم، لكنه لا يوفر القدرة لشراء الملابس والحاجيات المدرسية.

وتتمنى السيدة الأربعينية أن يتحسن أحوالهم قريباً وتتمكن كما باقي الأمهات من مرافقة أبنائها إلى السوق وشراء ما يلزمهم من احتياجات تدخل عليها البهجة والسرور في بداية العام الدراسي.

التجار يشتكون قبل بدء العام الدراسي الجديد

عودة إلى مخيم جباليا للاجئين، حيث يمتلك أيمن ظاهر متجراً لبيع الملابس.

يصف الأوضاع قبيل أيام من بدء العام الدراسي الجديد، لشبكة مصدر الإخبارية، قائلاً، إن الحركة التجارية تبدو ضعيفة جداً، وهناك الكثير من الأهالي غير قادرين على شراء مستلزمات أبنائهم.

ولفت إلى أن المعروض بكميات كبيرة لكن القدرة الشرائية ضعيفة، متوقعاً ألا تتحسن الأوضاع كثيراً خلال الأيام القادمة.

وأشار التاجر إلى أن هناك الكثير من الزبائن الزائرين للسوق لكن نسبة المشترين منهم قليلة، على حد وصفه.

وتمنى ظاهر أن يكون الحال أفضل خلال الأيام القادمة ليتمكن كغيره من التجار من تعويض الخسائر المتتالية التي لحقت بهم جراء سوء الأوضاع الاقتصادية للناس.

استعدادات وزارة التعليم لبدء العام الدراسي

وفي تصريحات صحفية سابقة أكد مسؤولون في وزارة التربية والتعليم بغزة، استعدادها لبدء العام الدراسي الجديد من خلال الخطط والبرامج الموضوعة مسبقاً.

وناقشت الوزارة خلال لقاءات داخلية سابق، التشكيلات المدرسية، توظيف المعلمين الجدد، الكتب المدرسية، الأبنية المدرسية الجديدة والأثاث المدرسي، برنامج غرس وتعزيز القيم، تطوير طرق التدريس الحديثة وأساليب التقويم، الأنشطة اللامنهجية، وخدمات الجمهور.