ما الوصية التي تركها ضياء البرعي لشقيقه قبيل استشهاده؟

غزة-سماح سامي
عاد الهدوء إلى شوارع قطاع غزة بعد توقف القصف الإسرائيلي الدامي على المنازل ورؤوس قاطنيها، لكن لم تصمت أصوات الحزن المنبعثة من قلوب وملامح عائلة الشهيد ضياء البرعي، بعد ارتقائه.
فلم يمر اليوم الثالث من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عاديا على عائلة البرعي شمال القطاع، حيث حمل خبر استشهاده بعد قصف استهدف منزل مجاور لهم، أدى لارتقائه برفقة الشهيد أحمد عفانة.
وشن الاحتلال الاسرائيلي عدوانا على قطاع غزة من عصر يوم الجمعة 5/8/2022، أسفر عن ارتقاء 45شهيدا وقرابة 360 مصابا، بينهم 16طفلا و4 سيدات، ليبقى ألم الفراق ووجعه الممض يسكن نفوس عوائلهم بعد أن فقدوهم في قصص وداع مؤثرة.
وبلغ عدد المنازل المدمرة خلال هذا العدوان –بحسب وزارة الاشغال والإسكان العامة- 18 وحدة سكنية مدمرة كليًا و71 جزئيًا.
وتوصل الجانب المصري مساء يوم الأحد 7/8/2022 لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل شامل، عقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي استمر على مدار ثلاثة أيام متتالية.
اللحظات الأخيرة
يوسف البرعي يروي التفاصيل الأخيرة لاستشهاد شقيقه ضياء، يوم الأحد ثالث أيام عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أكد أن ساعات الصباح في ذلك اليوم مرت سريعا كلمح البصر، فلم يدرك وقتها أنها ستكون الأخيرة في حياة شقيقه.
اقرأ/ي أيضا: خمس دقائق تحول منزل عائلة خليفة في غزة لركام
وقال لشبكة مصدر الإخبارية:” فتحت أنا وأخوية ضياء بسطة شمام وبطيخ مشان نترزق منها، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب وبعد مرور سنوات على التخرج من الجامعة وحصولي على شهادة ما بستعملها”.
وأضاف: ” في اليوم الثالث للعدوان هو يوم الأحد معادنا أنا وضياء نفتح البسطة مع بعض، لكن اتفقت معه أنه أروح أرتاح ساعتين، وبعديها آجي أريحه”.
وتابع بصوت حزين: ” مسافة ما درت ظهرت لأروح أرتاح شوية دقائق وصار الى صار، الصاروخ بعد ما نزل ما شفت اشي”.
وأشار إلى أنه في تلك اللحظات خرج من داخل غرفته ودخان الصاروخ يملأ أرجاء المكان والحجارة متناثرة على الأرض، فلم يدرك حينها ما حدث وأين شقيقه ضياء، إلا بعد لحظات.
وصية ضياء
كان الشهيد ضياء يحلم ويخطط ليوم زفافه، ففتح مشروع مشترك مع شقيقه يوسف، عبارة عن بسطة لبيع الفواكه أمام منزلهما في معسكر جباليا شمال قطاع غزة.
ويذكر أن شقيقه قبل استشهاده أوصاه بأن لا يرفع الأسعار مراعاة لأوضاع المواطنين الاقتصادية الصعبة، قائلا: ” يا يوسف الدنيا حرب ووضع الناس صعب اوعى بغيابي ترفع السعر وتستغل حاجة الناس”.
ويشير إلى أن شقيقه يتصف بالأمانة والتفاني بالعمل، مضيفا:” الأمانة عند ضياء كانت عالية، ربنا اصطفاه ربنا يرحمه ويتقبله”.
وتبقى لكل قصة مأساة ووجه يدمي الفؤاد ويستدر الدمع، ويستمطر الإكبار للشعب الذي ألف الموت وغنى له، “والضحايا توديعهم حفلات.”