المعركة في الجنوب: بداية ناجحة لكن التحديات لا زالت امامنا

ترجمات المحتلة-مصدر الإخبارية

كتب تامير هايمن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق ، رئيس معهد دراسات الامن القومي الاسرائيلي ( اكثر المراكز البحثية تأثيرا في اسرائيل ومناطق اخرى ) المعركة في الجنوب: بداية ناجحة لكن التحديات لا زالت امامنا، وفيما يلي النص كاملًا، ترجمه معاوية موسى.

تمكنت “إسرائيل” من مفاجأة الجهاد الإسلامي على الرغم من أنه كان في حالة تأهب قصوى مما جعل الضربة الافتتاحية لعملية ” مطلع الفجر” او ” فجر يوم جديد “إنجازًا عمليًا واستخباراتيًا نادرًا، السؤال ماذا بعد.

يعتمد كثيرًا على كيف ستتصرف حماس. الازمة في عملية التحكم والسيطرة في الجهاد، الرسالة المهمة أيضًا لحماس وحزب الله وإيران – والمصلحة الاسرائيلية بنهاية سريعة لجولة القتال.

عملية ” مطلع الفجر” التي أطلقت يوم أمس بعد عمليات خداع وتلاعب ناجحة أدت إلى ضربة افتتاحية ناجحة للغاية وإنجاز استخباراتي وعملياتي نادر.

تعرف “اسرائيل” كيف تفاجئ، ايضا في الماضي، المنظمات (الإرهابية) بضربات هجومية استباقية وهي غير مستعدة، لكن الامر المختلف هذه المرة ان المفاجأة كانت بينما الطرف الاخر في حالة تأهب واستعداد، على الرغم من ذلك، استطاعت “اسرائيل” خلق مفاجأة في خضم حالة التوتر والتظاهر بالعجز وقلة الحيلة.

وجهت انتقادات شعبية علنية في الأيام الأخيرة بسبب القيود التي فرضت على حرية التنقل في عدة مستوطنات في غلاف غزة، ولكن يمكن الآن الكشف عن أن الجيش الإسرائيلي والشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية كانوا ينتظرون المعلومات الاستخبارية التي تسمح لهم بتوجيه ضربة افتتاحية مؤلمة ودقيقة للجهاد الاسلامي.

كما مكنت أيام الانتظار هذه من حشد ومراكمة الشرعية الدولية لهذه العملية الضرورية وهنا ايضا سجلت اسرائيل انجاز، على الاقل في هذه المرحلة، حيث لا توجد ضغوط كبيرة عليها لوقف القتال وصديقتها الكبيرة والمهمة الولايات المتحدة شددت على حقها في الدفاع عن نفسها.

قبل أقل من يوم من بدء العملية، كتبت هنا أنه إذا سمحت المعلومات الاستخباراتية والقدرات العملياتية بذلك، فيجب إزالة التهديد بإلحاق الأذى بالمواطنين الإسرائيليين حتى لو بثمن تصعيد محتمل. هكذا تصرفت “اسرائيل” بالفعل ، ومن الجيد أنها فعلت ذلك.

كان تيسير الجعبري من أهم وأكبر قادة الجهاد في قطاع غزة ، وليس له بديل فوري يتمتع بقدرات قيادية واضحة . بالإضافة إلى وجود “وزير دفاع” الجهاد أكرم العجوري ورئيس الجهاد زياد نخلة في إيران وهو الامر الذي شكل حدثا غير مسبوقا . مما خلق أزمة في سلسلة القيادة والتحكم في المنظمة. وكان هذا الوقت المناسب لتوجيه ضربة لها.

الرسالة التي ارسلتها “إسرائيل” هنا للجهاد وحماس وحزب الله وإيران مهمة، وهي لا تخشى “اسرائيل” التصعيد اذا تطلب الامر حماية مواطنيها ، لا بل اكثر من ذلك هي على استعداد لشن هجوم استباقي . ايضا المعلومات الاستخبارية الدقيقة والقدرة على إغلاق دائرة التهديد بالنار من الجانب الآخر هي أيضًا ركيزة مهمة في الحفاظ على الردع في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك ، تجدر الإشارة إلى أن عملية الاعتقالات في الضفة الغربية استمرت هذه الليلة واستمرت في اعتقال عناصر الجهاد – بمعنى اخر المعادلة التي حاول الجهاد خلقها والتي كانت تهدف إلى الحد من حرية الجيش الإسرائيلي في العمل في الضفة الغربية ، ليست موجودة ولن تكون.

نجحت “اسرائيل” كذلك ، في الوقت الحالي ، في الفصل الواضح بين الجهاد الذي تستهدفه العمليات الحالية بشكل اساسي ، وحماس التي لم تنضم إلى المعركة وإطلاق النار حتى الآن.

ماذا بعد ؟ يعتمد الكثير على ما إذا كانت حماس ستنضم إلى المعركة أم لا. إذا لم تنضم حماس إلى إطلاق النار وحتى استخدمت قوتها لفرض تهدئة على الجهاد ، بمساعدة وساطة مصرية وربما قطرية ، فقد تنتهي جولة القتال الحالية في وقت قصير. لكن هناك أيضًا تطورات قد تقود حماس إلى قرار بالانضمام إلى القتال ، وإذا حدث ذلك ، فإن أمامنا عملية أطول وأكثر تعقيدًا. قتل عدد كبير من المدنيين في غزة ، واستمرار العملية لأكثر من أيام قليلة ، وهجوم “إسرائيلي” على أهداف حماس – كل هذا سيجعلها تنضم إلى المعركة .

في الوقت الذي أوضح فيه رئيس الوزراء ووزير الدفاع أن “إسرائيل” لن تتردد في توسيع المعركة ، فمن الواضح تمامًا أن المصلحة الإسرائيلية هي في استمرار هذا الفصل وإنهاء الحادث بسرعة. فقد تم تسجيل الإنجاز الرئيسي بالفعل في أول 180 ثانية من العملية.

حتى بدون مشاركة حماس في المعركة الحالية ، فإننا نواجه أيامًا متوترة. المظاهرة المخطط لها في أم الفحم ، وأحداث التاسع من اب في الحرم القدسي ، والتوترات مع حزب الله حول حقول الغاز تخلق تحديًا يتطلب ادارة دقيقة وحازمة للمعركة وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن إسرائيل في فترة انتخابات معروفة ، الا ان عدونا يعلم ، إن العمليات في غزة خلال هذه الفترة هو أمر شائع.

مؤسسة الامن في دولة اسرائيل هي مؤسسة مهنية مسؤولة وذات خبرة ولذلك اذا اعتقد اي من اعداءنا ان الوضع السياسي في اسرائيل هو سبب جيد لتحدينا – فان التجربة التاريخية تعلمنا ان لا يوجد تاثير جوهري لهذا الامر على السياسات الامنية .

بالعودة الى العملية الحالية – حتى من دون انضمام حماس لاطلاق النار ، يجب التذكير ان لدى الجهاد الاسلامي قدرات لم يستخدمها بعد . ينبغي علينا التحلي بالصبر واظهار التصميم والوحدة وتحسين القدرات الدفاعية . والاهم من ذلك الان اطاعة تعليمات قيادة الجبهة الداخلية، يجب ان نحرم الجهاد الاسلامي من اي انجاز في حيز الوعي نتيجة الاستهتار وعدم المبالاة