في أرض المزارع أبو رمضان.. ثمار الصبر تقاوم انتهاكات الاحتلال

خاص- مصدر الإخبارية

يتنقل المزارع الفلسطيني عائد أبو رمضان وسط حقول الصبر المنتشرة في أرضه الواقعة ببلدة بيت حانون أقصى شمال قطاع غزة.

يتفقد أبو رمضان إنتاج الموسم بحذر بينما يعمل عدداً من الشبان في جني الثمار من الأرض المحاذية للسياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948.

وحقول الصبر في أرض “أبو رمضان” هي من بين مساحة أرضه الواسعة التي تحتوي أصناف متعددة أخرى من الفواكه واللوزيات والحمضيات.

وتحتوي الأرض على أصناف مختلفة من الصبر، بأشكال وألوان داخلية متعددة.

ويبدأ موسم الصبر سنوياً، منذ نهاية شهر حزيران (يونيو) وحتى نهاية أب (أغسطس).

قطف الصبر من أرض أبو رمضان (تصوير: شبكة مصدر)
قطف الصبر من أرض أبو رمضان (تصوير: شبكة مصدر)

زراعة ثمار الصبر الحدودية تعاني من انتهاكات الاحتلال

ويعاني أبو رمضان كغيره من المزارعين في غزة من انتهاكات الاحتلال التي تؤثر على عملهم وإنتاجهم، لاسيما في الأراضي القريبة من الحدود.

ويقول في حديث لشبكة مصدر الإخبارية إنه لجأ لزراعة الصبر في المناطق القريبة من الحدود، لتقليل المخاطر التي تنتج عن اعتداءات الاحتلال المتكررة.

ويمتاز الصبر بقدرته على تحمل مختلف الظروف البيئية وقلة حاجته إلى المياه والمبيدات الحشرية، وقدرته على التعمير لسنوات طويلة.

ويشير أبو رمضان خلال حديثه إلى قوات الاحتلال دمرت خلال السنوات الماضية أرضه التي ورثها عن أبائه وأجداده أكثر من مرة، وأتلفت أشجاراً معمرة يزيد عمرها عن 50 عاماً.

ويحكي أن أرضهم كان مصدراً للحمضيات في وقتٍ من الأوقات وكان إنتاجها يتسم بالجودة العالية والقدرة على المنافسة بشكل كبير، لكنّ الاحتلال قتل كل ذلك ودمره بانتهاكاته.

قطف الصبر من أرض أبو رمضان (تصوير: شبكة مصدر)
قطف الصبر من أرض أبو رمضان (تصوير: شبكة مصدر)

فوائد متعددة لثمار الصبر

وفي حديثه حول فوائد الصبر وإقبال المواطنين عليه يقول أبو رمضان “الصبر يعتبر من الفواكه الموسمية الصيفية في غزة والتي يزيد الطلب عليها بشكل كبير، لحلاوة طعمها وكونها تحتوي على فوائد كثيرة”.

ولفت إلى أن الصبر يفيد القلب وجهاز الدوران في جسم الإنسان، كونه يحتوي على كمية كبيرة من الألياف والمعادن، كالبوتاسيوم، وهي تُعد هامة جدًا للحفاظ على صحة القلب، مبيناً أن الصبر يعمل أيضاً على تخفيض مستوى الكولسترول عند الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

وأوضح أبو رمضان خلال حديثه أن ثمار الصبر أيضاً تعمل على دعم أداء الجهاز الهضمي كونها على ألياف قابلة للذوبان وألياف غير قابلة للذوبان.

وقال إن الصبر يساعد الألياف التي تدخل الجهاز الهضمي في التخفيف من فرص الإصابة بأمراض ذلك الجهاز الخطيرة، كسرطان القولون وقرحة المعدة.

ويرتبط الصبر بالتراث الفلسطيني وكثيراً ما يستعمل اسمه المواطنين للدلالة على ضرورة المواجهة والصمود وتحمل مشاق الحياة، كما أنه يدخل في تركيبة بعض الأمثال الشعبية التاريخية.

قطف الصبر من أرض أبو رمضان (تصوير: شبكة مصدر)
قطف الصبر من أرض أبو رمضان (تصوير: شبكة مصدر)

فرصة عمل موسمية في أراضي الصبر

وبحسب أبو رمضان يشكل الصبر فرصة عمل موسمية لعدد من الشبان الذين يعانون من البطالة في قطاع غزة.

ورغم حاجته لمجهود كبير جداً وتعب عالٍ، إلّا أن بعض الشبان يجدون فيه ملاذاً لتحصيل قليلاً من المال، في ظل الأوضاع الصعبة، وفقاً لأبو رمضان.

وأيضاً جرت العادة أن يتنشر باعة الصبر على مفترقات الطرق وفي حارات قطاع غزة طوال الموسم، وهو ما يشكل كذلك فرصة عمل لعدد آخر من الشبان.

ويبلغ سعر الكيلو غرام الواحد من الصبر نحو 3.5 شيكل (واحد دولار)، وممكن أن يتكون الكيلو من 6 حبات.

الجدير ذكره أن الاسم العلمي للصبر هو التين الشوكي، وينتمي لفصيلة “الصبار” وتنمو أشجاره في الأماكن الجافة.

وتعتبر أشجاره من ضمن الأشجار مُعمرة، وتتمتع بالقدرة على مقاومة الجفاف كون أن سيقانها مليئة بالماء.

قطف الصبر من أرض أبو رمضان (تصوير: شبكة مصدر)
قطف الصبر من أرض أبو رمضان (تصوير: شبكة مصدر)