تهويد الحي اليمني.. مخطط احتلالي جديد لتفتيت الرقعة المقدسية

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

يواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مخططاته الاستيطانية لتهويد وتفتيت الاحياء الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة والبلدة القديمة بالتركيز حالياً على الحي اليمني في بلدة سلوان.

وقال مختصون في مجال الاستيطان إن الاحتلال مستمر بخطته لتغير الواقع الديمغرافي من خلال التزوير التاريخي لأصول الأحياء المقدسية وإلغاء الصفقة العربية عنها، وإسنادها للفكر والديانة اليهودية.

وأوضح مدير إدارة الخرائط بالقدس المحتلة خليل التفكجي أن “حي اليمن أنشئ في العام 1890 على يد يهود اليمن فطردهم الاحتلال الإسرائيلي منه، واعتبرهم عرباً”.

وأضاف التكفجي في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية أن “يهود اليمن اضطروا في العام 1920 إلى ترك الحي وبيع جزء كبير من أملاكه إلى السكان العرب وأجرت الباقي”.

وأشار إلى أنه “بعد ذلك أنشئت مؤسسة اسمها حارس أملاك العدو في إبان الحكم الأردني التي أجرت للسكان أملاك الحي اليمني على اعتبارها أملاك يهودية”.

وأكد أن “الاحتلال يركز حالياً في بلدة سوان من خلال السيطرة على الحي اليمني في بطن الهوى لتحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية “التطويق والاختراق والتشتيت”.

وشدد التكفجي إلى أن “الاحتلال يعمل حالياً على تطويق الأحياء العربية بالمستوطنات ثم اختراقه بالبؤر الاستيطانية وصولاً إلى تفتيتها وجعلها جزيئات في أحياء يهودية”.

ولفت إلى أن الاستراتيجية السابقة تركز أيضاً على ربط الأحياء المسيطر عليها ببعضها البعض بحث تتحول إلى مناطق صغيرة بقلب أحياء يهودية كبيرة.

ونوه إلى أن “التركيز على الحي اليمني في بطن الهوى يهدف إلى جعله ضمن الحوض التاريخي الضام للمقبرة اليهودية على جبل الزيتون وقبور الأنباء في منطقة سلون التي تعتبرها إسرائيل حق لها على اعتبار أن النبي داوود كان قبل خمسة آلاف عام موجود فيها”.

وأكد مدير إدارة الخرائط بالقدس أن عدد المستوطنات في داخل البلدة القديمة يبلغ حالياً 16 مستعمرة و46 بؤرة استيطانية 26 منها في سلوان.

من جهته قال مساعد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا إن مساعي السيطرة الكاملة على الحي اليمني تندرج ضمن جهود الاحتلال المتواصلة لتهويد جميع المناطق الفلسطينية.

وأضاف الخواجا في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن الاحتلال يركز على الاحياء ذات الطابع العروبي لربطها بتاريخ يهودي من خلال الادعاء بأن فيها معابد يهودية بهدف تزيف الوقائع والتاريخ الإسلامي لها.

وأشار الخواجا إلى أنه على الرغم من الجهود الكبيرة لكن جميع محاولات الاحتلال فشلت في تغير الطابع الإسلامي والعروبي عن الأحياء المقدسية.

وأكد الخواجا أن الاحتلال يعمل منذ 40 عاماً على إجراء حفريات واسعة في محالة لإيجاد أي معلم تاريخي يثبت وجود يهودي في الاحياء الفلسطينية. وشدد أن الاحتلال اتخذ سلسلة من الخطوات التهويدة شملت مشروع القطار الهوائي في القدس وتفعيل قانون أملاك الغائبين بصورة أكبر لتغيير معالم مدينة القدس.

ولفت إلى أن الاحتلال ركز مؤخراً على حي سوان وكثف عمليات السيطرة والاستيطان من خلال خمس بؤر استيطانية رئيسية وعمل على إجراء تحولات ديمغرافية.

ويعتبر حي سوان واحد من أكبر الأحياء الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة ويصل عدد سكانه إلى 55 ألفاً ومساحته 5640 دونماً.