فهمي شبانة لمصدر: الطيراوي يعرف المتورطين في اغتيال عرفات ولا يستطيع الكشف عنهم

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي
كشف مسؤول الأمن الخاص الأسبق في جهاز الاستخبارات العامة الفلسطينية فهمي شبانة “التميمي” عن أن اللجنة المُكلفة التحقيق في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات توصلت إلى المتورطين.
كما كشف شبانة لشبكة مصدر الاخبارية أن عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” اللواء توفيق الطيراوي، رئيس اللجنة توصل إلى المتورطين في اغتيال عرفات “لكنه لا يستطيع الكشف عن هوياتهم”.
وردًا على سؤال حول دور الطيراوي، الذي شغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات العامة الفلسطينية سنوات طويلة، في ملف التحقيق في اغتيال عرفات، أكد شبانة أن “الطيراوي الوحيد الذي شكّل لجنة تحقيق، لكن القيادة الفلسطينية أعاقت عملها”.
ولفت إلى أن لجنة التحقيق، التي شكلها الرئيس محمود عباس وترأسها الطيراوي “نجحت في كشف خيوط كثيرة تمسّ القيادة الفلسطينية”.
واعتبر شبانة أنه “مش (ليس) من مصلحة الطيراوي الافصاح عن نتائج التحقيق، خاصةً بعدما قال الرئيس عباس عبر وسائل الاعلام في ذكرى اغتيال عرفات إن أخبرتكم بمن قتل أبو عمار لن تصدقوني”.
وكشف شبانة عن أن “ما توصلنا إليه خلال عملنا في لجنة التحقيق باغتيال عرفات تحفظ عليه الطيراوي، إلى جانب معلومات حصل عليها بصفته مسؤولًا للجنة العُليا تُدين، بما لا يدع مجالا للشك، القيادة الفلسطينية، لأن المتورطين معروفين”.
وشنّ المسؤول الأمني هجومًا لاذعًا على رئيس مجلس القضاء الأعلى المستشار عيسى أبو شرار.
وجاء هجوم شبانة بعد أيام قليلة من توجيه الطيراوي، خلال لقاء صحافي، تهمًا لأبو شرار بـ”الفساد”.
وانتقد شبانة في حديثه لشبكة مصدر، بشدة تعيين المستشار أبو شرار في منصب رئيس مجلس القضاء الأعلى، معتبرا أنه “لا يصلح لتولي هذا المنصب”.
وقال شبانة: “بغض النظر عن محبتي أو بغضي للطيراوي، فإن (المستشار) أبو شرار لا يصلح لتولي المنصب، ولو كنت في موقع حُكم (رسمي) لكنت أشد انتقادًا له” من الطيراوي.
وحول انتقاد الطيراوي رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد اشتية قبل عدة أسابيع، واعتبار أنه “لا يُمثله في الحكومة أو في حركة فتح”، رأى شبانة أن “اشتية غير مدعوم من القاعدة الشعبية على رغم محاولته العمل المستمر، ويصطدم بعواقب كثيرة تُحول دون إتمامه مهمات عمله”.
واعتبر شبانة أن “خلاف الطيراوي مع اشتية للمصلحة العامة”.
وكشف شبانة “عن وجود حكومة خفية تملك سلطةً أعلى من سلطة اشتية، تستمر في الاساءة لنفسها وشعبنا لأهداف وغايات مقصودة”.
وتابع أن “كل حكومات المنطقة، التي تحكمها هذه الحكومة الخفية، يُحاولون تغيّيب القضية الفلسطينية عن الساحة، لصالح تمرير أجنداتها في المنطقة”.
ولام شبانة الطيراوي على “مهاجمته” حركة “حماس” وأطراف آخرى، وقال: “أذّكره (الطيراوي) بأننا جميعًا اخوة تُوحدنا قضية واحدة وهمّ واحد، وعدونا معروف، وشعبنا وفيّ، وأثبت ذلك في كل المحطات، ومنها عام 1994، حينما استقبل المقاتلين بالورود وأغصان الزيتون” في إشارة إلى استقبال قوات منظمة التحرير الفلسطينية وقادتها لدى دخولهم قطاع غزة عقب توقيع اتفاق أوسلو عام 1993.
وحول ما تم تداوله إعلاميا ولم يتم التأكد منه عن تورط الطيراوي بتقديم تقارير كيدية عن تنظيمات فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لدول عربية بهدف تحقيق مكاسب مادية، اعتبر شبانة أن “كل جهاز مخابرات حول العالم يُحب جمع المعلومات”.
واستدرك شبانة قائلا “لكن هناك فرق كبير بين جمع المعلومات وتوصيلها، فالأولى فهو واجبة، والثانية خيانة تتمثل في ايصال المعلومات لجهات مُعادية ونحوها”.
وشدد شبانة على أن “وظيفة الأمن حماية الشعب الفلسطيني، وأي شيء يصدر مِن قِبل أي جهاز أمني ضد شعبنا يُمثل خيانةً”.
وقال: “أما ما نُسب للطيراوي فهو (بصفته) رئيس سابق جهاز الاستخبارات العامة الفلسطينية، فإنه بالطبع لديه علاقات تربطه بقادة أجهزة المخابرات العربية، لكن اليوم لن يصل للطيراوي إلى ما يصل رئيس الجهاز الحالي اللواء ماجد فرج مِن تقارير كاملة عن جميع الجهات”.
وأضاف شبانة ابن مدينة القدس المحتلة: “سُجنت لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وتركت العمل الأمني، خاصةً وأنني الوحيد الذي أصدر الاحتلال قرارًا بسجني ثلاث سنوات في حال عملي مع أي جهاز أمني فلسطيني، علمًا أن هناك ثلاثة آلاف مقدسي يعملون لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية”.
وتابع: “عملت مديرًا لمخابرات جنوب الضفة (الخليل)، وقائمًا بأعمال محافظة القدس، حتى تمت اقالتي من منصبي بعد رفضي سياسة التنسيق الأمني، التي تبنتها السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية”.
أقرأ أيضًا: حرب الأشباح.. من غسّان كنفاني إلى عرفات والشيخ ياسين وشيرين أبو عاقلة