معبر الكرامة.. المواطن الفلسطيني دون كرامة

أزمة مفتعلة وموقف رسمي خجول

غزة- سماح سامي

لا تزال تداعيات أزمة معبر الكرامة المستمرة منذ أسابيع تلقي بظلالها على المسافرين الفلسطينيين تجاه الأردن والقادمين نحو مدن الضفة المحتلة، وسط مخاوف فلسطينية من سيناريو سياسي يحيكه الاحتلال الإسرائيلي، الذي يرفض إلى الآن زيادة عدد ساعات عمله على المعبر.

وكان نشطاء فلسطينيون حذروا من أن أزمة معبر الكرامة، الذي يربط الفلسطينيين في الضفة الغربية بالأردن – المنفذ الوحيد لتنقل الفلسطينيين للخارج – تعود لأسباب سياسية، مع استمرارهم في اطلاق حملة #بكرامة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ للمطالبة بفتح المعبر على مدار 24 ساعة.

وتحدثت مصادر إسرائيلية قبل وأثناء زيارة الرئيس بادين للمنطقة عن فكرة استخدام الفلسطينيين لمطار رامون (جنوب فلسطين المحتلة)، بدلا من جسر معبر الكرامة مقابل عدم مضيهم قدما في الإجراءات بمحكمة الجنايات الدولية ضد “تل أبيب”.
وبموجب الخطة التي لم يعلن عنها رسميا سينتقل الفلسطينيون في ممر آمن من الأراضي الفلسطينية إلى وادي عربة ومنه إلى مطار رامون، وهو أمر رفضه نشطاء فلسطينيون، مطالبين باستمرار السفر عبر المملكة الأردنية الهاشمة مع تقديم تحسينات في الخدمات المقدمة للمسافرين الفلسطينيين.

يشار إلى أن معبر الكرامة يقدم خدماته للمواطنين منذ الساعة 8 صباحًا وحتى 8 مساء من الأحد وإلى الخميس، وحتى الساعة 12 ظهرًا يومي الجمعة والسبت.

دفعت أزمة معبر الكرامة المواطن مفيد التلاحمة من مدينة الخليل لإلغاء فكرة السفر هو وعائلته، خوفا من الساعات الطويلة التي سيقضيها على المعبر.

وأوضح التلاحمة لشبكة مصدر الإخبارية أنه تراجع هو وعائلته عن فكرة السفر لتركيا، بعد مشاهدتهم المسافرين العالقين في طابور كبير لساعات طويلة بانتظار دورهم للخروج من معبر الكرامة.

وبين أنه على الرغم من دفع بعض المسافرين ثمن تنسيق لشركة مواصلات، إلا أن الفكرة لم تنجح معهم، وعلقوا هم أيضا بالأزمة أسوة بغيرهم، ما دفعه للعدول عن اللجوء لها، وإلغاء سفره في الوقت الراهن، متأملا انتهاء الأزمة في القريب العاجل، ليتمكن من السفر لقضاء ما تبقى من إجازة الصيف، خارج المدينة.
معبر رفح من أولياتنا

طالب عوض عضو سكرتارية حملة بكرامة أكد على استمرار فعاليات الحملة، للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتمديد عمل المعبر لـ 24 ساعة.

وأوضح عوض لشبكة مصدر الإخبارية أنهم خاضوا ذات الحملة قبل عدة سنوات، وحينها أثمرت جهودهم في تحقيق مطلبهم، حيث عمل المعبر من عام 2017 حتى بداية عام الـ 2020 مدة 24 ساعة، مبينا أن تراجع ساعات عمل المعبر، بعد تلك المدة جاء بحجة

جائحة كورونا التي تذرع بها الاحتلال.
وأشار إلى أنهم مستمرين في فعاليات الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل أخرى، لتشمل تحسين أوضاع المسافرين عبر معبر الكرامة ومعبر رفح البري الواصل بين قطاع غزة ودولة مصر.

ولفت إلى أن سفر المواطنين بسهولة ويسر وأكثر راحة هو حق من حقوقهم المشروعة التي نصت عليها كافة الأعراف والمواثيق الدولية.

اقرأ/ي أيضا: جسر الملك حسين: معاناة فلسطينية تعود للواجهة.. وطريق مليء بالعقبات

لا حلول جوهرية

بدروه، أكد طلعت علوي العضو في ذات الحملة رفضهم للمقترحات التي يتم تداولها من الجانب الإسرائيلي، لتخفيف الأزمة على معبر الكرامة، متوقعا أن الاحتلال الإسرائيلي يخطط لتحقيق أهداف سياسية.

وقال علوي في حديثه لشبكة مصدر الإخبارية إننا: “لا نقبل إلا بمقترح واحد فقط وهو فتح معبر الكرامة مدة 24 ساعة، ونرفض باقي المقترحات الإسرائيلية التي تتضمن تخفيف أعداد المسافرين بتوزيعهم على ساعات عمل المعبر الحالية، أو السفر عبر مطار ريمون”.

وشدد على أن ازمة معبر الكرامة مفتعلة من الجانب الإسرائيلي، لافتا إلى أن المعبر عمل قبل عام 2020 مدة 24 ساعة، وكان حينها يستوعب نحو 18 ألف مسافر يوميا.

كما أكد رفصهم لمحاولات تبرير الأزمة بربطها بعودة المغتربين والحجاج وغيرهم، متوقعا أن الاحتلال يسعى لقبول الفلسطينيين بالسفر من مطار ريمون.

وأشاد بالدور الإيجابي الأردني الذي استعد لتمديد العمل عبر معبر الكرامة مدة 24 ساعة، مقابل موقف السلطة الفلسطينية “الخجول”.