مراقبون يكشفون لمصدر مرتكزات إطلاق الحوار الوطني المصري 2022

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

كشف مراقبون لشبكة مصدر الإخبارية، مرتكزات إطلاق الحوار الوطني المصري للعام 2022، بمشاركة جميع القُوى السياسية الوطنية في الجمهورية وخارجها.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلن بتاريخ الثالث من شهر يوليو- تموز 2022، انطلاق الحوار الوطني بمشاركة جميع القوى السياسية المصرية عدا فصيل واحد لم يُسمه، لكنه اكتفى بالإشارة إلى أن “المُسثتنى” فضّل الاقتتال على الحوار وحرّض ضد مصر ولم يعترف بشرعية قيادتها المُنتخبة مِن قِبل الشعب المصري، وفق قوله.

ويرى مراقبون ومختصون، أن القيادة المصرية حاولت خلال السنوات الماضية الحفاظ على العامل المصري، وتعزيز اقتصاد الدولة رغم حالة التضخم التي تشهده دول العالم، خاصةً بعد الحرب الروسية في الأراضي الأوكرانية، وعزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

صراع سياسي

يقول د. شادي طلعت المحلل السياسي والبرلمان المصري، إن “الإعلان عن انطلاق الحوار الوطني جاء بعد حالة الاستقطاب الشديدة التي بدأت تزداد وتيرتها بسبب التضخم الذي يسير كالقطار دون أن يوقفه أحد، حيث يُعد الاقتصاد عاملًا مؤثرًا للغاية في توجيه الناس تجاه هذا الطرف أو ذاك”.

وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “الصراع السياسي الذي يسير أطرافه تجاه المصالح الحزبية فقط، نهايته لن تكون خير أبداً، إذا لم تكن مصلحة البلاد والشعب في المقام الأول”.

وأشار إلى أن الحوار الوطني أصبح ضرورة مُلحة، ليس للتوافق فحسب، إنما للاتفاق على إعلاء مصلحة الدولة العُليا بما يُعزز مكانة مصر داخليًا وخارجيًا.

استبعاد الاخوان المسلمين

وردًا على استبعاد جماعة الاخوان المسلمين من الحوار الوطني المصري، أوضح أن الأمر ناتج عن طبيعة ما أصبحت عليه الجماعة اليوم، ووصمها خلال السنوات العشر الماضية بـ”الارهابية” وفق قوله.

ونوه، إلى أنه قد تكون “الجماعة” غير مشاركة بشكل رسمي، لكنها موجودة داخل الحوار الوطني عن طريق أعضائها غير المعروفين، متسائلًا، “منذ متى وكانت جماعة الإخوان المسلمين تعمل بشكل رسمي على مدار التاريخ؟”.

وتابع، “لم يحدث قط أن تحولت الجماعة إلى حزب سياسي، له أوراق مؤسساتية، فقد كانت ولا زالت تعمل بشكل عنقودي، لا يعلمه سوى قياداتها”.

غياب القوى الليبرالية

وكشف “طلعت”، عن غياب القوى الليبرالية المُعارضة بشكلٍ ظاهر، رغم أنهم يعتبروا العنصر الأهم في المعادلة لنجاح الحوار الوطني، مضيفًا، “ليس كل من أدعى الليبرالية، يعد كذلك، فالليبراليون بحق أراهم خارج هذا الحوار”، داعيًا إلى ضرورة توجيه دعوة صريحة لليبراليين للمشاركة، بهدف الخروج بثمرات الحوار المطلوبة”، وفق قوله.

ظروف استثنائية

بدوره قال الصحفي المصري أشرف أبو الهول مدير تحرير الأهرام ورئيس مؤسسة الطريق الجديد للدراسات، إن “أهمية اطلاق الحوار الوطني في مصر، بمشاركة القوى السياسية تكمن في تعرض “الجمهورية” لظروفٍ استثنائية عقب ثورة 30 يونيو 2013 متمثلة في مواجهة الإرهاب والتطرف عبر العمليات الأمنية المُحكمة والتي نتج عنه ارتقاء العديد من شهداء الواجب الوطني والمصلين في ميدان القوات المسلحة والشرطة والمدنيين”.

وأكد في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “مصر اليوم حققت قدرًا كبيرًا من الاستقرار واستطاعت القضاء على الإرهاب بنسبة 99 % ما نتج عنه تهيئة الأجواء والمناخات لإطلاق حوار وطني بمشاركة القوى السياسية والمعارضة، بحيث يرسم ملامح دولة عصرية تحت مسمى “الجمهورية الجديدة” والتي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي”.

استقرار أمني

وحول دلالة توقيت الحوار الوطني، أشار إلى أن “الحوار تقدم به الرئيس السيسي خلال افطار العائلة المصرية، الذي حضره ممثلون عن القطاع المدني والمؤسسات والمعارضة والشعب المصري خلال شهر رمضان المبارك، بعد شعوره – في إشارة للرئيس-  بتحقيق الاستقرار الأمني والبُنية التحتية القوية عقب التغلب على مشكلات الطُرق وأزمة الكهرباء، كما أنه أصبح لمصر عاصمة إدارية جديدة، ستسهم في رسم ملامح الحياة السياسية والاقتصادية خلال الفترة المقبلة”.

وفيما يتعلق برسائل الحوار الوطني، لفت أبو الهول، إلى وجود عِدة رسائل داخلية وخارجية تتمثل في إقامة حياة سياسية سليمة والتوافق على نظام اقتصادي تُشارك جميع القوى في اختياره، على أن يكون للاستثمار بالقطاع الخاص دور كبير يتمثل بتعزيز البُنية الاقتصادية لمصر التي تُريد القول للعالم إنها تسعى للانطلاق الجاد نحو المستقبل.

ونوه إلى أن مرتكزات الحوار الوطني قائمة على الاستقرار الأمني في مصر، وفتح الباب أمام جميع القوى السياسية الراغبة بالمشاركة في الحوار للتقدم بدون عوائق، وهو ما شهده الجميع من مشاركة ممثلي المجتمع المدني، والمعارضة داخليًا وخارجيًا ومنهم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، واستاذ العلوم السياسية د. عمرو حمزاوي والعالم في وكالة ناسا الفضائية د. عصام حجي.

وتعقيبًا على استثناء جماعة “الاخوان المسلمين” من المشاركة في جلسات الحوار الوطني، لفت إلى أن الجماعة مارست العنف منذ ظهورها بثلاثينات القرن العشرين ونُسبت لها جرائم اغتيال السياسيين على مر التاريخ ومنهم رئيس الوزراء النقراشي باشا بتاريخ 28 ديسمبر 1948 على يد عبد المجيد أحمد حسن أحد أعضاء “الاخوان”، كما حاولت اغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر”.

فُرص ضائعة

وأضاف، “اطاحة حُكم الاخوان المسلمين عام 2013، نتج عنه خروج جماعة مسلحة مثل “حسم” وغيرها مارست العنف والإرهاب وتسببت بقتل عشرات المدنيين وعناصر الجيش والشرطة، وهي جماعةٌ ملوثة بدماء المصريين ما تسبب في صدور قرار باستثنائها من الحوار السياسي”.

وأكمل، “كل التجارب السابقة والفُرص التي تم منحها لجماعة “الاخوان المسلمين”، فشلت في استثمارها وسعت دومًا للهيمنة مِن خِلال السيطرة على السلطة ومفاصل الحياة والتعامل مع مصر على أنها دولة عميقة لابد من تفكيكها وتفتيتها، ليديرها عناصر “الجماعة” وتكون له مقاليد الحُكم فيها”.

وأعرب عن أمنياته بنجاح مساعي الحوار الوطني، باعتبار مجلس الأمناء مشكل من جميع القوى السياسية المصرية المشهود لها بالكفاءة والمهنية العالية، حيث أن منسق اللقاء هو نقيب الصحفيين المصريين السيد ضياء رشوان، والمعروف عنه تمتعه بالحيادية والاستقلالية كونه باحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية.

وعودات مرهونة بالتنفيذ

وأردف، “الرئيس السيسي وعد بتنفيذ توصيات ونتائج مؤتمر الحوار الوطني، ما يعكس حرصه الشديد على المصلحة العامة للشعب المصري عبر إعلانه فتح الباب أمام الجميع لاستقبال الاستثمارات أو المقترحات لضمان المشاركة في جلسات الحوار الوطني التي انطلقت في الخامس من شهر تموز/ يوليو الحالي والمقرر استئنافها الأسبوع القادم”.

أقرأ أيضًا: باستثناء فصيل واحد.. السيسي يُعلن إطلاق الحوار الوطني للجميع