الأسواق في غزة.. الأولوية للأطفال والأضاحي مع قرب عيد الأضحى

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

تشهد أسواق قطاع غزة اقبالاً ضعيفاً إلى متوسط من قبل المواطنين على المحال التجارية لشراء الملابس ومستلزمات عيد الأضحى المبارك مع اقتراب أول أيامه في التاسع من شهر تموز (يوليو) الجاري.

ويختلف اقبال المواطنين من شخص لأخر في ظل تعدد طقوس استقبال العيد في القطاع، وشهرته بذبح الأضاحي، وإقامة الولائم، والزيارات العائلية.

المواطن محمد خلف (34 عاماً) تجول في محل العشي لملابس الأطفال في حي الرمال وسط مدينة غزة حاملاً طلفه بين يديه على أمل شراء ملابس مميزة له ليرتديها خلال العيد.

وقال خلف لمصدر الإخبارية إن “شراء الملابس سيقتصر على الأطفال كون الأضحى يتميز بذبح الأضاحي وتوزيعها على الأقارب والجيران أكثر من ارتداء ملابس جديدة على عكس عيد الفطر”.

وأضاف خلف أن “أهالي غزة يحتفلون في الأعياد كونها مصدر السعادة الوحيد لهم في ظل سوء الأحوال المعيشية، لافتاً إلى أن أسعار الملابس “في العلالي”.

وأشار إلى أن “فرحة العيد العام الحالي يسلبها استمرار سواء الاقتصادية وعدم مقدرة كثير من العائلات الفقيرة شراء ملابس ومستلزمات العيد في ظل ارتفاع الأسعار”.

وفي مكان ليس ببعيد عن حي الرمال، اشترت المواطنة أم محمد كحيل (41 عاماً) اثنين كيلو جرام من الشوكولاتة من محل الجيار وسط المدينة.

وقالت أم محمد لمصدر الإخبارية إن” العيد رغم خصوصية الأضاحي فيه إلا أنه لا يمر بدون تقديم الحلوى للمهنئين”.

وأشارت إلى أنها “لم تشتري لأطفالها ملابس للعيد العام الحالي بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، واكتفت بشراء الشوكولاتة”.

وفي السياق وصف التاجر أشرف قلجة إقبال سكان قطاع غزة على شراء الحلويات بالمتوسط مقارنة بالأعوام الماضية.

وأكد قلجة لشبكة مصدر الإخبارية على أنه رغم صرف رواتب الموظفين وجزء من مخصصات الشؤون الاجتماعية إلى أن جزء كبير من زائري المحلات والأسواق لا يشترون.

من جهته قال الخبير الاقتصادي معين رجب إن “هناك تفاوت بين الأسر في قطاع غزة على درجة الاقبال على الأسواق نتيجة اختلاف مدخولات الأفراد”.

وأضاف رجب في تصريح لمصدر الإخبارية أن “حالة الضعف في الأسواق سببها استمرار انهيار الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسب البطالة والفقر في المقابل، لكن العام الحالي يتميز بوجود فئات جديدة تغيرت أوضاعها الاقتصادية مع عمل 12 ألف عامل من القطاع في الأراضي المحتلة عام 1948”.

وأشار إلى أن “عمال غزة في الداخل المحتل أضافوا سيولة نقدية جيدة على الأسواق لكنها غير كافية لتعافي الأسواق بشكل كامل في ظل محدودة أعداد العمال وحالة الخوف في أوساط حملة التصاريح نتيجة عدم انتظام حركة عملهم ووجود اتفاق واضح حول ذلك”.

وأكد على أنه “لا زالت آلاف الأسر غير قادرة على تأمين حاجاتها اليومية والمتعففون كثر، كفئة مستحقي الشؤون الاجتماعية، حيث يمر عليهم العيد بطعم الألم نتيجة صرف 400 شيكل لهم فقط للمرة الأولى منذ أكثر من عام ونصف”.

وشدد على أن “ما يحدث فارقاً في حركة الأسواق في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة رواتب الموظفين، وغالبيتهم مثقلون في الديون، والقروض المصرفية وتصرف لهم أجزاء رواتب”.