سارة السّقا.. أول طبيبة في غزة تحصل على شهادة البورد الفلسطيني في الجراحة العامة

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

بعد 12 عاماً من الدراسة الجامعية والتدريب، حصلت الطبيبة سارة وائل السّقا على شهادة البورد الفلسطيني في تخصص الجراحة العامة، كأول طبيبة تنال هذه الدرجة العلمية على مستوى قطاع غزة.

مسيرة السّقا بدأت في العام 2009، بعد التحاقها بمقاعد الدراسة في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا المصرية، لتضطر للعودة إلى قطاع غزة بعد عام ونصف العام، لتستكمل مسيرتها في دراسة الطب في الجامعة الإسلامية.

وقالت السّقا في مقابلة خاصة مع شبكة مصدر الإخبارية إنه “على رغم صعوبة الانتقال من جامعة إلى أخرى ومعادلة المواد الدراسية، إلا أن إصرارها على تحقيق حلمها، جعلها تُنهي، سريعا، موادها الدراسية، وتتخرج من الجامعة الإسلامية في عام 2015 بدرجة امتياز، وتلتحق في برنامج البورد للجراحة العامة، لتزاحم نظرائها الأطباء الجراحين في غزة، في ظل عدم وجود أي طبيبة جراحة في مستشفيات القطاع”.

وأضافت السّقا لمصدر الإخبارية أن “أول تحدّياتها في بورد الجراحة، كان كسر قاعدة عدم وجود طبيبات في النظام، لتؤكد لجميع زميلاتها ومن يفكرون بالالتحاق به، بأنه يمكنهم خوض التجربة، وخدمة المرضى من النساء، وإجراء عمليات جراحية لهن، وأن الأمر لا يقتصر على الأطباء فقط”.

وأشارت السّقا إلى أن “ما عزز إصرارها على التخصص في الجراحة، إيمانها بأنه كما يوجد رجال يحتاجون لإجراء عمليات جراحية، هناك نساء أيضاً، ناهيك عن رؤيتها كثيرا من الإناث يفضلون العلاج من قبل طبيبات، ويرفضن، في بعض الأحيان، فحصهن وتقديم الخدمة الطبية لهن من قبل أطباء رجال”.

وشددت على أن “طريق النجاح ليس سهلاً، ولا وصول للهدف من دون عناء، ومن حق كل مريضة وجود طبيبة لعلاجها ومساعدتها”.

ولفتت السّقا إلى أن” تجربتها الأولى في إجراء عملية جراحية كانت في مجمع الشفاء الطبي خلال عدوان عام 2014 على غزة”.

ووصفت السقا شعورها “بسعادة كبيرة فور خروج المريض من العملية من دون آلم”.

ورأت السقا أن “تخصص الجراحة يحتاج إلى شجاعة خاصة، بعيدا عن الاستسلام لبعض مشاهد صعبة تواجه الأطباء خلال العمليات”.

وقالت إنها “على رغم عناءها الطويل بين التعليم الجامعي والتدريب العملي، ومشاركتها في بعض العمليات، والارهاق الجسدي والفكري، إلا أنها فخورة باستمرارها في مسيرتها العلمية والعملية من دون كلل أو ملل، وصولاً إلى حصولها على شهادة البورد الفلسطيني كأول غزية”.

ونوهت إلى أنها “تستطيع إجراء العديد من العمليات الجراحية، إلى جانب زملاءها، مثل استئصال الزائدة الدودية، والمرارة، وجراحة المريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والقولون، والكبد والبنكرياس، والقنوات الصفراوية، وغيرها”.

ودعت السّقا جميع الفتيات إلى “التحلي بالشجاعة والانخراط في جميع التخصصات، التي تتطلب دوراً مشتركاً من النساء والرجال على حد سواء، بعيداً عن الإحباط ونظرة المجتمع السلبية”.

وشكرت السّقا جميع من وقفوا إلى جنبها في مسيرتها العلمية، خصوصاً والدتها “صاحبة الفضل الأول والأخير” وأهدتها النجاح.