تغييرات استراتيجية في المنطقة بقلم معتز خليل

أقلام – مصدر الإخبارية
تغييرات استراتيجية في المنطقة باتت تؤثر على الفلسطينيين بالخارج، بقلم الكاتب معتز خليل، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:
أعتقد أن قضية استراتيجية يجب التطرق إليها عند الحديث عن التطورات السياسية من حولنا، وهي القضية التي كتبت عنها وسأكتب خاصة فيما يتعلق بعملية السلام الإسرائيلي مع الدول العربية، في ظل تطورات الحالة السياسية على الصعيد الإقليمي، وتواصل عملية السلام وقفزاتها على الصعيد الخليجي مع إسرائيل.
وتابعت، تقريرًا نشره موقع المورد نيوز العراقي يتحدث عن إلقاء القبض على رجل الأعمال “خضر الدن” عقب اتهامه بتسبب أنشطته التجارية في الكثير من الخسائر التي لم تتوقف، ومراكمة ديون عالية على التجار ممن يعمل معهم ويدين لهم بمبالغ كبيرة من المال.
صراحة، توقفت كثيرًا عند هذا التقرير، خاصة وأن الموقع العراقي يشير إلى أن إسرائيل صادرت أموال “الدن”، المقدرة بمئات الآلاف من الدولارات، وألقت باللائمة عليه في غسيل أموال لصالح كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
وقالت مصادر موثوقة، إن رجال الأعمال الذين تضرروا مالياً من قبل شركة دبي، يزعمون أن خضر الدن خاطر بأموالهم وأخفى علاقاتها التجارية بحركة حماس ويعمل على استرداد أموالهم.
صراحة هذا الكلام دقيق للغاية، ومن صميم العمل الوطني الفلسطيني البحث به، خاصة وأنه ويفرض علينا البحث في تداعيات هذه القضية، وهل بالفعل هذه القضية ذات مصداقية ولها تداعيات سياسية واقتصادية على الساحة الإماراتية؟
عمومًا، فإن هناك الكثير من الجهود التي تقوم بها القوى الفلسطينية بالخارج من أجل دعم حركة حماس، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية.
وكتبت مرارًا عن هذه القضية وتأثير ما يجري من تطبيع وسلام بين إسرائيل والدول العربية على الفلسطينيين، وبالطبع فإن هذا يُؤثر بصورة او بأخرى على الفلسطينيين دوما مع وثبات هذا التطبيع.
صراحة، فإن دقة تلك القضية دفعتني لسؤال الزميل والأستاذ نظير مجلي الإعلامي العربي في الداخل الفلسطيني والذي قال لي صراحة، إنه وبغض النظر عن هذه القضية فإن العلاقات بين الإمارات وإسرائيل تمت في اطار مصالح ثنائية مشتركة وجزء من مواجهة تحديات اقليمية تتعلق بأمن دول الخليج العربي مقابل النشاط الإيراني العسكري والأمني.
وأضاف مجلي إن هذه العلاقات لم تأتِ للمساس بالقضية الفلسطينية، وهي علاقات بين ندين متكافئين، ولذلك ينبغي أن يستثمرها الفلسطينيون لصالح قضيتهم، وليس صدفة أن القيادة الفلسطينية الرسمية تراجعت عن هجومها على الإمارات.
والحقيقة أن أبو ظبي ساندت القضية الفلسطينية كل عمرها، وفي الأوضاع الجديدة وجدتها تشترط على إسرائيل الغاء قرار ضم غور الأردن وشمال البحر الميت، حتى وافقت على دفع اتفاقات “ابراهام”.
وكفلسطيني، أثق بقيادات الإمارات والسعودية أنها لا تُفرط بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية، وتعرف كيف تُوازن ما بين مصالحها الوطنية ومصلحة القضية الفلسطينية، قضية العرب عمومًا فإن من الواضح هو وجود الكثير من التطورات المتعلقة بهذه القضية، وهو ما يفتح الباب لمناقشة مستقبل العلاقات الفلسطينية العربية على الصعيد الشعبي وتأثرها بالكثير من التطورات الجيوسياسية من حولنا.
انتهى حديث نظير لي ولكن لم تنتهِ القضية، هذه القضية المعقدة والمثيرة للاهتمام التي تؤكد أن الفلسطينيين مثلهم مثل أي فئة يتأثرون لما يجري حولهم في العالم، وهو ما يفرض علينًا كثيرًا من المرونة، حفظ الله فلسطين دومًا في حفظ التغييرات الاستراتيجية في المنطقة.
أقرأ أيضًا: ذكرى مؤلمة وأمنية صعبة للوحدة الفلسطينية/ بقلم: معتز خليل