انتخابات الصيادلة في غزة.. عرس ديمقراطي لم تغب عنه الخلافات السياسية

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

أُعلن في قطاع غزة عن فوز قائمة القدس في انتخابات نقابة الصيادلة دورة (2022-2025).

وشارك في الانتخابات قائمة القدس وتمثل حركتي “حماس” والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقائمة المستقبل التابعة لتيار الإصلاح الديمقراطي، فيما قاطعتها حركة فتح.

وحصدت قائمة القدس سبعة مقاعد، مقابل ستة مقاعد لقائمة المستقبل.

وجاء توزيع نتائج قائمة القدس على النحو الاتي: كتلة الصيدلي الفلسطيني (حماس) خمسة مقاعد، ومنتدى الصيدلي الفلسطيني (الجهاد) مقعد واحد، والتجمع الطبي الديمقراطي (الجبهة) مقعد واحد.

نسب القوائم

وقال رئيس كتلة الصيدلي الفلسطيني، سميح أبوحبل إن “إجمالي الأصوات المفروزة في انتخابات الصيادلة للعام 2022 بلغت 948 صوتاً، وحصلت قائمة القدس على نسبة 51.8% منها، مقابل حوالي 45% لمنافستها المستقبل”.

وأضاف أبو حبل، في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أنه “وفقاً للنتائج كانت 3.5% من الأصوات باطلة”.

وأوضح أبو حبل أن “قائمة القدس ستشرع في تطبيق برنامجها الانتخابي، بعد اختيار نقيب الصيادلة خلال الأيام القليلة القادمة، الذي يتضمن عشر نقاط، تشمل مشاريع القرض الحسن للصيدليات، والصيدلة المتميزة، والاجازة الأسبوعية، وصندوق التكافل الاجتماعي، وانشاء مركز تدريب وتعليم مستمر، وانهاء ظاهرة دخلاء المهنة، ومشروع الحقوق المهنية للصيادلة، ودعم وتأهيل الخريجين الجدد، وفتح أفاق عمل جديدة للصيادلة، وتعزيز هامش ربح الصيدلي”.

اختيار النقيب

ونفى أبو حبل، ترشيح نفسه لمنصب النقيب، نظراً لكونه “موظفاً في الخدمات الطبية العسكرية، ما يتنافى مع القانون، وسيجري اختيار نقيب أخر من القائمة بعد الاجتماع بين أعضائها قريباً”.

وأكد أبو حبل أن “البرنامج الانتخابي لقائمة القدس يتضمن أهم المشاكل التي تواجه الصيادلة، خصوصاً على صعيد حفظ كرامة الصيدلي، وضبط التسعيرة الدوائية، والاجازات الأسبوعية، وتنظيمها وتقديم أفضل الخدمات للجمهور”.

وشدد على أن “الفترة المقبلة ستشمل إعادة الروح للعمل الصيدلي، من خلال إعادة تأهيل الصيدليات المتعثرة نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والحصار الإسرائيلي، من خلال برنامج القرض الحسن، وفتح أفاق عمل جديدة للصيادلة تضم التسويق الدولي، والترجمة”.

ووصف أبو حبل “انتخابات الصيادلة في قطاع غزة بـ”العرس الديمقراطي، القائمة على الشراكة بين الصيادلة على اختلاف توجهاتهم التنظيمية، بشهادة المؤسسات الحقوقية ووزارة العدل الفلسطينية”.

خطط للارتقاء بالعمل الصيدلي

بدوره، كشف مسئول قائمة المستقبل محمد دردونة عن “خطة القائمة القادمة للارتقاء الصيدلي بعد حصولها على ثقة عدد كبير من الصيادلة، من خلال تطوير التأمين الطبي، وبناء شراكة مع القطاع الطبي الخاص، وفتح أفاق التشغيل واستيعاب الكوادر المهنية في الدول العربية الشقيقة”.

وقال دردونة، في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، إن “الخطة تتضمن أيضاً انشاء صندوق التكافل الاجتماعي، وضبط الأجور ووضح حد أدنى لها من خلال عقود عمل قانونية معتمدة من النقابة، وتخفيض الرسوم الحكومية والضرائب المفروضة على الصيادلة، وتفعيل نظام التسعيرة الدوائية”.

وأضاف دردونة أن “الخطة تتضمن تعزيز الوحدة بين جميع الصيادلة على اختلاف انتماءاتهم التنظيمية، وحل مشاكلهم من خلال تشكيل مجلس استشاري من الصيادلة كبار السن، ذوي الخبرة مهمته اسناد النقابة وتعزيز قدراتها”.

وأشار إلى أن “الأصوات التي حصدتها القائمة جاءت نتاج عمل ثلاث سنوات سابقة، تضمنت الوقوف إلى جانب الصيادلة في قطاع غزة بمختلف انتمائهم السياسية، وحمل مشاكلهم وهمومهم”.

رغبة في التغيير

وأكد أن “النتائج أظهرت رغبة كبيرة بين جموع الصيادلة وأبناء الشعب الفلسطيني في التغيير للأفضل، بما يلبي طموحاتهم، والارتقاء بالمهنة”.

وشدد على أن “الدعم الكبير الذي حظيت به قائمة المستقبل مقارنة بالقوائم الأخرى جاء لضمها شخصيات مشهود لها بالخبرة في العمل الصيدلي والنقابي والتنظيمي”.

ولفت دردونة إلى أن “الصيادلة لمسوا وقوف تيار الإصلاح الديمقراطي إلى جانبهم في كل فعالياتهم، ومشاكلهم على مدار الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، وجائحة كورونا، واحتفالاتهم بيوم الصيدلي العالمي”.

مقاطعة فتح

وكانت حركة “فتح” أعلنت رفضها المشاركة في انتخابات نقابة الصيادلة، واصفةً إجراءها بأنه “غير قانوني، وعدم اعترافها بنتائجها”.

ودعت “فتح”، في وقت سابق، أنصارها إلى “عدم المشاركة في الانتخابات”، معتبرةً أنها “انتهاك فاضح للقانون والعُرف النقابي والمهني، وتحمل مخاطر تصب في مصلحة الانقسام”.

وقالت إنها “ستعمل مع مجلس نقابة فلسطين- القدس في المحافظات الشمالية بدمج جميع الصيادلة الراغبين بالانتساب للنقابة والحفاظ على حقوقهم ومساواتهم مع زملائهم في الضفة الغربية في جميع الحقوق”.

رفض سياسة التفرد

من جهته، اعتبر رئيس لجنة الانتخابات في تيار الإصلاح الديمقراطي أشرف دحلان “عدم مشاركة حركة فتح بالانتخابات استمراراً لسياسات المتنفذين فيها لاقتصار المناصب القيادية على أشخاص بعينهم”.

وقال دحلان، في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، إن “تنظيم الانتخابات بعيداً عن نتائجها والحرص على إجراءها يدل على رغبة الشعب الفلسطيني بكل أطيافه في التغيير في ظل الأثار الكارثية التي خلفها الانقسام”.

وأضاف دحلان أن “التيار عبر من خلال مشاركته في الانتخابات عن حرصه وايمانه بضرورة تنظيمها في مختلف المؤسسات الوطنية والنقابية والتشريعية والنظام السياسي، بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني”.

وأشار إلى أن “الفكرة في المشاركة ليس حصد المقاعد بل تعزيز الشراكة والتوافق الوطني، وهو ما ظهر بين الأحزاب المتنافسة من حماس والجهاد والجبهة الشعبية والتيار، بعيداً عن تفرد تنظيم معين”.

فرصة للشعب الفلسطيني

وأكد أن “الانتخابات تعطي فرصة للشعب الفلسطيني لاختيار من يمثله على الأصعدة كافة”، معتبراً أن من يعطلها “يسعى إلى اختزالها في ذاته”.

واستغرب مقاطعة حركة “فتح” للانتخابات، معتبراً أن “الانتخابات كانت ستأخذ منحى أخر في حال شاركت فتح، لاسيما بقائمة موحدة”.

وشدد دحلان على أن “تيار الإصلاح جزء لا يتجزأ من حركة فتح ونجاحاته الأخيرة جاءت نتيجة ملامسته للجماهير الفلسطينية بكل طبقاتها وتوجهاتها”.