للمرة الأولى في غزة.. ابتكار روبوت بشري بأيدي طلبة يساعد الأطفال على التعلم

سماح شاهين- مصدر الإخبارية
رغم الحصار والدمار وقلة الإمكانات، تمكنت طالبتا مدرسة من قطاع غزة المحاصر من التفوق في مجال التكنولوجيا والابتكار باختراع روبوت بشري محلي الصنع، تحت إشراف عدد من المهندسين.
الطالبة في مدرسة “المتميزون” بغزة لمار أبو هنود (13 عامًا) إحدى صانعات الروبوت، تقول لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، إنّ فكرة اختراع الروبوت البشري تعود إلى اليابان، حيث ساعد اليابانيون في أمور كثيرة منها ما تم الاستفادة منه في دور المسنين والجامعات.
وتُشير أبو هنود إلى أنّها كانت على إطلاع على آلية عمل الربوت، حيث تمت صناعته أولًا في طوكيو، وتم بيع 12000 نسخة منه في أوروبا، مضيفًة “نحن الآن في مرحلة أن يتعلم الروبوت المشي وقراءة الطالب قبل دخوله إلى لمدرسة”.
وتتابع: “رؤيتنا لمهام الروبوت ومدى مساعدته للإنسان والحياة، ألهمتنا بأن نقوم بصناعته داخل أول مؤسسة تعليمية متخصصة في فلسطين”.
وتردف: “بدأنا بمساعدة المهندسين، وقمنا بتجميعه قطعة قطعة حتى توصلنا لحركته وتكامله”، لافتًة إلى أنهم يعملون الآن حتى أن تكتمل حركته ويتكلم.
وتؤكد أبو هنود أنّ هذا الإنجاز فخر فلسطيني، شاكرة المدرسة التي سمحت لهم بالعمل على هذا المجسم وتكثيف قدراتهم في صناعته.
المبتكرة الأخرى يارا اليازجي (13 عامًا)، وضحت لـ”شبكة مصدر الإخبارية”، أنهم استخدموا أدوات المجسم التي وفرتها لهم المدرسة، أما الإلكترونيات لم يصلوا مرحلتها بعدّ، تحت إشراف المهندسين في المدرسة.
وأضافت اليازجي: “من المحبب لنا إكمال هذا العمل لأن يكون جاهزًا كُليًا للحديث والحركة والتطوير”.
وعبرت عن أمنيتها بأنّ يساهمن في انتشار التكنولوجيا بقطاع غزة، وأن يقومن بتعليم طلبة آخرين كما تم تعليمهن وتطوير ذكائهن بالاتجاه الصحيح.
واعتبرت الوصول لهذا المجسم بهذا العمر إنجاز عظيم إلى أن نصل لشكله النهائي، ونصنع الكثير منه.
وتوجهت بنصيحة للطلبة في عمرهن بأن يحبوا التكنولوجيا وينظروا لها أنها المستقبل ويتوجهون إليها، مقدمًة شكرها للمدرسة لأنها حاضنة متميزة أثبتت جدارتهن.
رؤية مستقبلية
ديانا مرتجى مديرة مدرسة المتميزون الحديثة، تُؤكد أنّ المدرسة تدعم الجانب التكنولوجي والذكاء الاصطناعي عند الطلبة بكافة الأشكال المعنوية والمادية؛ لتزيد من مهاراتهم المستقبلية.
وتنوه إلى أن الروبوت نتاج وحصاد سنين طويلة لعمل الطلبة المتميزين في التكنولوجيا والبرمجة والذكاء الاصطناعي، أظهر قوتهم وذكائهم، مؤكدة أن القادم سيكون أقوى وأفضل.
وتردف مرتجى: “المدرسة وطلبتها سيتخطون المخاطر والظروف الداخلية والخارجية”، موضحًة أن المدرسة ستقوم بمعارض سنوية للمهارات والأعمال التكنولوجية.
وتعتبر مدرسة المتميزون الأولى على مستوى قطاع غزة التي تبتكر الروبوت، وهو أول اختراع بغزة في ظل الظروف الصعبة والتكاليف العالية لصناعته، عدا عن الحصار الإسرائيلي الذي يمنع دخول بعض المواد والأدوات المهمة لعملية تصنيعه.