حسين الشيخ.. مهمة صعبة ودقيقة بقلم معتز خليل

أقلام – مصدر الإخبارية
حسين الشيخ.. مهمة صعبة ودقيقة بقلم معتز خليل، وفيما يأتي المقال كاملًا كما وصلنا:
جاء قرار تعيين الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحسين الشيخ، ليكون أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بديلاً للراحل صائب عريقات، ليثير عدد من الأسئلة الدقيقة في هذه المرحلة.
أول هذه الأسئلة هي توقيت الإعلان، حيث تواجه السلطة الفلسطينية الكثير من التحديات السياسية المهمة لعل أبرزها حجم الهجوم الذي تتعرض له والتحديات بداية من موجة السلام بين إسرائيل والدول العربية، وهو السلام الذي انتقدته عدد من الدول العربية ورأت أنه يمثل حمل ثقيل لافت عليها.
بالإضافة إلى معرفة الإسرائيليين بهذا الخبر قبل ساعات من الإعلان السياسي الفلسطيني عنه، وعلى سبيل المثال أعلنت صحيفة يديعوت أحرونوت ووالا عن تفاصيل هذه الخطوة منذ الصباح الباكر، في الوقت الذي لم تتحدث فيه السلطة إلا ببيان مقتضب نشر بعد النشر الإسرائيلي بساعات موضحًا تعيين الشيخ في هذا المنصب.
بالإضافة إلى ذلك هناك أيضا هجوما سياسيا شرسا على السلطة الفلسطينية، بداية من تواصل المسيرات الاستفزازية للاحتلال في باحات الأقصى، ومنح القضاء الإسرائيلي للمستوطنين حرية إقامة الشعائر الدينية في باحات الأقصى، وإقامة الصلوات التلمودية المختلفة لها.
مصادر سياسية أشارت إلى وجود قرار رسمي صدر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن تكليف الشيخ في المنصب، بعد نحو عام ونصف من فراغه إثر وفاة كبير المفاوضين الفلسطينيين السابق صائب عريقات.
وأشارت المصادر، وبحسب بعض من وسائل الاعلام العربية، إلى أن الشيخ كان عملياً يمارس منصب أمين سر اللجنة التنفيذية منذ أشهر بتكليف شفهي من عباس قبل أن يتم حسم الأمر رسمياً.
ويظهر هذا من خلال التصريحات السياسية التي يطلقها الشيخ بين الحين والآخر والتي تنتقد وتهاجم إسرائيل، بل وتنتقد أيضا بعض من التوجهات الفلسطينية الداخلية، وفي أبرز تغريداته خلال الآونة الأخيرة علق الشيخ على “مسيرة الأعلام” المرتقبة يوم الأحد قائلا: “دخلنا مرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال”.
وكتب عبر “تويتر”، “إن استباحة المستوطنين للأراضي الفلسطينية ومسيرة الأعلام (للمستوطنين) في القدس الشرقية، واستمرار القتل والهدم والاعتقال والاستيطان تنذر بأننا دخلنا مرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال وصمت وعجز دولي”.
المثير للانتباه هنا أن الكثير من الانتقادات، وجهت لهذه الخطوة بدعوى أن الشيخ يقف على رأس أعلى قوة مدنية فلسطينية تنسق مع إسرائيل، وهو ما يعني مزيدًا من ترسيخ التنسيق والتعاون بين السلطة وإسرائيل.
بالإضافة إلى نقطة أخرى وهي توجيه انتقادات لأسلوب إدارة الشيخ لهذا التنسيق، والمطالبة بضرورة وقفه وتجميده، والمعروف أن الشيخ حضر إلى جانب رئيس المخابرات، ماجد فرج، معظم اجتماعات عباس مع مسؤولين إسرائيليين، العام الماضي، وهو ما يمثل أهمية بالغة وتمهيد سياسية له.
وفي مقابل ذلك، هناك الكثير من التحديات التي تواجه الشيخ في هذا المنصب، لعل أولها أنه بالفعل بات أمام تحدي ضخم، بل وأرث كبير خلفه السياسي الكبير صائب عريقات الذي وافته المنية بسبب مرض عضال منذ أكثر من عامين، الأمر الذي يزيد من دقة وخطورة هذه القضية والخطوة.
أقرأ أيضًا: قادة تاريخيين وثورات وطنية.. بقلم/ محمد جبر الريفي