دويك يكشف تفاصيل المبادرة المُقدمة لإنهاء إضراب معلمي الضفة الغربية

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي
كشف المدير العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان د. عمار دويك، تفاصيل المبادرة التي تبنتها الهيئة بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المحلي والهيئات المعنية لإنهاء إضراب المعلمين في المحافظات الشمالية، احتجاجًا على تدني الرواتب وعدم المساواة في تلقي الأجور والترقيات بالسُلم الوظيفي.
وقال دويك: إن “الهيئة تابعت منذ اللحظة الأولى إضراب المعلمين والمعلمات في محافظات الضفة الغربية وكانت تأمل حَل الموضوع مِن خلال الحوار المباشر بين الحكومة الفلسطينية والمعلمين أنفسهم”.
وأضاف خلال حديثٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “بعد مرور 50 يومًا من الإضراب دون التوصل لحل، شعرت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان أن العملية التعليمية بدأت تدخل في منحنى مُقلق، واستشعرت الخطر إزاء امكان عقد اختبارات الثانوية العامة “التوجيهي” في موعدها المُحدد، وسطَ مطالباتٍ من أولياء الأمور للهيئة المستقلة بضرورة التدخل لإنهاء الأزمة القائمة”.
وأشار دويك إلى أن “الهيئة المستقلة شكّلت تحالفًا واسعًا مع المؤسسات التربوية والأهلية والحقوقية والشخصيات الأكاديمية الفلسطينية لمتابعة القضية، وتخلل ذلك عقد لقاءاتٍ مُكثفة مع وزارة التربية والتعليم، اتحاد المعلمين، وعدد كبير من المعلمين والمعلمات المُضربات، والنشطاء وممثلي الحراكات واستمعنا إلى مطالبهم من أجلِ وضعِ حلٍ منطقيٍ ومُرضٍ لجميع الأطراف مع الأخذ بعين الاعتبار المطالب المشروعة والمُحِقة للمعلمين المُضربين”.
وأردف: “كان هناك إشكال متعلق بالتمثيل النقابي، وفي إعطاء المعلمين مكاسب مالية، في ظل الظروف المالية الصعبة التي تمر بها السلطة الفلسطينية ووزارة المالية”.
وأوضح دويك: “بعد الاستماع إلى المعلمين والمعلمات، قمنا ببلورة رؤية من عِدة نقاط، إلّا أننا لم نتلقَ في بداية الأمر ردًا إيجابيًا مِن قِبل الحكومة الفلسطينية، ما نتج عنه استمرار الأزمة وتفاقهما، لتسارع الحكومة عبر رئيس الوزراء د. محمد اشتية ووزير التربية والتعليم د. مروان عورتاني إلى التجاوب مع المبادرة المطروحة لإنهاء الإضراب واحتواء الموقف”.
وأكد: “لمسنا حرصًا إيجابيًا لدى الحكومة الفلسطينية واتحاد المعلمين والمضربين أنفسهم تجاه إنهاء الأزمة في أسرع وقت، لإدراك الجميع خطر استمرارها على العملية التربوية وحق الطلاب في التعلم، حيث أبدى الجميع تفهمًا وسعيًا مُقدرًا لاحتواء الأزمة وحلها”.
ولفت إلى أن “الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بالتعاون مع شركائها استطاعت تقديم حلول معقولة لاقت قَبول الجميع، رغم أن المبادرة لا تُلبي جميع مطالب المعلمين المُحقة لكنها تُحقق مكتسبات مُهمة يُمكن البناء عليها، إلى جانب مكتسبات استراتيجية تتمثل في تنظيم تمثيل المعلمين النقابي بحيث تُجرى انتخابات حقيقية وتمثيلية لجميع المعلمين في إطار الاتحاد”.
وتابع دويك: “كما تضمنت المبادرة المُقدمة، الدعوة إلى تنظيم مهنة التعليم بحيث تتحول لمهنة وليس وظيفة ليترتب عليها مكاسب مالية، إضافة لإقرار علاوة 15 % بحلول عام 2023 و 5 % 2024″.
ودعا، إلى ضرورة إنجاح المبادرة المُقدمة مع أهمية استكمال باقي الإجراءات مع المعلمين الذين أبدوا مرونة عالية في الاستجابة للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان والمؤسسات التربوية الشريكة، وعادوا إلى مدارسهم اليوم الأحد”.
وأوضح، أن “الهيئة المستقلة وشركائها ستقوم بالمتابعة مع المعلمين للتأكد من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في إطار المبادرة، خاصة وأن بعض بنود المبادرة مُؤجل للعام القادم وما بعده، ما يستدعي المتابعة والضغط على الأطراف المعنية لضمان استمرار العملية التعليمية”.
وكان وزير التربية والتعليم مروان عورتاني قال في بيانٍ صحفي: “استنادًا إلى إعلان دولة رئيس الوزراء الفلسطيني د. محمد اشتية الموافقة على مبادرة المؤسسات والفعاليات الوطنية والمجتمعية والتربوية والأهلية، والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، فإن الوزارة ستُباشر العمل مع جميع الشركاء ذوي العلاقة من أجل تطبيق بنودها”.
ودعا وزير التربية والتعليم د. مروان عورتاني، “جميع الزملاء والزميلات المُعلمين والمعلمات للعودة إلى مدارسهم وانتظام المسيرة التعليمية كالمعتاد”.
أقرأ أيضًا: هل سيُعلق حراك المعلمين إضرابه بعد وعود اشتية ووزير التعليم؟