عامٌ على كابوس الموت.. سوزي اشكنتنا: الناجية التي لن تنسى مجزرة شارع الوحدة

خاص – مصدر الإخبارية

“نمنا أنا وأخي زين وحملَنا والدي لننام بجانب والدتي، استيقظنا لنجد أنفسنا تحت الركام، لم أعرف ما حصل إلا أن البيت سقط علينا”، بهذه الكلمات بدأت الطفلة سوزي اشكنتنا الحديث عن ليلة مجزرة شارع الوحدة بغزة، خلال العدوان الأخير على غزة أيار (مايو) الماضي.

بصوت يرتجف أكملت سوزي قصتها لشبكة مصدر الإخبارية بالقول: “ناديت والدي أنا وأخي وكنا نبكي، لكنه لم يسمعنا، من كثرة الغبار أغمضت عيناي ونمت مجدداً،  استفقتُ ووجدتهم يخرجونني من تحت الركام”.

وتابعت: “عشر ساعات وأنا تحت الأنقاض والرمال، كنت أسمع صوت أختي وهي تنادي على والدي، وأخي زين لا يكف عن البكاء من الخوف، أمسكت به وحاولت تهدئته دون جدوى، والحجارة فوقنا من كل مكان”.

وأردفت: “اعتقدت أن والدتي على قيد الحياة، وكنت أتمنى أن يبقى أحد من إخوتي معي وأمي التي كانت تحبني وتلعب معي، هم غير موجودين الآن ولم يبقَ لدي أحد”.

وأضافت: “لا أنساهم أبداً وحزينة لفقدهم وكل مرة أذهب لزيارتهم في القبور أتألم لفقدهم، أتمنى رؤيتهم جميعاً، كنا نلعب وسعيدين، قبل أن يحرمنا الاحتلال الطفولة دون أي ذنب”.

سوزي اشكنتنا صاحبة السبعة أعوام، أكدت أنها لم تعد أخاف من القصف، حيث أصبحت قوية بعد الحرب، مضيفة: “بعد ما مر فينا ماذا سيحصل أكثر؟ فوالدي علمني أن أكون قوية”.

“لم يبقَ من أحفادي سوى سوزي”

من زاوية أخرى، تروي أم رائد اشكنتنا جدة الطفلة سوزي والتي تعيش في المنزل المجاور لبناية ابنها مباشرة، مجزرة تلك الليلة، قائلة: “صوت القصف كان خفيفاً ليلتها، شربنا قهوتنا وكنا نلعب مع الأطفال وزين وسوزي مستيقظان، وكانت والدتهم تصلي”.

وتتابع الجدة لشبكة مصدر الإخبارية: “غادرنا لمنزلنا ولا نعلم ما سيحدث، فجأة بعد منتصف الليل سمعنا قصف قريب جداً منا، لدرجة أننا اعتقدنا أنه في منزلنا، نظرت للسماء فوجدتها تضيء بالصواريخ التي لا نعلم أين تسقط، وكأن القيامة قامت!”.

وبصوت مليء بالدموع تردف: “آخر صاروخ نزلقريب جداً، فتحت الشباك لأرى الرمال تدخل في عيني، كان منزل ابني هو الذي انقصف، الجيران يخرجون ويصرخون من الخوف في كل مكان، هربنا معهم إلا أننا لم نجد عمارة ابني، ولا أبناءه ولا عائلته”.

وتستأنف أم رائد: “كنت أظن أن ابني استشهد في البداية، حيث كان غارقاً بالدماء والغبار، أغلقت عيناي كي لا أراه، إلا أنه كان على قيد الحياة، ووجدنا حفيدتي سوزي لا زالت أيضاً على قيد الحياة، فرحنا لذلك إلا أنها كانت في حالة صدمة ولا تنطق بأي حرف”.

وتضيف: “هربنا جميعاً إلى المستشفى، وصلت حفيدتي دانا واعتقدت أنها على قيد الحياة إلا أنها كانت مستشهدة، ثم وصل حفيديّ لانا ويحيى، اللذان استشهدا أيضاً، أصبحنا نبكي ونصرخ من الصدمة، ليأتي حفيدي زين بعدها وهو مستشهد، من شدة الصدمة لم أبكِ عندما رأيته، كانت روحي معلّقة فيه”.

وتتساءل جدة الأطفال: “لماذا يحرم أطفالنا من الحياة كأي أطفال في العالم؟ أصبحوا يخافون من أي قصف أو أي صوت، لماذا نعيش بخوف ونحرم أهلنا وأحبتنا؟”.

وتستنكر الجدة المكلومة على أحفادها ووالدتهم، عدم محاسبة الاحتلال على مجزرة شارع الوحدة، بعد مرور عام عليها.

سوزي اشكنتنا

امتناع عن الكلام.. هذا ما عانته سوزي اشكنتنا

“من الصعب تخطي المحنة”، هذا ما أكده رياض اشكنتنا والد الطفلة سوزي في حديثه  عن حالة ابنته الناجية الوحيدة من المجزرة,

وأكد رياض أن ابنته عانت من مضاعفات وامتناع عن الكلام واكتئاب، مردفاً: “هذا جعلنا نكون أقوياء أمامها حتى لا تتعرض لمشاكل أكبر”.

ولفت إلى أن ابنته كلما تقدمت في العمر تشعر بالفقد أكثر لوالدتها وإخوتها، متابعاً: “عندما ذهبت سوزي للمدرسة شعرت بالألم لأن والدتها لم تكن بجانبها كباقي الأطفال، مما فاقم المعاناة لديها وهي لا تستطيع التعبير عما يجول بداخلها، إلا أنها لن تنسى ما حصل”.

وأكد والد الطفلة سوزي اشكنتنا أن “أطفالنا يعيشون وهم أموات، الاحتلال قتل المستقبل في قلوبهم وهم يحملون صدمات كبيرة”.

اقرأ أيضاً: بعد عام على العدوان.. الميزان يُطالب المجتمع الدولي باحترام التزاماته