برنامج كاميرا خفية بغزة يتحول لمأساة حقيقية!

غزة – مصدر الإخبارية

تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، يُظهر أحد الخريجين وهو يتحدث بُحرقة دون معرفته بوجود كاميرا خفية في المركبة التي كان يستقلها خلال تصوير أحد البرامج الرمضانية في قطاع غزة.

وفي التفاصيل، انتشر مقطع فيديو خلال الساعات الماضية، يُظهر جانبًا من برنامج “جيت لحالك” والذي يُقدمه الفنان الكوميدي إسلام أيوب برفقة مصور قناة الكوفية الفلسطينية أحمد أبو راس، حيث تقوم فكرة برنامج الكاميرا الخفية على تصوير “مقالب” عَفوية مع المواطنين في قطاع غزة.

وبدء عرض البرنامج منذ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك، ويضم 30 حلقة، إلا أن الحلقة التي عُرضت أمس الأحد، كان لها تأثيرًا مختلفة ليس بالفكاهة والكوميديا، إنما هي بصرخة المواطن محمد أبو سعدة والذي عرض معاناته مع الفقر والبطالة.

وخلال الحلقة 23 من الجزء الثاني للبرنامج حلّ المواطن أبو سعدة “الراكب” الضحية في البرنامج، إلا أنه سرعان ما انفجر وبدأ في عرض معاناته قائلًا: “يا زلمة أنا كل غزة، كل العالم عليَّ، مسكرة في وجهي من كل الدنيا، اللي بحكي معاك مش بني أدم عادي، مش انسان هيك مسكين درويش، اللي بحكي معاك متعلم، مثقف، خريج”.

وتابع شاكيًا همه بعفوية مُطلقة: “عندي 37 شهادة ومخلص علم نفس، وبقف مع الناس وبساعدهم، ومسكرة الدنيا كلها في وجهي يا زلمة، الشغلة شغلة مبدأ مش شغلة شيكل، بس الانسان كرامة، أنا مش كرهان الك الرزقة، لكن احترم أدميتي يا راجل”.

وأردف: “يعني بيكفي جاي رمضان وجاي عيد وجاي التزامات، وأنا واحد من الناس معدوش شغل معندوش مصاري ولا مصدر، ربك الستّار، كل هالشهادات وكل هالامكانيات وكل هالتعب، كل التطوع وكل الدرجة العلمية يلي وصلت الها، وبكل أسف ولا مصدر دخل، لا موظف رام الله ولا غزة ولا شؤون، حتى المنحة القطرية استكثروها عليًّ، وأنت كمان بدك تقولي إنزل ارحمني يا راجل”.

وأضاف: “الي 3 سنوات ما أشتغلتش ولا يوم، متزوج وعندي 3 ولاد الله يخليلك، فاتح بيت أنا، وربك ستار، ما بديش مساعدات أنا بدي شغل، أنا مش شحاد يا عمي، أنا تعبان يا عمي شغل السيارة وامشي”.

جدير بالذكر أن قطاع غزة يُعاني أوضاعًا إنسانية قاسية، نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والحصار المُطبِق المستمر للعام السادس عشر على التوالي”.

وفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن نسبة الأسر الفلسطينية الواقعة تحت خط الفقر ارتفعت إلى أكثر من 64% في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بداية انتفاضة الأقصى وحتى بداية شهر إبريل / 2001، وهذا يعني أن أكثر من مليوني فلسطيني أصبحوا يعيشون تحت خط الفقر.

فيما توزعت النسبة بواقع 55.7% من الأسر الفلسطينية في الضفة الغربية تعيش تحت خط الفقر، مقابل 81.4% من الأسر الفلسطينية في قطاع غزة تعيش تحت خط الفقر، ما يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.