محللون: المقاومة تُراكم إنجازاتها والاحتلال بات عاجزًا أمام مجتمعه الإسرائيلي

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

يرى مختصون ومحللون للشأن الفلسطيني، أن المقاومة المُسلحة نجحت في تثبيت قواعد الاشتباك خلال جولات التصعيد التي شنها الاحتلال خلال الساعات الماضية، وكان يُراد مِن خلالها ترميم صورة الجيش الإسرائيلي أمام المجتمع الصهيوني.

مصدر الإخبارية، سارعت بالتواصل مع المحلل السياسي مصطفى الصواف للحديث عن قراءته للتصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة ورد المقاومة عليه قائلًا: إن “ما حدث الليلة ليس غريبًا على شعبنا الفلسطيني خاصةً وأن الأمور على أرض الواقع لا تُوافق هوى الاحتلال، مضيفًا: أن “غارات الاحتلال على غزة تُؤكد تخبطه وبدء المقاومة في تحقيق أهدافها”.

وأشار إلى أن “ما حدث ليس أمرًا جديدًا، والاحتلال قام كعادته بقصف المواقع والأماكن الفارغة وهي سياسةٌ مُتبعة ألفها الفلسطينيون ولم يستكينوا لها، وهذا بدأ واضحًا برد المقاومة على القصف الإسرائيلي باستهداف مستوطنات غلاف غزة، ما تسبب في إرباك المستوطنين وتخبط المستوى السياسي والأمني لدى الاحتلال”.

وأكد الصواف خلال حديث لمصدر الإخبارية، أن “كافة القضايا المتعلقة في مقاومة الاحتلال مرتبطة في بعضها البعض حيث حققت المقاومة الفلسطينية انتصارًا جديدًا بدون قطرة دماء مِن خلال منع مسيرة الأعلام مِن الوصول للبلدة القديمة، وقبلها منعت سلطات الاحتلال مِن السماح للمستوطنين بذبح القرابين خلال ما يُسمى عيد الفصح اليهودي“.

ولفت إلى أن “المقاومة تُراكم إنجازاتها المُحققة في ظل الصراع مع الاحتلال، حيث كان “الأخير” يُنفذ ما يُريده ضد شعبنا الفلسطيني في السابق، لكن اليوم ومع تهديدات المقاومة واستبسال المقدسيين بالدفاع عن القدس والمسجد الأقصى بات يحسب ألف حساب لشعبنا الثائر ومقاومته الباسلة”.

من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو زهري: إن “الاحتلال الإسرائيلي يُحاول مِن خِلال قصفه لمواقع المقاومة بغزة استعادة شيء من الردع بعدما ظهر عاجزًا أمام جمهوره الداخلي والأحزاب الإسرائيلية عبر منعه وصول المستوطنين إلى القدس وإفشال مسيرة الأعلام ومِن قبلها منع ذبح القرابين”.

وأضاف خلال حديثٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “كل ما سبق يُؤكد أن الاحتلال بات مردوعًا أمام المقاومة وتهديدات حركة حماس وعاجزًا عن حماية المستوطنين أو السماح لهم بتنظيم مسيرة الأعلام أو فعاليات مُشابهة يُعلن عنها اليمين المتطرف”.

وأكد أبو زهري أن “الاحتلال كان حريصًا خلال قصفه لقطاع غزة الليلة على استهداف المناطق الفارغة لتفادي إيقاع خسائر بشرية أو قصف أماكن حيوية، لتجنب اندلاع جولة جديدة من التصعيد ويكون ذلك ذريعة للمقاومة الفلسطينية للرد بشكلٍ مُوسع على المستوطنات والمواقع الإسرائيلية”.

ولفت إلى أن “المقاومة الفلسطينية نجحت في تحقيق نصرًا إضافيًا لما حققته خلال معركة سيف القدس، وأثبتت أن قواعد الاشتباك التي رسختها خلال المعركة العام الماضي ما زالت حاضرة وذلك لم يُكلفها عدا التلويح بالقوة والتهديد دون الحاجة لاستخدام الصواريخ أو أيًا من قدراتها العسكرية القتالية تجاه الاحتلال ليُظهر ارتداعه وخوفه من العودة لسيناريو التصعيد كما العام المنصرم”.

ونوه إلى أن “الاحتلال كان يعلم الثمن لتمرير مسيرة الأعلام وذبح القرابين بأنه سيؤدي لجولة تصعيد جديدة تُطلق خلالها المقاومة الفلسطينية مئات الصواريخ على الأهداف الكُبرى والحيوية داخل دولة “الكيان”.

وأوضح أن “الاحتلال الإسرائيلي كان يعتقد أنه بإمكانه الاستمرار في قصف مواقع المقاومة بغزة، لكن سرعان ما تفاجئ بتعرض طائراته الحربية الإسرائيلية لاستهداف مِن قِبل المقاومة بصواريخ أرض جو :ستريلا” الروسية للمرة الأولى، ما تسبب في تعرض مَهام سلاح الجو لمَخاطر حقيقية وكبيرة وأربك حساباته العسكرية والأمنية”.

وبيّن “الاحتلال الإسرائيلي رأى هذه الليلة أن المقاومة الفلسطينية ردت بأنواعٍ مختلفة من المضادات كان جزءًا منها الإطلاق غير الصاروخي المتمثل في الطلقات النارية التي أصابت مستوطنات و”كيبوتسات” غلاف غزة وتسببت بحالة إرباك لدى منظومة القبة الحديد”.

وأردف: أن “الاحتلال الإسرائيلي اعتقد الإطلاق غير الصاروخي هو رشقات صاروخية ما دفعه لتصحيح الأخبار التي أوردها إعلامه العبري، ما يعني تخطبه وضعفه وهشاشه منظومة الأمنية، إلى جانب أن القبة الحديد صُممت لتصدي الصواريخ لكنها استجابت وأطلقت عشرات الصواريخ لمواجهة طلقات الدفاع الجوي التابع للمقاومة الفلسطينية”.

من ناحيته اعتبر الباحث في مركز القدس للشؤون العامة يوني بن مناحيم، أن “السياسة الأمنية الفاشلة لحكومة بينيت-لابيد-غانتس، أدت إلى تآكل الردع ضد المنظمات المسلحة، وإلى الاستسلام في القدس، مضيفًا وفق الإعلام العبري: “نحن في بداية القصة، نمر بأسابيع صعبة من الناحية الأمنية مع حكومة ضعيفة ومتأرجحة”.

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي، قصف موقعين تابعين للمقاومة الفلسطينية جنوب مدينة غزة ووسط القطاع، دون أن يُبلغ عن وقوع مصابين في صفوف المواطنين، عدا أضرار مادية لحقت بالمنازل المجاورة.

أقرأ أيضًا: قيادي بالمقاومة: لدينا ما يُفاجئ الاحتلال ونُحمّله مسؤولية التصعيد