الملوخية حاضرة على موائد الفلسطينيين أول أيام رمضان.. فما قصتها؟

سماح شاهين- مصدر الإخبارية
لم تتخلَ الفلسطينية سناء أبو جمعة، عن عادة تقديم وجبة الملوخية “الملوكية” في اليوم الأول من شهر رمضان المُبارك، كتقليد سنوي التزمت بتكراره في كل عام، إذ تستبشر بالوجبة ذات اللون الأخضر، في استفتاح الشهر الكريم.
وتقول سناء أبو جمعة لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إنّها اعتادت على أن تطهو الملوخية استفتاحاً لأيام الصوم، دوناً عن مختلف أصناف الطعام، التي يتم تقديمها خلال الإفطار اليومي على مدار الشهر.
وتشير إلى أنّ التقليد السنوي محاولة للحفاظ على العادة الأُسرية، التي تشاركها فيها نسبة كبيرة من الجيران والأقارب.
وتتنوع طرق طهي “الملوخية” في كل بيتٍ فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، فلكل “شيخ طريقته”، ولكل “امرأة نَفَسَها في الطعام”.
وتُعتبر الملوخية من الأطباق المنتشرة على نطاق واسع في أكثر من بلد عربي، من بينها مصر والسودان وبلاد الشام وتونس والمغرب، وهي من الأكلات المصرية القديمة، وانتقلت إلى البلدان العربية تباعاً.
أما منى حجازي فقالت لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إنّها كانت تسمع من أم زوجها بأن الملوخية تفوقت بجدارة على الأكلات الرمضانية كافة، في أول يوم من الشهر، كونها تجلب الحياة الخضراء والرزق.
وتتابع بأنّها تطهو إلى جانب الملوخية الرز الأبيض وشوربة الخضار، والمخللات والعصائر، مؤكّدًة أنها ستحافظ على عادة تقديم الملوخية وجبة أساسية في اليوم الأول من رمضان.

وما تزال الحاجة صفية غالب (66 عامًا) من مدينة جنين شمال الضفة الغربية متمسكة بعادة طهو الملوخية كطبق أساس على المائدة الرمضانية.
ولطبخ الملوخية طقوس خاصة، ففي أول يوم رمضاني يتوجه زوج صفية إلى السوق لجلب الملوخية الخضراء ذات الأوراق الكبيرة، وتقضي بضع ساعات في قطف أوراقها وتنظيفها، ومن ثم فرمها يدويًا حتى تصبح ناعمة جدًا، ومن ثم تطبخها بالثوم وقطع صغيرة من الدجاج.
وتُوضح الحاجة صفية لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، أنّ سبب طهو الأكلة الملوكية في اليوم الأول يعود إلى لونها الأخضر، الذي يدل على البركة والخير والرزق.
وحول أصل تسميتها الملوخية، هناك روايتان، الأولى أنها كانت نباتاً قديماً في عهد الفراعنة يسمى ”خية” كان المصريون القدماء يعتقدون أنها سامة، وعندما احتل الهكسوس مصر وهدموا وطمسوا معالم الحضارة الفرعونية أجبروا المصريين على تناولها وكانوا يقولون لهم: ”ملو خية”، أي كلوا ”خية”، وبعدما تناولوها وظنوا أنهم ميتون لا محالة اكتشفوا أنها غير سامة وأنها تصلح للأكل.
والرواية الثانية وتُعتبر الأرجح، أن أصل كلمة ملوخية هي ”ملوكية” لأنها كانت تُقدم للملوك، ووصفها طبيب لملكه عندما كان مريضًا.