محادثات اسطنبول: أوكرانيا تقترح وضعاً محايداً وروسيا تقلّص عملياتها حول كييف
متابعات – مصدر الإخبارية
أفضت جلسة المحادثات الأوكرانية الروسية المنعقدة في العاصمة التركية اسطنبول، في يومها الأول للوصول إلى نتائج ومقترحات مكتوبة قد توصل إلى قرار يقضي بوقف إطلاق النار بين البلدين المتحاربين منذ أكثر من شهر.
وقال مفاوضون أوكرانيون اليوم الثلاثاء، إن كييف اقترحت تبني وضع محايد مقابل ضمانات أمنية في المحادثات الجارية مع روسيا في تركيا، ما يعني أنهل لن تنضم إلى تحالفات عسكرية أو تستضيف قواعد عسكرية، في حين تعهدت روسيا بتقليص عملياتها العسكرية بشكل كبير في محيط العاصمة كييف ومدينة تشيرنيهيف شمال أوكرانيا.
وأضاف المشاركون في المفاوضات عن الجانب الأوكراني، في مؤتمر صحفي، أن المقترحات ستشمل فترة مشاورات مدتها 15 عاماً بشأن وضع شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، وإنها يمكن أن تدخل حيز التنفيذ فقط في حالة وقف إطلاق النار الكامل.
وتعتبر هذه المقترحات هي الأكثر تفصيلاً ووضوحاً التي تعلنها أوكرانيا على الملأ ودون أي تكتيم إعلامي.
وتطرقت المقترحات المقدمة إلى ضمانات أمنية على غرار الضمانات الواردة في البند الخامس من معاهدة حلف شمال الأطلسي، وهو البند الخاص بالدفاع الجماعي.
وحدد المفاوضون الأوكرانيون كل من (إسرائيل وكندا وبولندا وتركيا)، كدول يمكن أن تساعد في تقديم مثل هذه الضمانات لتنفيذ المقترحات الأمنية التي تبحثها المحادثات الأوكرانية الروسية.
وقال المفاوض الأوكراني، أولكسندر تشالي، “إذا أمكنا تثبيت هذه البنود الرئيسية، فإن أوكرانيا ستكون عندئذ في وضع يوطد فعلياً وضعها الحالي كدولة غير عضو في تكتل وغير نووية في صيغة الحياد الدائم”.
وأضاف في تصريحات أذيعت عبر التلفزيون الأوكراني: “لن نستضيف قواعد عسكرية أجنبية على أراضينا، والأمر نفسه بالنسبة لنشر وحدات عسكرية على أراضينا، ولن ندخل في أي تحالفات عسكرية سياسية”.
وتابع: “سيتم إجراء المناورات العسكرية على أراضينا بموافقة الدول الضامنة”.
وكشف المفاوض الروسي عن أن هناك مقترحات أوكرانية بعقد اجتماع بين الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفاً أن أوكرانيا تنتظر رداً روسياً.
محادثات اسطنبول.. روسيا تقلّص عملياتها حول كييف
وعلى الجانب الآخر، تعتزم روسيا تقليص نشاطها العسكري في المناطق القريبة من العاصمة الأوكرانية كييف، عقب المحادثات التي وصف بـ”المفيدة” في إسطنبول، وفق ما أعلن الوفد الروسي المفاوض.
وقال نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين، “نطراً إلى أن المحادثات حول إعداد اتفاق بشأن وضع أوكرانيا المحايد وخلوها من الأسلحة النووية انتقلت إلى مرحلة عملية، اتخذ قرار بتقليص النشاط العسكري في منطقتي كييف وشرنيهف بشكل جذري بعدة مرات”.
وأكد رئيس وفد التفاوض الروسي فلاديمير منديسكي إجراء “نقاشات مفيدة” في المحادثات، مضيفاً أن المقترحات الأوكرانية ستنقل للرئيس الروسي فلاديمير بوتن.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو إن المحادثات الأوكرانية الروسية تشكل أهم تقدم يجري إحرازه خلال المحادثات حتى الآن.
وقال جاويش أوغلو متحدثا في موقع المحادثات في إسطنبول، إن تركيا ترحب بتوصل البلدين إلى حل وسط وتفاهم مشترك بشأن بعض القضايا. مضيفاً أن “الحرب يجب أن تنتهي في أقرب وقت ممكن”.
ونقلت “رويترز” عن الوزير التركي، قوله إنه من المتوقع مناقشة “القضايا الأكثر صعوبة” بين وزيري الخارجية الأوكراني والروسي في وقت لاحق، مضيفا أن رئيسي البلدين سيلتقيان بعد ذلك.
وانعقد اجتماع المفاوضين الأوكرانيين والروس في تركيا، اليوم الثلاثاء، في أول محاثات مباشرة منذ قرابة ثلاثة أسابيع، وطلب المفاوضون وقفاً لإطلاق النار دون مساومات بشأن أراض أو سيادة بعد أن أبعدت القوات الأوكرانية القوات الروسية عن كييف.
اقرأ/ي أيضاً: حرب روسيا أوكرانيا: كييف تتحدث عن خسائر فادحة في صفوف جيش بوتين
