حي وادي الربابة.. صمود مقدسي في وجه هجمات استيطانية بأوجه متعددة

تقرير خاص – مصدر الإخبارية 

عادت قضية الاستيطان في حي وادي الربابة ببلدة سلوان جنوب القدس المحتلة، إلى الواجهة مجدداً بعد رفض جماهيري مقدسي لمخططات الاحتلال الجديدة الرامية إلى تحويل أراضي المنطقة إلى “حدائق توراتية”.

وكانت لجنة الدفاع عن سلوان، قد دعت إلى وقفة غضب ورفض للمخططات، تخللها جولات داخل الأراضي وحولها للتأكيد على مقدسية وفلسطينية المنطقة.

وأصدر أهالي الحي المهدد بالتهويد بياناً قالوا فيه إن الفعاليات جاءت رداً على الإشاعات الكاذبة التي أطلقتها أذرع الاحتلال المختلفة بأن أراضي وادي الربابة أصبحت في قبضتها”.

وأوضحوا أن “سلطة الطبيعة”: توزع بمساعدة المراكز الجماهيرية الإسرائيلية دعوات لطلاب المدارس لزيارة الحي، من أجل بسط السيطرة عليه وتحويله إلى “حدائق توراتية”.

محاولة للسيطرة على الحوض المقدس

وفي هذا الصدد، قال رئيس لجنة الدفاع عن بلدة سلوان، فخري أبو ذياب إن “الحدائق التلمودية والمصليات التوراتية هي محاولة من محاولات الاحتلال للسيطرة على منطقة “الحوض المقدس”، بما يشمل جميع المناطق والطرقات التي تلتف حول المسجد الأقصى والتي من ضمنها منطقة وادي الربابة”.

وأضاف أبو ذياب في حديث خاص لمصدر الإخبارية أن “الحدائق التوراتية هي مشاريع استيطانية يحاول الاحتلال الإسرائيلي تغليفها بمسميات حسنة لإظهار الوجه البريء من محاولات سرقة الأرض، أما المصليات التوراتية فهي مفهوم يدلل ويبرهن أن الصراع الذي يبني عليه الاحتلال مخططاته التهويدية صراع ديني عقائدي”.

وأوضح أنه من خلال هذه المخططات يعمل الاحتلال على السيطرة على الأراضي الفارغة بهدف الاستثمار ومنع العرب من الاستفادة منها.

وبين أن أهمية منطقة وادي الربابة تكمن في أنها منطقة فاصلة على حدود ال٤٨ بها مئات أشجار الزيتون المعمرة والتي تصل أعمالها إلى أكثر من ٨٠٠ ألف عام.

وتابع أبو ذياب، أن حكومة الاحتلال وسلطة الأراضي استولت على مجموعه 310 دونم من أراضي حي وادي الربابة وتسعى للاستيلاء على باقي المنطقة.

وشدد على أن سكان المنطقة قاوموا ورفضوا هذه المخططات بكافة الوسائل، متوجهين أولاً لمحاكم الاحتلال التي لم تنصفهم، ومن ثم إلى الرأي العام الدولي ومن خلال أيضاً تنظيم وقفات احتجاجية في العديد من المناطق المهددة بالتهويد مثل حي بطن الهوى ووادي الربابة وحي الشيخ جراح وغيرهم من الأحياء المقدسية.

قبور وهمية

من جانبه، قال الناشط المقدسي وأحد سكان حي الشيخ جراح، صالح أبو ذياب، إن الاحتلال الإسرائيلي لم يترك طريقة للاستيلاء على الأراضي في القدس إلا ونفذها، موضحاً أن الهدف من هذه المخططات إحاطة المسجد الأقصى بالمستوطنات والمستوطنين.

وأضاف في تصريح لمصدر الإخبارية أن “سلطات الاحتلال حاولت بشتى الطرق الاستيلاء على أراضي حي الربابة القريبة من حائط البراق (100 متر)،  كان آخرها قرار سلطة الطبيعة بإعلان بعض الأراضي هناك محميات طبيعية “.

وبين أن منطقة وادي الربابة لا تبعد سوى 500 متر عن حي البستان الذي يواجه فيه 880 بيت مقدسي خطر الهدم والسرقة.

وذكر أنه،  “قبل نحو 5 سنوات قام أهالي ومتطوعون مقدسيون (من بينهم ذياب) بزراعة مئات أشجار الزيتون للتأكيد على تشبثهم بأراضيهم، في الوقت الذي كانت جماعات استيطانية تضع قبوراً وهمية جاهزة على أنها قبور يهود لاتخاذها ذريعة للاستيطان فيما بعد”.

وكشف في ختام حديثه عن مخططات جديدة تحت مسمى “توسيع شوارع” تسعى إلى هدم وإزالة جميع ما يقف أمام عمليات الحفر بذريعة تشييد شوارع جديدة في منطقة الحي الغربي من حي الشيخ جراح بالقدس.

حي وادي الربابة.. التسمية وذرائع التهويد

ويقع حي وادي الربابة إلى الجنوب من المسجد الأقصى في القدس المحتلة، وبتربع على مساحة تبلغ 210 دونمات، يعيش فيها ثمانمئة مقدسي في ظروف حياتية قاسية، سببها مضايقات أذرع الاحتلال في محاولات لطردهم من أراضيهم وبيتوهم.

وسمي “وادي الربابة” بهذا الاسم لأنه ضيق من الأعلى، ويبدأ تدريجياً بالاتسعاع باتجاه الأسفل، وهو يشبه في شكله الجغرافي آلة الربابة الموسيقية العربية القديمة. لكن هذه التسمية تعد حديثة إذ كان يطلق على الحي اسم “جاي هنوم” وتعني وادي جهنم في الفترة الكنعانية، وكان كبار السن من المقدسيين يطلقون عليه اسم “المنطقة الحرام” باعتباره الخط الفاصل بين شطري المدينة الشرقي والغربي.

الأوراق الثبوتية التي يمتلكها سكان المنطقة التي تؤكد ملكيتهم للأراضي وأشجار الزيتون المعمرة، لم تكن قوية بالشكل الكافي أمام سلطات الاحتلال التي لم تترك طريقة إلا واستخدمتها في سبيل هدم منازلهم ومنعهم من التمدد الطبيعي.

وتعتبر سلطات الاحتلال الحي بأكمله حديقة عامة وتدعي أنه أقيم على أنقاض مقبرة يهودية، بيد أن السكان وثقوا بأعينهم إقدام سلطتي حماية الطبيعة والآثار الإسرائيليتن منذ سنوات على زراعة 935 قبراً وهمياً على امتداد المنحدر، إضافة إلى تكثيف بلدية الاحتلال من نشاطها في هدم المنازل على مدار السنوات الأخيرة في المنطقة.

اقرأ/ي أيضاً: حي الشيخ جراح.. أهداف استراتيجية تُخفي حقائق دوافع التهجير