هل تمنع زيارة الملك عبد الثاني لرام الله تصعيد قادم خلال رمضان؟

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:
رأى محللان فلسطينيان، اليوم الاثنين، أن زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى مدينة رام الله، تهدف لمنع تصعيد كبير محتمل خلال شهر رمضان المبارك، لاسيما بعد الأحداث العنيفة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية في نفس الفترة من العام الماضي، وتزامنه هذه المرة مع “عيد الفصح” العبري.
وقال المحللان إن أهمية الزيارة ودلالاتها تأتي في الوقت الذي يشهد العالم التغييرات في خارطة التحالفات الدولية مع استمرار حرب روسيا على أوكرانيا، وإمكانية امتدادها للوطن العربي وفلسطين.
وكشفت القناة الرسمية الإسرائيلية، عن زيارة يجريها الملك الأردني عبد الله الثاني لمدينة رام الله الأسبوع المقبل، في مسعى لمنع تصعيد محتمل في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين خلال شهر رمضان المبارك.
ما علاقة عيد الفصح اليهودي؟
أكد المحلل السياسي طلال عوكل في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن الزيارة على الأرجح محاولة لتهدئة الأوضاع في الساحة الفلسطينية خلال شهر رمضان في ظل التوقعات التي تفيد بوجود تصعيد كبير، وتحرك إسرائيلي قوى لمنعه خصوصاً مع تقاطع الشهر الفضيل مع فعاليات عيد “الفصح” العبري.
ويعتبر “عيد الفصح” العبري، أحد المواسم الكبرى لليمين الإسرائيلي المتطرف لاقتحام المسجد الأقصى المبارك وتثبيت أمر واقع جديد فيه كل عام، وسعيهم للحصول على مساحة دائمة لصلاة اليهود، لاسيما في ظل ضعف حكومة الاحتلال بقيادة نتفالي بينيت، وعدم مقدرتها على الوقوف بوجههم خوفاً على قاعدتها الانتخابية الضعيفة، وإمكانية سقوطها وعدم نجاحها مستقبلاً.
وقال عوكل، إن الاحتلال أعلن مؤخراً بعض الإجراءات التخفيفية مع اقتراب شهر رمضان تشمل تسهيلات اقتصادية للضفة الغربية وقطاع غزة، والسماح بزيارة الأسرى والسماح بوصول المصلين للمسجد الأقصى، والاعلان عن موافقات لم الشمل، وجلها خطوات إسرائيلية تكتيكية مؤقتة لتجنب أي تصعيد قادم.
الوضع الجيوسياسي الدولي
وأضاف أن الوضع الجيوسياسي الدولي صعب ومتحرك يستحوذ على اهتمام جميع القوى، مما يضع أهمية لزيارة الملك عبد الله للأراضي الفلسطينية للبحث في كيفية تقديم ما جرائم الاحتلال الإسرائيلي للمستوى السياسي الدولي.
وشدد عوكل، أن هناك رغبة دولية لتسكين الجبهات، وصب جميع الجهود نحو حرب أوكرانيا، والتضييق على روسيا، لافتاً عوكل إلى أن أي تصعيد في الأراضي الفلسطينية لن يكون له نتائج في السياسة الدولية.
الحرب الأوكرانية
بدوره، رأى المحلل إبراهيم أبراش، أن أهمية الزيارة تأتي من كونها الأولى لزعيم عربي الضفة الغربية، ويلتقي القيادة الفلسطينية في الأراضي المحتلة، وبتوقيت مهم كون المنطقة مقبلة على متغيرات كبيرة وخطيرة في ظل الحرب الأوكرانية وتداعياتها، واحتمال امتدادها للمنطقة العربية.
وأضاف أبراش في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن أبعاد الزيارة تأتي أيضاً ضمن تحرك إقليمي كزيارة الرئيس السوري بشار الأسد للإمارات العربية المتحدة، وزيادة التعاون المصري السعودي للتعامل مع المرحلة المقبلة.
وأشار إلى أنه على المستوى الفلسطيني الزيارة تأتي في ظل التخوفات من استغلال إسرائيل لحرب أوكرانيا للتصعيد واتخاذ خطوات غير مسبوقة كالإعلان عن ضم الضفة الغربية وأجزاء منها، أو إجراءات جديدة في مدينة القدس تدفع لانتفاضة فلسطينية جديدة، خصوصاً خلال شهر رمضان.
وأكد أبراش أنه، من ضمن أهداف الزيارة قد تكون رسالة دعم للسلطة الفلسطينية، ومحاولة اتخاذ ما يمكن عمله، لمنع تصعيد قادم خلال شهر رمضان يشمل الضفة والقدس وقطاع غزة.
تحذيرات إسرائيلية
وكانت أوساط أمنية إسرائيلية، أعربت خشيتها من تصعيد كبير في شهر رمضان، ووجود حالة تأهب قصوى لمنعها.
ووفق القناة 12 العربية، تعمل المؤسسة الأمنية لمنع التصعيد من خلال إجراءات للتخفيف عن الفلسطينيين كالسماح لهم بالصلاة في المسجد الأقصى وتمديد ساعات عمل المعابر.
ووصف مسئول أمني إسرائيلي الأيام القادمة بالمعقدة للغاية، وسط استعدادات لأحداث كبيرة خلال رمضان.
وأشار إلى أنه قبيل شهر رمضان، سيتم زيادة عدد عناصر “حرس الحدود” في المناطق والقطاعات الحساسة خصوصاً في مدينة القدس.
يذكر، أن شهر رمضان الماضي شهد تصعيداً كبيراً في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى نتيجة اعتداءات المستوطنين على المصلين وسكان حي الشيخ جراح، تتطور لعملية عسكرية مع قطاع غزة، واحتجاجات عارمة في الداخل المحتل عام 1948.