الدجاج يغيب عن موائد سكان غزة مع اشتعال الأسعار.. وهذه أسباب الأزمة

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

لم يستطع المواطن محمد حمتو شراء الدجاج الطازج لتامين وجبة طعام يوم الجمعة الأسبوعية التي يشتهر بها قطاع غزة، نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار الدواجن، ووصول سعر الكيلو الواحد اليوم الخميس 10 آذار (مارس) 2022 إلى 14.5 شيكل.

ويقول حمتو لشبكة مصدر الإخبارية، إنه اضطر لشراء جناح جبش مجمد لتأمين حاجة أسرته المكونة من 7 أفراد في ظل الارتفاع الكبير بسعر الدجاج.

ويضيف حمتو، أن الغلاء في أصناف السلع يمس بدرجة أولى المواطن البسيط في قطاع غزة، الذي يعاني منذ سنوات عديدة من أثار الحصار والحروب المتكررة، وقلة فرص العمل وتفشي الفقر.

ويشير إلى أن مشاهد محلات بيع الدجاج فارغة من الزبائن دليل واضح على عزوف السكان عن الشراء بالتزامن مع ارتفاع الأسعار، ويعكس حقيقة معاناتهم من ظروف اقتصادية صعبة.

ويرجع ارتفاع أسعار الدجاج لوجود عجز كبير في كميات البيض المخصب في قطاع غزة خلال الآونة الأخيرة، مما استنفذ الدجاج الموجودة بالمزارع وعدم وجود بديل، لكن جرى إدخال كميات جديدة من البيض المخصب تحتاج لقرابة 40 يوماً لتكون جاهزة الدواجن لإنزالها في الأسواق.

ويحتاج قطاع غزة لقرابة 3.5 مليون بيضة مخصبة لإنتاج 3 مليون دجاجة في الأشهر العادية، ويزيد العدد إلى 5 مليون بيضية في شهر رمضان المبارك لإنتاج 4.5 مليون دجاجة.

ويقول رئيس نقابة مربي الدواجن في قطاع غزة مروان الحلو مروان الحلو، إن العالم يعاني من أزمة في البيض المخصب نتيجة انتشار انفلونزا الطيور، والاحتلال الإسرائيلي يعتبر جزء منها، مما أدى لخلل في توريدات القادمة لغزة من الاحتلال ودول أخرى.

ويضيف الحلو في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أنه على إثر الأزمة ارتفع سعر الصوص البالغ عمره يوم قرابة أربعة شواكل مقارنة بـ 3.5 شيكل بالسابق.

ويشير الحلو، إلى أن المزارعين يتحملون تكاليف عالية منذ بداية جائحة كورونا تتضمن ارتفاع أسعار الأعلاف ومدخلات الإنتاج الأساسية، لافتاً إلى أن سعر طن العلف وصل إلى 2900 شيكل.

وأعلنت وزارة الزراعة في قطاع غزة السماح للتجار باستيراد لحوم الحبش المبردة للحد من ارتفاع أسعار الدجاج.

من جهته، كشف أمين سر الجمعية الزراعية للفقاسات والدواجن والأعلاف سمير المصري، أن سبب ارتفاع أسعار الدجاج عجز توريد البيض المخصب لغزة، بسبب تفشي انفلونزا الطيور حول العالم، وانخفاض كميات الإنتاج بسبب سوء الطقس، وجائحة كورونا.

وأضاف المصري أن قطاع غزة استورد مليون و897 ألف بيضة مخصبة منذ بداية شهر أذار (مارس) الجاري.

وأشار إلى أن الكمية المذكورة أعلاه جرى توريدها لقطاع غزة خلال 13 يوماً من الشهر الجاري لتغطية حاجات القطاع من البيض المخصب، التي تصل إلى 3 مليون بيضة شهرياً، متوقعاً الوصول لها نهاية الشهر الحالي.

ولفت المصري، إلى أن متوسط كميات البيض المخصب التي يستوردها قطاع غزة سنوياً تتراوح بين (34-36) مليون بيضة، من الولايات المتحدة واسبانيا وبلجيكا.

ونوه إلى أن قطاع غزة استورد مليونين و211 ألف بيضة مخصبة في شهر كانون ثاني (يناير) الماضي، ومليونين و25 ألف بيضة في شباط (فبراير) الماضي، مؤكداً أن حاجة القطاع الشهرية تصل إلى ثلاثة ملايين بيضة مقارنة بالكميات المذكورة.

وبين المصري، أن شهر شباط (فبراير) من كل عام يعتمد عليه بشكل أساسي لتغطية حاجات سكان القطاع من الدجاج، مبيناً أن قطاع غزة يحتاج بين (4-5) ملايين بيضة مخصبة لشهر رمضان المبارك.

وأكد أن البيض المخصب يحتاج 21 يوماً لإنتاج صوص عمره يوم، و35 يوماً في التربية للوصول لحجم دجاجة قابلة للعرض في السوق المحلي.

وتوقع المصري حدوث عجز في كميات الدجاج المعروضة في الأسواق المحلية خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك، مطمئناً المواطنين بأن العجز سيغطى من خلال فتح باب استيراد اللحوم البيضاء المجمدة، والحبش.

ورجح المصري، أن تستقر أسعار الدجاج بعد شهر رمضان المبارك، مقدراً سعر كيلو الدجاج لليوم الأحد 13 أذار (مارس)، بـ 14 شيكلاً للمواطن و13 شيكلاً من أرض المزرعة.