القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
تُعد القمة الحالية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب حدثًا بالغ الأهمية، لا سيما بالنسبة لإسرائيل، وتشمل جدول أعمال متنوعًا يضم إنهاء حرب غزة، التوصل إلى اتفاق أمني تاريخي مع سوريا، بدء محادثات مدنية لحل وسط مع لبنان، والتعامل مع الملف الإيراني، الذي يعتبر القضية الأكثر حساسية.
ويشكل النفوذ الإيراني محور القلق الأكبر لإسرائيل، إذ تتحكم طهران في حزب الله في لبنان وتعيد بناء ترسانته الصاروخية، بينما تحرض في سوريا على الصراعات عبر الميليشيات والقبائل المدعومة منها، وتسعى لإنشاء خلايا إرهابية على حدود هضبة الجولان. وتشير المصادر إلى أن استمرار النظام الإيراني يجعل من الصعب إحراز أي تقدم في مجالات أخرى، بما في ذلك توسيع اتفاقيات أبراهام مع دول الخليج.
وتتسم المحادثات الأميركية-الإسرائيلية بتباين داخلي في الإدارة، بين فريق يقوده المبعوث ستيف ويتكوف ومستشاره جاريد كوشنر، الذي يسعى لتحقيق تقدم سريع دون التصعيد العسكري، وبين وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الحرب بيت هاسيغاوا، الداعمين لموقف متشدد تجاه إيران وضمان تنفيذ إسرائيل لكافة التزاماتها، بما في ذلك نزع سلاح حماس وفتح معبر رفح في المرحلة الثانية من خطة إعادة إعمار غزة.
وتتطرق القمة أيضًا إلى المحادثات المدنية مع لبنان، والاتفاق الأمني مع سوريا، حيث ترى الإدارة الأميركية في هذه الملفات فرصة لتسهيل خطوات إيجابية في المنطقة. ويضاف إلى ذلك دور تركيا في سوريا، وتأثيرها على حرية الحركة الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك نشر بطاريات رادار يمكن أن تراقب تحركات القوات الجوية الإسرائيلية.
كما من المقرر بحث مذكرة التفاهم الأمنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، التي تنتهي صلاحيتها عام 2027، بالإضافة إلى قضايا التجارة والتكنولوجيا والعلاقات الاقتصادية الثنائية، بما في ذلك الرسوم الجمركية وشراكات البحث العلمي والتكنولوجي المتقدم. ومن المتوقع أن تستدعي كثرة المواضيع عقد اجتماع ثانٍ لمناقشتها، أو تمديد لقاء الأسبوع المقبل، إذا ما ظهرت مستجدات مهمة.
وتأتي هذه القمة في ظل خلافات واضحة داخل الإدارة الأميركية حول الخطوات المقبلة تجاه غزة وإيران، مع ضرورة التوفيق بين المواقف المختلفة لضمان تطبيق خطة ترامب بالكامل، بما يشمل نزع سلاح حماس، إعادة إعمار غزة، وضمانات أمنية محددة لإسرائيل.