قالت حركة “حماس”، الأحد، إن إسرائيل تواصل تصعيد انتهاكاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقت تتحدث فيه أطراف إقليمية ودولية عن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.
جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم الحركة حازم قاسم، تعليقًا على استشهاد فلسطينيين جراء استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية منطقة شرقي مدينة غزة، معتبرًا أن القتل اليومي، كما حدث في حي الشجاعية، يمثل خرقًا متواصلًا للاتفاق ويزيد من خطورة الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وأشار قاسم إلى استمرار انهيار المباني السكنية المتضررة من القصف الإسرائيلي خلال الحرب، ما يؤدي إلى سقوط ضحايا جدد، مؤكدًا أن ذلك يعكس تفاقم المخاطر الإنسانية في ظل تشديد الحصار، ومنع عمليات الإعمار، وعدم السماح بإدخال مستلزمات الإيواء الأساسية.
وكانت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة قد أعلنت، في وقت سابق الأحد، عن مصرع 18 فلسطينيًا نتيجة انهيار 46 مبنى متضررًا منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضح قاسم أن الفلسطينيين يضطرون للسكن في منازل متصدعة وآيلة للسقوط بسبب انعدام البدائل، في ظل تدمير واسع طال معظم المباني ومنع إدخال بيوت متنقلة ومواد البناء، في مخالفة صريحة لما نص عليه الاتفاق.
وأكد المتحدث أن الخروقات الإسرائيلية تتزامن مع حديث متزايد عن تثبيت وقف إطلاق النار والتقدم نحو المرحلة الثانية، ما يعكس – بحسب تعبيره – رغبة إسرائيلية في مواصلة العدوان على قطاع غزة.
وفي هذا السياق، أشار إلى الاجتماع المغلق الذي عقده مسؤولون من الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا في مدينة ميامي الأمريكية، لبحث التحضيرات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الاتفاق، كما يُتوقع أن تتصدر هذه المرحلة مباحثات مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نهاية الشهر الجاري.
ودعا قاسم الوسطاء إلى تحرك جاد لوقف الخروقات الإسرائيلية، والضغط على تل أبيب للبدء بعملية إعمار حقيقية تنقذ حياة الفلسطينيين، مؤكدًا أن إسرائيل ما زالت تتنصل من التزاماتها، سواء المتعلقة بوقف إطلاق النار أو إدخال المساعدات الإنسانية.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار أنهى حربًا استمرت لعامين منذ 8 أكتوبر 2023، وأسفرت عن استشهاد نحو 71 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 171 ألفًا، إضافة إلى دمار واسع طال قرابة 90 بالمئة من البنية التحتية المدنية، بتكلفة إعمار تقدّرها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.