استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الأحد، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، وفدًا من نشطاء السلام الإسرائيليين، حيث رحب بهم وأشاد بجهودهم الساعية إلى تحقيق السلام العادل وفق حل الدولتين.
وأكد الرئيس عباس أن إنكار قوى التطرف في إسرائيل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة إلى جانب دولة إسرائيل، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية، لن يحقق الأمن أو السلام لأي طرف، مشيرًا إلى أن التجربة الممتدة لعقود تثبت ذلك.
وشدد سيادته على حرص القيادة الفلسطينية على التواصل مع جميع القوى المؤيدة للسلام داخل المجتمع الإسرائيلي، معربًا عن الاستعداد للعمل المشترك من أجل تحقيق “سلام الشجعان”، كما حدث في اتفاق أوسلو مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين، مؤكداً أن هذا السلام لا يزال ممكنًا.
وأوضح الرئيس عباس أن الحوار سيبقى الخيار الاستراتيجي للشعب الفلسطيني، انطلاقًا من الإيمان بالعمل السياسي والدبلوماسي والقانوني، مع إدانته لجميع أشكال العنف والإرهاب، سواء ما تعرض له المدنيون الإسرائيليون في 7 أكتوبر، أو ما ترتكبه قوات الاحتلال والمستوطنون من قتل وتدمير وتجويع بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.
وأشار إلى التزام القيادة الفلسطينية بتنفيذ أجندة الإصلاح، التي تشمل إجراء الانتخابات بعد وقف الحرب على غزة، وصياغة دستور مؤقت يؤكد على مدنية الدولة الفلسطينية وتعدديتها، وسن قانون جديد للأحزاب. كما جدد التأكيد على رفض معاداة السامية، باعتبارها تتعارض مع القيم والمبادئ الفلسطينية.
وأكد الرئيس عباس أهمية تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ووافقت عليها حماس والوسطاء، والتي تنص على تخلي حماس عن حكم قطاع غزة، وتسليم سلاحها، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، تمهيدًا لبدء عملية إعادة الإعمار.
وختم سيادته بالتأكيد على أن سياسات الاستيطان والضم والفصل العنصري، إلى جانب القتل والتدمير واحتجاز أموال الفلسطينيين، أسهمت في عزل إسرائيل دوليًا، مشددًا على أن مفتاح الأمن والسلام الإقليمي يكمن في التوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني-إسرائيلي قائم على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يحقق الاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة كافة.