قال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، خالد مشعل، في مقابلة مع موقع دروب سات الإخباري، إن نزع سلاح المقاومة الفلسطينية بالقوة هو خيار مرفوض كليًا، محذرًا من أن أي محاولة لفرض ذلك ستقود إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار، مؤكدًا أن سلاح المقاومة مرتبط بشكل مباشر بواقع الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح مشعل، في تصريحات سياسية موسعة، أن ما يتعرض له قطاع غزة هو حرب إبادة جماعية غير مسبوقة، تُشن على منطقة صغيرة ومكتظة بالسكان، باستخدام قوة تدميرية هائلة، ما يستوجب مخاطبة الرأي العام الدولي والغربي بحقائق ما يجري بعيدًا عن الرواية الإسرائيلية.
الهدنة طويلة الأمد
وأكد مشعل أن حركة حماس منفتحة على التوصل إلى هدنة طويلة الأمد تمتد لعدة سنوات، تتراوح بين خمس إلى عشر سنوات، شريطة توفر ضمانات حقيقية تُلزم الاحتلال الإسرائيلي بوقف عدوانه واحترام الاتفاقات. وأوضح أن الهدنة يمكن أن تشمل تجميد استخدام السلاح وعدم استعراضه بقرار فلسطيني داخلي، مع الاحتفاظ به كضمانة في ظل استمرار الاحتلال.
وشدد على أن التجارب السابقة أثبتت التزام المقاومة الفلسطينية بالتهدئات، مقابل انتهاكات متكررة من جانب إسرائيل، ما يجعل أي اتفاق دون ضمانات دولية حقيقية عرضة للانهيار.
القوات الدولية والوجود الأجنبي
وفيما يتعلق بالمقترحات الخاصة بنشر قوات دولية، أوضح مشعل أن حماس لا تعارض وجود قوات دولية على حدود قطاع غزة فقط، وبصفة قوات فصل أو رقابة، لكنها ترفض بشكل قاطع أي وجود عسكري أجنبي داخل القطاع، خاصة إذا كان هدفه نزع سلاح المقاومة أو فرض ترتيبات أمنية قسرية.
وأكد أن أي وجود غير فلسطيني داخل غزة سيُنظر إليه كقوة احتلال، وسيقابل برفض شعبي واسع.
إعادة إعمار غزة
وأشار مشعل إلى استعداد حماس للعمل مع المجتمع الدولي لتوفير بيئة آمنة تتيح إعادة إعمار قطاع غزة، وعودة الحياة المدنية، شريطة وقف العدوان ورفع الحصار، مؤكدًا أن الإعمار لا يمكن أن ينجح في ظل القصف والتهديد المستمر.
الديمقراطية والشراكة الوطنية
وشدد مشعل على أن الديمقراطية حق أصيل للشعب الفلسطيني، داعيًا إلى إجراء انتخابات شاملة واحترام نتائجها، وعدم هندسة المشهد السياسي مسبقًا. وأكد أن تعطيل الانتخابات منذ عام 2006 أضر بالحياة السياسية الفلسطينية، وأن الشراكة الوطنية الحقيقية هي السبيل الوحيد لإدارة المرحلة المقبلة.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن حماس منفتحة على إدارة تكنوقراطية مستقلة في غزة ضمن مرجعية وطنية موحدة، بما يضمن عدم الإقصاء وتحقيق التوافق الداخلي.
وحول مستقبله السياسي، قال مشعل إن ترشّحه أو ترشيح غيره “قرار تنظيمي”، مؤكدًا حق حماس في المشاركة بالانتخابات إذا فُتحت أبوابها، ومشيرًا إلى دعم الحركة لإطلاق سراح القيادات الفلسطينية المعتقلة، وفي مقدمتهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات.
موقفه من السلطة الفلسطينية
وانتقد مشعل أداء السلطة الفلسطينية، معتبرًا أن غياب الانتخابات وحصر الدور في التنسيق الأمني أضعف شرعيتها، مؤكدًا في الوقت ذاته أن حماس لا تسعى لإقصاء أحد، بل تدعو إلى إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية.
الدولة الفلسطينية وحل الدولتين
وأوضح مشعل أن قبول حماس بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 لا يعني الاعتراف بإسرائيل، مؤكدًا أن الاحتلال نفسه يقوض عمليًا حل الدولتين من خلال الاستيطان والضم وفرض الوقائع على الأرض.
الدور الأمريكي والغربي
وحمّل مشعل الولايات المتحدة مسؤولية أساسية بحكم نفوذها على إسرائيل، داعيًا واشنطن إلى التخلي عن الانحياز الأعمى للاحتلال، وفتح قنوات حوار مباشرة مع جميع القوى الفلسطينية، بما يخدم الاستقرار الحقيقي في المنطقة.
كما انتقد تصنيف حماس كـ”منظمة إرهابية”، معتبرًا أن هذا التصنيف يستند إلى معايير مزدوجة، ومقارنًا الحركة بحركات تحرر وطني تاريخية خاضت نضالًا مشروعًا ضد الاحتلال.
وختم مشعل تصريحاته بالتأكيد على أن الاحتلال إلى زوال، وأن الشعب الفلسطيني سينتصر كما انتصرت شعوب أخرى على أنظمة استعمارية وعنصرية، مشددًا على أن الحرية والاستقلال والديمقراطية هي الأساس لبناء دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة.