بدأت عاصفة "بيرون" باجتياح الأراضي الفلسطينية مساء الثلاثاء، إذ سُجّلت أولى زخات المطر في مناطق الوسط، وسط توقعات بتصاعد حدّتها خلال ساعات الليل لتتحوّل إلى واحدة من أقوى العواصف الشتوية التي تشهدها المنطقة خلال العامين الأخيرين.
وتُظهر التقديرات الجوية أن الساعات المقبلة ستشهد أمطارًا غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية وبروق وتساقط البَرَد، خاصة على طول الساحل والسهل الساحلي، مع ارتفاع كبير في خطر الفيضانات في المدن والمناطق المنخفضة.
اتساع تأثير العاصفة
ومن المتوقع أن يمتد تأثير "بيرون" صباح الأربعاء إلى مختلف أنحاء البلاد، على أن تبلغ ذروتها يوم الخميس مع كميات كبيرة من الأمطار ورياح شديدة واحتمال تشكّل سيول في الأودية الجنوبية ومناطق البحر الميت.
ومع ساعات المساء، تتحرك العاصفة جنوبًا وشرقًا، في وقت يتوقع فيه الخبراء انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة، خصوصًا في المرتفعات. وتشير البيانات الجوية إلى هطولات كثيفة ليلًا على السهل الساحلي والشمال والوسط.
ومساء الأربعاء قد تشهد البلاد فترة استقرار قصيرة قبل دخول موجة مطرية أعنف.
الخميس: ذروة العاصفة
يُتوقع أن يكون يوم الخميس الأكثر خطورة، مع أمطار شديدة وعواصف رعدية وبَرَد وهبّات رياح قوية قد تتسبب بأضرار للممتلكات والبنى التحتية. وتحذر الجهات المهنية من أن كميات الأمطار خلال ساعات محدودة قد تكون استثنائية، ما يرفع من خطر الفيضانات في السهل الجنوبي ومناطق وسط قطاع غزة والشمال الغربي للنقب.
وفي قطاع غزة، قد تهطل الأمطار مساء الخميس مع احتمالات مرتفعة لحدوث سيول في الأودية. أما يوم الجمعة، فتبدأ الفعالية الجوية بالانحسار تدريجيًا، لتعود الأجواء المستقرة يوم السبت مع احتمال أمطار محلية خفيفة على الساحل.
أوضاع النازحين في غزة مع اقتراب العاصفة
ويزيد اقتراب العاصفة من معاناة مئات آلاف النازحين في قطاع غزة، الذين يعيش كثيرون منهم في خيام متهالكة لا توفر الحد الأدنى من الحماية من الرياح أو الأمطار.
وتخشى العائلات من غرق خيامها مجددًا كما حدث في المنخفضات السابقة، وسط نقص حاد في مواد العزل وغياب البنية التحتية القادرة على تصريف مياه الأمطار.
وتحذر منظمات إغاثية من كارثة إنسانية محتملة، خصوصًا في المناطق المكتظة مثل رفح والمناطق الشرقية من خان يونس، حيث تتكدس الخيام فوق أراضٍ طينية تتحول سريعًا إلى مستنقعات مع أولى الهطولات، ما يعرض الأطفال والمرضى وكبار السن لمخاطر صحية مضاعفة.
