دعا السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة حسام زملط، السلطات البريطانية إلى توفير "حماية شاملة" بعد تعرّض سفارة فلسطين في لندن لهجوم نفّذه رجال ملثمون رفعوا أعلامًا إسرائيلية وبريطانية، والتقطوا صورًا أمام المدخل وشوّهوا المبنى بملصقات تحمل عبارات مؤيدة لجيش الاحتلال.
وجاء الاعتداء بعد أيام من مراسم رفع العلم الفلسطيني فوق مبنى السفارة في 22 سبتمبر/أيلول، عقب اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية. ورغم الارتقاء بمكانة البعثة دبلوماسيًا، لم تُجرَ أي تعديلات على الإجراءات الأمنية، ما أثار مخاوف على سلامة الموظفين مع الإعلان عن مظاهرة جديدة كانت مقررة يوم الجمعة.
وقال زملط إن هذه الهجمات لن تثني الدبلوماسية الفلسطينية عن دورها، مؤكدًا أنه قدّم طلبًا رسميًا للسلطات البريطانية لتوفير حماية فورية ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداء. وأشار إلى أن عام 2023 شهد أربع هجمات وتلقي موظفين تهديدات بالقتل، في ظل غياب حماية تُعتبر أساسية بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.

وأظهرت الصور الصادرة عن السفارة ملصقات إضافية حملت شعارات معادية ومع نجمة داود فوق العلم البريطاني. وفي المقابل، شددت السفارة على أن ما جرى يمثل خرقًا صارخًا للأعراف والقوانين الدولية، خاصة مع دعوات منشورة على فيسبوك لتنظيم احتجاج يستهدف السفارة.

وتحظى السفارات في لندن بحمايات متفاوتة بناءً على تقييم المخاطر، إذ يُلاحظ أن بعضها يفتقر تمامًا للتواجد الشرطي، بينما تتمتع أخرى، مثل السفارة الإسرائيلية، بحراسة معززة. وتندرج السفارة الفلسطينية ضمن الفئة الأقل حماية، رغم التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط بعد الهدنة الهشة في غزة.
وأكدت شرطة العاصمة أنها تتعامل بجدية مع أمن البعثات الدبلوماسية، وأن ترتيبات الحماية تخضع لتقييمات مستمرة بناءً على مستوى التهديدات.