استقبل رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، الثلاثاء، هنيبال القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بعد أن أُفرج عنه من الاحتجاز في لبنان، الذي استمر نحو 10 سنوات دون محاكمة، على خلفية قضية اختفاء زعيم حركة "أمل" السابق موسى الصدر واثنين من مساعديه.
وقال سلام في بيان: "بعد إخلاء سبيله استقبلت اليوم السيد هنيبال القذافي"، مؤكداً أن توقيفه الطويل يستدعي مراجعة جدية لضمان حقوق الأفراد وحماية نزاهة القضاء.
وكان القضاء اللبناني قد أصدر قراراً بالإفراج عن هنيبال في 17 أكتوبر/تشرين الأول، مع كفالة أولية قدرها 11 مليون دولار ومنع سفر لمدة شهرين، قبل أن تخفض الكفالة لاحقاً إلى 900 ألف دولار وترفع قيود السفر، ما أتاح الإفراج عنه في 10 نوفمبر 2025.
وأعربت حكومة الوحدة الوطنية الليبية عن تقديرها للتعاون اللبناني في هذا الملف، مؤكدة أن الإفراج عن هنيبال جاء نتيجة جهود دبلوماسية ليبية تهدف إلى معالجة القضية ضمن إطار قانوني وإنساني يحفظ كرامة المواطن ويعزز التعاون القضائي بين البلدين.
وجاء هذا الإفراج بعد زيارة وفد ليبي رفيع المستوى إلى لبنان برئاسة إبراهيم الدبيبة في 3 نوفمبر، حيث سلّم الوفد ملف التحقيق الليبي المتعلق باختفاء موسى الصدر إلى قاضي التحقيق اللبناني، مع عرض تقديم كافة المعطيات المتعلقة بالقضية.
ويعود أصل القضية إلى عام 2015، عندما اختطف هنيبال القذافي في سوريا ونُقل إلى لبنان للتحقيق في قضية اختفاء موسى الصدر وثلاثة من مساعديه في ليبيا عام 1978. ويحمّل بعض عناصر الطائفة الشيعية في لبنان النظام الليبي السابق مسؤولية الاختفاء، بينما تنفي ليبيا تلك الاتهامات، مؤكدة أن الصدر ومرافقيه غادروا طرابلس متجهين إلى إيطاليا.