موجة إرهاب استيطاني تجتاح الضفة الغربية: منازل تُحرق واعتداءات تتصاعد تحت حماية جيش الاحتلال

17 نوفمبر 2025 09:52 م

الضفة المحتلة - مصدر الإخبارية 

شهدت الضفة الغربية المحتلة موجة عنف جديدة نفذها مستوطنون مسلحون، شملت سلسلة هجمات واسعة على بلدات فلسطينية في بيت لحم والخليل والقدس، أسفرت عن إحراق منازل ومركبات وإصابة عدد من الأهالي، وسط حماية مباشرة من قوات الاحتلال التي لم تعلن عن اعتقال أي من المتورطين.

وفي بلدة الجبعة جنوب غرب بيت لحم، أضرم عشرات المستوطنين النار في ثلاثة منازل مأهولة، تعود لمحمد موسى موسى، ويوسف أحمد موسى، ورأفت هلال مشاعلة، إضافة إلى إحراق ثلاث مركبات و"كرفان". وتمكن سكان القرية من السيطرة على الحرائق دون تسجيل إصابات، لكن الأضرار المادية كانت كبيرة. وأقر جيش الاحتلال بأن عشرات المستوطنين شاركوا في الهجوم، مكتفيًا بالقول إن "قوات الأمن تبحث عن المتورطين"، من دون الإعلان عن أي عملية اعتقال.

وفي الخليل، نفذ المستوطنون هجومًا عنيفًا على بلدة سعير شمال شرق المدينة، شمل إحراق منزل ومركبتين والاعتداء بالضرب على الأهالي بالهراوات والآلات الحادة، ما أدى إلى إصابة عدد من النساء، وسط منع مركبات الإسعاف والإطفاء من الوصول إلى المنطقة، بحسب شهود عيان.

كما هاجم مستوطنون رعاة أغنام في التجمعين البدويين "أبو غالية" و"العراعرة" قرب عناتا شرق القدس، ورشقوهم بالحجارة وأجبروا الأهالي على مغادرة المراعي، في اعتداء يدخل ضمن سياسة منظمة لتهجير التجمعات البدوية المحيطة بالقدس. وكانت تلك المناطق قد تعرضت خلال الأسابيع الماضية لاقتحامات متكررة من قوات الاحتلال، تخللها تدمير مساكن وإتلاف محتوياتها.

وحذرت محافظة القدس من تصاعد الهجمات ضد التجمعات البدوية وعددها 22 تجمعًا، يقطنها أكثر من سبعة آلاف فلسطيني، معتبرة أنها جزء من مخطط استيطاني متكامل يهدف إلى تهجير السكان قسرًا وتنفيذ مشروع "E1" الرامي إلى فصل شمال الضفة عن جنوبها وعزل القدس عن محيطها الفلسطيني. وأكدت أن هذه الاعتداءات تستهدف حياة السكان وممتلكاتهم وموارد رزقهم، من خلال التخريب والتجريف والحرق واقتلاع الأشجار وقتل الماشية، في محاولات لخلق بيئة طاردة للحياة.

ومع تصاعد الانتقادات الدولية، حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو التبرؤ من الهجمات، مدعيًا أن من يقودها "حفنة من المتطرفين"، فيما واصل وزير الأمن يسرائيل كاتس الدفاع عن سياسة توسيع المستوطنات، مؤكدًا أن الحكومة "ستواصل تعزيز الاستيطان في جميع أنحاء الضفة". ورغم ذلك، كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن الأجهزة الأمنية "تفتقر للأدوات الكافية" لوقف اعتداءات المستوطنين، ملمحة إلى توجه لاعتماد الاعتقال الإداري ضد "مثيري الشغب" كما تصفهم.

ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، نُفذ خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول وحده 2350 اعتداء، بينها 1584 على يد قوات الاحتلال و766 نفذها المستوطنون، تركز معظمها في رام الله ونابلس والخليل. وتوزعت اعتداءات المستوطنين بين الاعتداء الجسدي وإحراق الحقول واقتلاع الأشجار ومنع قاطفي الزيتون من الوصول إلى أراضيهم، وتدمير المنازل والمنشآت الزراعية.

وتأتي هذه الاعتداءات في سياق عام من العنف المتصاعد، حيث أدت اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين خلال عامَي الحرب على غزة إلى استشهاد ما لا يقل عن 1073 فلسطينيًا في الضفة، وإصابة أكثر من 10,700 واعتقال أكثر من 20,500 آخرين. وفي غزة، خلفت حرب الإبادة التي انتهت باتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025 أكثر من 69 ألف شهيد و170 ألف جريح.

 

المقالات المرتبطة

تابعنا على فيسبوك