ارتفعت أسعار النفط بعد سلسلة أحداث جيوسياسية متزامنة، تضمنت هجمات أوكرانيا على منشآت نفطية روسية مهمة واحتجاز إيران لناقلة قرب مضيق هرمز، ما دفع المستثمرين لتسعير علاوة مخاطر جديدة في السوق.
قفز خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.4% ليصل إلى أكثر من 60 دولاراً للأونصة، فيما ارتفع برنت نحو 2.2% متجاوزاً 64 دولاراً. واستهدفت الطائرات المسيرة الأوكرانية ميناء نوفوروسيسك الحيوي على البحر الأسود، حيث تتعامل منشآته مع نحو 700 ألف برميل يومياً من النفط الروسي، إضافة إلى رصيف يتعامل مع أكثر من 1.5 مليون برميل من شحنات كازاخستان. كما أعلن الجيش الأوكراني عن استهداف مصفاة "روسنفت" في ساراتوف بمنطقة الفولغا، وهو الهجوم الثالث على المنشأة هذا الشهر.
في الوقت نفسه، احتجزت القوات الإيرانية ناقلة نفط بعد عبورها مضيق هرمز، حيث كانت تحمل نحو 3,000 لتر من الوقود، وفق وكالة الأنباء الإيرانية. ورغم عدم وضوح دوافع الاحتجاز، فإن المحللين يرون أنه قد يكون رد فعل على الإجراءات الأميركية ضد صادرات طهران أكثر من كونه محاولة متعمدة لعرقلة إمدادات الخام.
على الصعيد الآخر، كثفت الولايات المتحدة عقوباتها على النفط الروسي، حيث ستدخل قيود على شركتي "روسنفت" و"لوك أويل" حيّز التنفيذ خلال أيام، مع استثناءات لبعض المعاملات، بينما تستمر المفاوضات الدولية بشأن الأصول الخارجية للشركتين.
ويأتي هذا الارتفاع في ظل تراجع الأسعار العام الحالي بنسبة 14% نتيجة تخمة المعروض، فيما بدأت "أوبك" ودول أخرى خارجها بضخ كميات إضافية سعياً لاستعادة الحصة السوقية. وترافقت الهجمات والعقوبات مع طلب متزايد على النفط في نهاية العام، ما ساعد على الحد من انخفاض الأسعار.
أدى ذلك إلى حركة نشطة في أسواق الخيارات، حيث ارتفعت علاوات شراء النفط للمراهنة على صعود الأسعار فوق 70 دولاراً للبرميل، وسط متابعة تأثير الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة الروسية، والتي تهدف إلى تقليل الإيرادات النفطية لموسكو لتمويل حربها.
وفي نوفوروسيسك، تسبب الحطام في اندلاع حريق بمستودع تابع لشركة "ترانس نفط"، وتمت السيطرة عليه دون الإبلاغ عن حجم الضرر. بينما واصلت كازاخستان شحن النفط عبر خطوط الأنابيب بالتنسيق مع مشغلها الروسي.
كما يراقب المحللون التطورات في فنزويلا بعد وصول مجموعة ضاربة أميركية تقودها حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر. فورد"، وسط تعزيز القوات الأميركية في جنوب الكاريبي في إطار مكافحة تهريب المخدرات وتوسيع النفوذ العسكري في المنطقة.