حذّر مسؤولون صحيون فلسطينيون في قطاع غزة، الجمعة، من كارثة بيئية وصحية وشيكة نتيجة تكدس أطنان النفايات في مناطق واسعة من القطاع، في ظل غياب الإمكانات اللازمة للتعامل معها بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر.
ووفق بيانات سابقة لنائب رئيس اتحاد بلديات غزة، علاء البطة، فإن ما يقارب 700 ألف طن من النفايات تراكمت في مكبات عشوائية بعد عجز البلديات عن تقديم الحد الأدنى من خدمات النظافة، نتيجة النقص الحاد في الوقود والمعدات اللازمة لمعالجة الدمار الكبير الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية.
وأوضح مدير مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية، أن هذا التراكم الهائل يمثل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة، إذ يجذب البعوض والذباب والقوارض وينشر أمراضًا جلدية وتنفسية ومعوية بين السكان. كما حذر من الغازات المنبعثة من هذه التراكمات، وعلى رأسها غاز الميثان، التي تؤثر على المرضى داخل المستشفيات وتزيد من مخاطر التلوث.
وأكد أبو سلمية أن تسرب النفايات إلى المياه الجوفية يهدد معظم الآبار الارتوازية بالتلوث، ما يجعل مياه الشرب غير صالحة للاستخدام في العديد من المناطق، وقد يؤدي إلى حالات تسمم واسعة. وأضاف أن هذه الظروف خلقت بيئة إنسانية ونفسية خانقة، حيث يعيش المواطنون وسط أحزمة من النفايات تمتد في شوارع وأزقة القطاع.
ودعا المسؤول الصحي المؤسسات الدولية إلى التدخل العاجل لإزالة النفايات والنفايات الطبية التي تشكل خطراً أكبر إذا لم تُعالج بطريقة سليمة، لكونها قد تنقل أمراضًا خطيرة ومتعددة.
وتتركز النفايات المتراكمة خصوصًا في شمال وجنوب القطاع، حيث تمنع إسرائيل طواقم النظافة من الوصول إلى المكبات المركزية الواقعة قرب المناطق الحدودية المعروفة بـ"الخط الأصفر"، وهو نطاق يفصل بين المناطق التي انسحب منها الجيش وتلك التي ما زال يسيطر عليها، ويُستهدف الفلسطينيون عند الاقتراب منه.
وتقول حركة حماس إن إسرائيل تواصل فرض قيود على دخول الوقود والمساعدات إلى غزة، ما يشكل خرقًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي لم ينعكس بأي تحسن ملموس على حياة سكان القطاع.
وتأتي هذه الأزمة في ظل أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة عاشها الغزيون على مدار عامين من الحرب، تضررت خلالها عشرات آلاف الخيام، وتعرضت البنى التحتية لدمار واسع طاول 90 بالمئة من المنشآت المدنية، فيما بلغ عدد الضحايا أكثر من 69 ألف شهيد و170 ألف جريح، مع خسائر تُقدّر بنحو 70 مليار دولار.