قالت نافي بيلاي، الرئيسة السابقة للجنة الأمم المتحدة للتحقيق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية، إن القصف الإسرائيلي على عيادة الخصوبة "البسمة" في ديسمبر/كانون الأول 2023 كان مقصودًا واستهدف قتل الأجنة، حيث قضى على نحو 4 آلاف جنين.
وأوضحت بيلاي أن العيادة كانت في مبنى منفصل عن مستشفيات المجمع الطبي ولم يُستهدف المستشفى، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي توجه مباشرة إلى خزانات النيتروجين التي تحفظ الأجنة. وأضافت أن هذا الحادث هو جزء من "عدد كبير من الحوادث" التي دفعت لجنتها إلى استنتاج أن إسرائيل ارتكبت جريمة إبادة جماعية في غزة.
وأشارت إلى أن اللجنة قدمت تقارير موثقة بدقة عن سير الحرب في غزة والدمار الهائل الذي خلفته القنابل الإسرائيلية، مستهدفة الأطفال الفلسطينيين والنظامين الصحي والتعليمي.
وأكدت بيلاي أن القانون الدولي لا يقبل أي تبرير للإبادة الجماعية، مشيرة إلى أن الصمت الدولي يشكل تواطؤًا في الجريمة، مطالبة الدول بتحمل مسؤولياتها القانونية لوقف الإبادة وحماية الشعب الفلسطيني.
وأضافت أن ما يميز هذه الإبادة هو أن العالم يشهدها مباشرة، وقالت: "كثيرون يسألونني: لماذا تتحدثين الآن عن الإبادة؟ لقد رأيناها بأعيننا على شاشاتنا". وأشارت إلى تشابه ما يحدث مع إبادة التوتسي في رواندا عام 1994، مشيرة إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك التي وصفت الفلسطينيين بـ"الحيوانات البشرية".
وشددت بيلاي على أن لجنتها توصلت لتوصيف الإبادة بعد تحقيق دقيق استمر أكثر من عامين، وتابعت: "نحن الصوت الأكثر مصداقية في هذا الشأن حتى صدور حكم محكمة العدل الدولية التي تُعرض القضية عليها حاليًا".
وعن اتفاق الهدنة الهش الذي تم بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قالت بيلاي إنه ليس اتفاق سلام حقيقي، لأنه لا يعالج جوهر الاحتلال، ولا يمنح الفلسطينيين مقعدًا في مفاوضات التسوية. لكنها أعربت عن أملها في إمكانية تحقيق سلام عادل ودائم، مستشهدة بتجربة جنوب أفريقيا مع نظام الفصل العنصري، مؤكدة تمسك المدنيين الفلسطينيين بأرضهم ومستقبل أطفالهم.
واختتمت بالقول: "لابد من محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت. النظام الدولي فشل في منع الإبادة خلال أكثر من عامين، ولا يمكنه الآن منح مرتكبيها حصانة. الناس يريدون العدالة والمساءلة، والعدالة لا تكون حقيقية إلا إذا كانت شاملة للجميع".