أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، الثلاثاء، أن نحو 40 دولة ومنظمة دولية أصبحت ممثلة في مركز التنسيق المدني العسكري (CMCC) الذي أقامته الولايات المتحدة في جنوب إسرائيل، بهدف مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت "سنتكوم" في بيان لها إن "ممثلين من قرابة 40 دولة ومنظمة دولية يعملون حالياً داخل مركز التنسيق الذي تقوده الولايات المتحدة بعد افتتاحه في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي"، مضيفة أن هؤلاء الممثلين "يخططون ويعملون معاً لضمان تدفق المساعدات والبضائع التجارية من الشركاء الدوليين، ومراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، ودعم استقرار غزة، والتقدم نحو سلام دائم".
ويأتي ذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، استناداً إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، والتي تنص على وقف شامل للعمليات العسكرية، وإطلاق متبادل للأسرى، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وشهدت غزة قبل الاتفاق حرباً مدمّرة شنتها إسرائيل بدعم أمريكي منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 واستمرت لعامين، وأسفرت بحسب تقديرات فلسطينية عن مقتل أكثر من 68 ألف شخص وإصابة نحو 170 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال.
المرحلة الثانية من خطة ترامب
وتتضمن المرحلة الثانية من خطة ترامب نشر قوة دولية لحفظ السلام داخل قطاع غزة، إلى جانب انسحاب الجيش الإسرائيلي ونزع سلاح حركة حماس، في مسعى لإنهاء الصراع وترسيخ "استقرار أمني دائم" وفق التصور الأمريكي.
مركز التنسيق في كريات غات
ويتمركز مركز التنسيق المدني العسكري في مدينة كريات غات جنوب إسرائيل، حيث زاره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء الماضي، والتقى قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال براد كوبر.
وقال نتنياهو في تصريحات نقلها مكتبه عقب الزيارة: "أصدقاؤنا الأمريكيون يعملون معنا على خطة لتحقيق غزة مختلفة، غزة لن تشكّل تهديداً لإسرائيل بعد الآن".
توتر داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية
وفي المقابل، ذكرت القناة 12 العبرية أن عدداً من كبار ضباط الجيش الإسرائيلي أبدوا قلقهم من فقدان إسرائيل استقلاليتها في قطاع غزة، إذ يخضع عمل الجيش ومواقعه داخل القطاع لرقابة دقيقة من قبل المركز، بما في ذلك الأنشطة العملياتية.
وأضافت القناة أن بعض هؤلاء المسؤولين ينتقدون بشدة اشتراط موافقة أمريكية أو متعددة الجنسيات قبل تنفيذ أي عملية عسكرية، معتبرين أن ذلك "يقيّد حرية القرار العملياتي لإسرائيل، حتى لو كان ضمن شراكة وثيقة مع الولايات المتحدة".
ولم تكشف القيادة المركزية الأمريكية عن قائمة الدول والمنظمات المشاركة في المركز، مكتفية بالقول إنه صُمم لدعم استقرار غزة وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية واللوجستية والأمنية إلى داخل القطاع من الشركاء الدوليين.